‘(تحرير الشام) تردّ على (الزنكي): ما حدث في (تلعادة) خلافٌ عائلي’
2 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
فؤاد الصافي: المصدر
ردّت هيئة تحرير الشام على اتهام حركة نور الدين الزنكي لها بوقوفها وراء اغتيال “سيد البرشة” أحد قادة الحركة، وتصفية عددٍ من عناصرها في قرية تلعادة بريف إدلب، والتمثيل بجثثهم، بأن الأمر لا يعدو كونه خلافاً داخلياً في عائلة “الرشة”.
ونقلت وكالة “إباء” المقربة من هيئة تحرير الشام، عن “إبراهيم أبو العبد” مسؤول الهيئة في ريف حلب الغربي، قوله إن القضية لا علاقة لها بالفصائل ولا يعدو الأمر كونه خلافاً داخلياً في عائلة “البرشة” يعود لعدة سنوات مضت، حيث كان أفراد هذه العائلة قد انضموا لصفوف الثوار منذ بداية الثورة، فانتسب قسم منهم لـ “حركة نور الدين الزنكي” والقسم الآخر لـ “جبهة النصرة”سابقا، وعندما حصل اندماج الفصائل في هيئة تحرير الشام اعتقلت الهيئة أطراف النزاع وأداً للفتنة، على حد قوله.
وأكد “إبراهيم” أنه “بعد انشقاق الزنكي عن الهيئة طالب بالمعتقلين المحسوبين عليه فسلمتهم الهيئة للحركة، وبعد فترة من تسليمهم تم إطلاق سراحهم قبل انتهاء المحكمة، فأمر القاضي بإخراج الطرف الآخر المحسوب على الهيئة، وبعد خروج طرفي النزاع من السجن قٌتل (سيد البرشة) بعبوة ناسفة زرعها مجهولون”.
ونفى “إبراهيم” علاق الهيئة بهذا الفعل، وقال إنه “نتج عن خلافات عائلية حاولنا جاهدين ضبطها، لكن الزنكي كان العائق الأكبر دون حل الخلاف، وإننا طلبنا من الزنكي عدة مرات الجلوس لحل القضية واعتقال طرفي النزاع مجدداً لكن دون جدوى”.
أما عن الأحداث التي تلت التفجير، قال “أبو العبد”: “عند مقتل (سيد البرشة) قام أفراد من عائلته التي تتبع للزنكي بتصفية (حسون) من عائلة (قتيبة)، واعتقلت شخصاً آخر من الهيئة وسلمته للزنكي ظنّاً منهم أن هؤلاء من تسبب بالتفجير دون تثبت أو بينة، فقمنا كهيئة بالجلوس مع الزنكي لإيجاد حلول لوقف الاقتتال، وطلبنا تسليم عنصر الهيئة لنا -على اعتبار أن هناك اتفاق سابق مضمونه كل فصيل يقوم بإيقاف عناصره- إلا أن الزنكي رفض وأنهى الجلسة دون حل”.
وأضاف “إبراهيم”: “لم يكترث الزنكي لخطورة الوضع في القرية بين العائلتين، واتهموا الهيئة زوراً أنها أرسلت هذا المعتقل لقتل (سيد البرشة)، وبعد تدهور الوضع الأمني في القرية، بدأ الناس يناشدوننا للتدخل كهيئة لوقف الاقتتال، وبالفعل وضعنا قوات فصل وأجلينا عائلة (قتيبة) بكاملها من القرية، وطلبنا من الدفاع المدني الحضور، كما طلبنا من الزنكي أن يتدخل لإجلاء عائلة (سيد) ونشرنا قواتنا بالقرية لضمان أمن سكانها وسلامتهم”.
كما نفى “أبو العبد” قيام هيئة تحرير الشام بأي عملية مداهمة لبيوت عناصر الزنكي أو ملاحقتهم وأضاف: “كل ما ذكر في بيان الزنكي من اتهام لنا بملاحقة عناصره أو قتلهم فضلاً عن التمثيل بجثثهم أو تكفيرهم عارٍ تماماً عن الصحة، ولا علاقة للهيئة بأيٍّ من تلك الأفعال”.
وكانت قد شهدت قرية تلعادة أحداثاً وُصفت بالمأساوية في الأيام الأخيرة، بدأت بتفجير عبوة ناسفة بسيارة قُتل على إثرها “سيد البرشة” قائد كتيبة تلعادة التابعة لحركة نور الدين الزنكي، توالت بعدها سلسلة من الأحداث والاشتباكات بالقرية، لتصدر الحركة بياناً أمس الخميس اتهمت فيه أمنيي هيئة تحرير الشام بالوقوف وراء التفجير، واتهام الهيئة بمهاجمة بيوت عناصر الحركة وملاحقتهم وتصفية مَن سلَّم نفسه لها والتمثيل بجثثهم.
[sociallocker] [/sociallocker]