إسماعيل ياسين «يهزم» محمد رمضان




اعتادت الساحة الفنية أن تمر ذكرى كثير من روادها من دون صخب، لا التفات لذكرى ميلاد أو وفاة سوى من بعض التقارير الصحافية أو تحت قسم إخباري صغير غالباً ما يوضع في الصفحة الثانية في الجرائد المحلية تحت عنوان «حدث في مثل ذلك اليوم». الكوميدي المصري الراحل إسماعيل ياسين كان واحداً من هؤلاء، فمرت ذكرى وفاته في 24 أيار (مايو) الماضي في هدوء. وكان متوقعاً أن يمتد الهدوء ذاك ليشمل ذكرى ميلاده الـ105 في 15 أيلول (سبتمبر) أيضاً، لولا الممثل المصري محمد رمضان.

فقد نُشر حوار صحافي معه في جريدة «المصري اليوم» بعنوان لافت يتهم فيه رمضان الكوميدي الراحل بتشويه صورة الجندي المصري خلال أفلامه، واللافت أن رمضان نفسه يعد متهماً في نظر كثيرين بتشويه جيل من الشباب عبر مجموعة من أفلام «العنف» و «البلطجة» منها «عبدو موته» و «الألماني».

تسببت تصريحات رمضان في موجة من الغضب والهجوم على الممثل الذي حاز أعلى الإيرادات في مواسم فنية عدة، قبل أن يتغير ذلك موسم عيد الفطر بتقدم إيرادات فيلم أحمد السقا «هروب اضطراري» على فيلم رمضان «جواب اعتقال»، ويبدو أن ذلك التراجع سيمتد، إذ يتقدم حتى اليوم الفنان أحمد عز بفيلمه «الخلية» على فيلم رمضان «الكنز» ويشاركه فيه عدد من النجوم منهم محمد سعد وهند صبري وروبي.

دفع ذلك رمضان إلى نشر مقطع فيديو عبر صفحته الشخصية على «فايسبوك» يوضح فيه أن حديثه لم يقصد به الإساءة إلى تاريخ الراحل قائلاً: «إسماعيل ياسين أستاذي لكن ما قصدته أنني أريد تصوير فيلم عن هيبة الجندي المصري، لا أن يظهر الجندي وهو يركب فوق مروحة الطائرة بالعكس».

لكن تصريحات الممثل الشاب لم تنجح في إخماد موجهة انتقاده والتي أذكت في الوقت ذاته شعلة ذكرى الممثل الراحل. وأصدرت أرملة الراحل سامية شاهين بياناً أوردت فيه «أن أفلام إسماعيل ياسين عن الجندي المصري أنتجت بتوجيه من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأن رمضان يجهل تلك الظروف، حيث شكلت أفلامه نقطة تحول في نظر الشعب المصري للجيش».

وتطوع آلاف من محبي ياسين للدفاع عن نجمهم المفضل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقال هاني مهنا: «محمد رمضان يقول إنه ضد أفلام إسماعيل ياسين عملاق الكوميديا صاحب رصيد 166 فيلماً والذي حقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما العربية قياساً بعدد السكان وقتها.

تربت على أفلامه أجيال، لم يركب من الفن «فيراري» ولا «هامر» ولم يشتر السيارة التي يحلم بها، بل مات ولا يملك ثمن علاجه»، متسائلاً: «ماذا فعل محمد رمضان في الفن»، معتبراً أنه ادخل البلطجة إلى عقول الأطفال والمراهقين المصريين.

ونشر المنتج محمد العدل وثيقة تفيد بتبرع ياسين للجيش المصري عام 1956 بمبلغ قدره 2000 جنيه مصري و 750 مليماً، «مساهمة في تسليح الجيش لاستكمال وسائل الدفاع عن الوطن المفتدى» وفق الوثيقة الصادرة عن مكتب رئاسة الوزراء آنذاك. وأضاف: «هذا المبلغ كان ضخماً جداً بالنسببة الى ذلك الوقت». وعلق الكاتب الصحافي مدير التحرير السابق لجريدة القاهرة سيد محمود قائلاً: «إسماعيل ياسين لم يضحكنا فقط».

أنتج فيلم «إسماعيل يسن في الجيش» عام 1955 وهو من تأليف أبو السعود الإبياري وإخراج فطين عبد الوهاب وبطولة إسماعيل ياسين وسميرة أحمد وعبد السلام النابلسي ورياض القصبجي، وكان ذلك الفيلم الأول الذي يحمل اسم إسماعيل ياسين في اسمه وبعدها استمر ذلك التقليد في سلسلة من الأفلام منها، «اسماعيل يسن في البوليس»، «اسماعيل يسن في متحف الشمع»، «اسماعيل يسن يقابل ريا وسكينة». وكان ذلك نقطة تميز خاصة للراحل، إذ إنه الوحيد الذي حملت الأفلام اسمه.




المصدر