بينما اكتظت الأسواق بالحلويات مات المحاصرون في (وادي العذيب) بحثاً عن رشفة ماء




زيد العمر: المصدر

بعد أن قذفتهم أمواج الحرب الضروس خارج ديارهم، واستدرجتهم وعود النظام الكاذبة إلى “وادي العذيب”، على أمل إخراجهم إلى مناطق سيطرة الثوار في الشمال المحرر، تحاصر نازحوا عقيربات شرق حماة بلا ماءٍ ولا غذاءٍ في ذلك الوادي، وبدأ الموت يلاحق أطفالهم وشيوخهم في ظل نقصٍ في أدنى مقومات الحياة، وهي الماء.

“هل سمعتم أو رأيتم في القرن الواحد والعشرين بمن يحلم بكأس ماء؟؟” تساءل الناشط الإعلامي “أحمد الحموي”، وأكمل قائلاً في حديث لـ (المصدر)، إنه في نفس الوقت الذي تكتظ فيه الأسواق بحثاً عن أفخر أنواع اللباس والحلويات تجهيزاً للعيد، يقبع أكثر من عشرة آلاف نازح بينهم أطفال ونساء وشيوخ في منطقة وادي العذيب باحثين عن رشفة ماء تسد رمقهم، وربما تكون كافية للحفاظ على حياتهم ساعات أخرى على أمل إيقاظ ضمير المجتمع الدولي للتدخل وإنقاذ حياتهم.

وأفاد “الحموي” أنه منذ بداية الثورة السورية يستخدم النظام – إضافة إلى القصف بشتى أنواع الأسلحة – طريقة التجويع وحصار المدنيين بهدف التخلص منهم، وأطلق النظام وعود كثيرة كاذبة أنه سيؤمن خروج المدنيين بشكل آمن إلى مناطق سيطرة الثوار في الشمال المحرر، وذلك عبر وسطاء استدرجوا الناس المدنيين إلى منطقة وادي العذيب وقدموا لهم وعوداً أنه سيتم إخراجهم، إلا أن هذه الوعود كلها كانت كاذبة ووهمية، وكان الهدف منها التغطية على جرائم النظام وحلفائه الروس، ولكي يكسب شرعية دولية في إبادة المدنيين بحجة محاربة الإرهاب.

وأضاف “الحموي” أنهم على تواصل مع أحد المحاصرين، وبعد اتصالهم الأخير معه أطلق مناشدات كثيرة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بعد وفاة طفلين بسبب العطش ولأن وضعهم أصبح ينذر بكارثة مأساوية، في ظل انعدام أدنى مقومات الحياة والمياه الصالحة للشرب، خصوصاً بعد أن شارفت المؤونة التي معهم على النفاذ، وانعدام المعدات الطبية والأدوية وهذا ما يجعل أي جريح أو مريض “مشروع شهيد”.

وتابع “الحموي” حديثه أن الطيران الروسي كان له النصيب الأكبر في تدمير منازل المدنيين والمنشآت العامة وتمهيد الطريق لقوات النظام لإطباق الحصار على ناحية عقيربات وقراها، واستخدمت قوات النظام مدعومة بحليفها الروسي جميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً بينها قنابل النابالم الحارق والفوسفور الأبيض بهدف السيطرة على المنطقة.

ونوه “الحموي” إلى أن آلة القصف الروسية اتبعت سياسة منهجية، ودمرت المرافق الصحية والأفران التي في المنطقة، مما سبب مجاعة إنسانية راح ضحيتها آلاف المدنيين العزل الذين وقعوا بين مطرقة النظام والطيران الروسي، وسندان تنظيم “داعش”، وإن استمر الوضع على ما هو عليه ستسجل أكبر مجزرة في تاريخ الإنسانية بحق المدنيين المحاصرين.

ولمنطقة المعارك أهمية كبيرة، لهذا السبب يلقي الروس بثقل كبير فيها، وعلى إثره ظهر علناً في المنطقة قائد القوات البرية الروسية برفقة رئيس اللجنة الأمنية في حماة، وذلك لرفع معنويات مقاتليهم للاستمرار بالحملة وتحقيق أي إنجاز يغطي خسائرهم الكبيرة في المعارك الدائرة.




المصدر