«آبا»… هدية السويد إلى عالم الغناء




يوم السبت 14 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، سيتزين مسرح «ريدينغ إكزاغون» البريطاني بملابس ملونة سيرتديها نجوم من الصف الأول ليؤدوا عروضاً مبهرة، في حفلة ستكون تحية لفرقة «آبا» السويدية. وخلال تلك الحفلة، ستصدح أصوات المغنين الذين سيحيون أجمل أغنيات الفرقة التي أوصلتها إلى النجومية، وأبرزها «ماما ميا» و «دانسينغ كوين» و «ووترلو»…

الفرقة التي أسست عام 1972 وسميت «آبا» اختصاراً لأسماء أعضائها الأربعة، آني – فريدا لينغستاد وأنييثا فالتسغوغ وبيورن أوليفيوس وبيني أندرسون، لم تحصل على النجاح المرجو بسرعة، إلا أن أعضاءها عندما التقوا عام 1969، علموا أنهم سيتشاركون في الغناء والحياة الزوجية في آن واحد. فقد تزوج أوليفيوس وفالتسغوغ عام 1971 وتزوج أندرسون ولينغستاد عام 1978. أما على الصعيد الفني، فقد تعثرت مسيرة الفرقة في البدء، لكن عام 1972 أتاها بصيص أمل بعد النجاح المحلي الذي حققته أغنية «People Need Love»، فأعطتهم الدفع اللازم للوصول إلى الشهرة التي يبحثون عنها.

عام 1973، شاركت الفرقة في مسابقة «يوروفيجن» الأوروبية بأغنية «Ring Ring»، واحتلت المرتبة الثالثة. وعلى رغم النجاح المتواضع الذي حققته في المسابقة، تصدرت الأغنية والألبوم الذي يحمل الاسم نفسه المراتب في قوائم أفضل الأغنيات في السويد، كما حققت الأغنية نجاحاً خارج البلاد.

بعد سنة، عادت الفرقة للمشاركة في مسابقة «يوروفيجن» آملة بالفوز بالمرتبة الأولى هذه المرة. ومن خلال أغنية «Waterloo»، وصل الرباعي إلى النهائيات التي أقيمت وقتها في برايتون البريطانية، وحققت للفرقة النجاح الذي طالما سعت إليه.

وبعد هذا النجاح الكبير، تصدرت «Waterloo» قوائم الأغنيات في الدول الأوروبية، كما وصلت إلى قائمة أفضل عشر أغنيات في الولايات المتحدة. كما حقق الألبوم الذي يحمل اسم الأغنية نجاحاً كبيراً في السويد. وطمعاً بنجاحات عالمية، أطلق أعضاء الفرقة ألبوماً عنوانه «abba» ضم أغنيات سجلوها في وقت سابق، مضيفين إليه أغنيتَي «waterloo» و «Mamma Mia» التي ساهمت في وصول الفرقة إلى المرتبة الأولى في بريطانيا وأستراليا.

في نهاية عام 1976، أصدرت «آبا» ألبومها الرابع «Arrival» الذي ضم أغنيات ناجحة أبرزها «Money, Money, Money» و «Knowing Me, Knowing You» وحقق نجاحاً عالمياً. وعام 1977، أصبحت «Dancing Queen» الأغنية السويدية الأولى التي تدخل قائمة الأغنيات الأكثر رواجاً في الولايات المتحدة. ثم بدأت الفرقة عام 1978 حملة ترويجية في أميركا بعد جولاتها في أوروبا وأستراليا، فوصلت أغنية «Take A Chance On Me» إلى مراكز عالية في القوائم الأميركية لأفضل الأغاني.

وتبع ذلك إصدار الفرقة ألبوم «Voulez-Vous» عام 1979، وهو العام الذي أعلن فيه أوليفيوس وفالتسغوغ طلاقهما.

عام 1979، أصدرت الفرقة أغنية «Gimme Gimme Gimme» وتبعتها جولات في كندا والولايات المتحدة وأوروبا. وفي ذلك الوقت، أصدرت «آبا» مجموعة ثانية من الأغنيات في ألبوم Greatest Hits Vol. 2 الذي لقــي نجاحاً عالمياً وانتشاراً واسعاً.

وبعد أميركا وأوروبا وأستراليا، دخلت «آبا» آسيا عام 1980 للمرة الأولى من خلال اليابان حيث أحيت حفلة حضرها جمهور كبير لم تكن الفرقة تتوقعه. إلا أن تلك الحفلة كانت الأخيرة لها.

عام 1981 أعلن أندرسون ولينغستاد طلاقهما إلا أنهما أكدا أن الفرقة لن تتوقف عن الغناء وإنتاج الألبومات. وهذا ما حصل، ففي نهاية ذلك العام، أصدرت «آبا» ألبوم «The Visitors». ولكن بعد سنة واحدة، قررت أن تتوقف. وعام 2000، رفضت عرضاً قيمته بليون دولار لتعود إلى الغناء من خلال جولات وحفلات حول العالم.

اختيرت أغنيات الفرقة الضاربة في أفلام أشهرها الفيلم الأسترالي «زواج ميورييل».

وللفرقة متحف في السويد يعرض ثياباً وأدوات موسيقية استخدمتها خلال جولاتها الفنية.

يبقى أن «آبا» تركت بصمة لا تمحى في عالم الموسيقى الغربية، تجعل كثراً يستعيدونها في حفلات ومناسبات مختلفة، وذلك بفضل أغنيات «بسيطة»، جمالها في إيقاعاتها ونبضها الفرح. وهي بذلك تبقى صالحة لكل مكان وزمان.




المصدر