on
استخدام اللغة الأخلاقية والعاطفية تُساعد على انتشار التغريدات السياسية
الرسائل السياسية التي تحتوي على مزيج من لغة أخلاقية وعاطفية ويتم نشرها على “تويتر”، هي الأكثر قابلية للمشاركة والانتشار عبر الإنترنت. ولكن غالبية هذه المشاركات تكون داخل الشبكات الأيديولوجية للمرسل والمشارك. هذه خلاصة جاءت في دراسة جديدة نشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (Proceedings of the National Academy of Sciences) في يونيو/حزيران الماضي.
وتشير الدراسة التي بحثت رسائل “تويتر” المتعلقة بأمور مثل السيطرة على الأسلحة في أيدي الشعب وتغيّر المناخ وزواج المثليين وغيرها، إلى إمكانيات وحدود عملية التواصل على السوشيال ميديا.
ويقول المؤلف الرئيسي في الدراسة وباحث الدكتوراه في قسم علم النفس بجامعة نيويورك، ويليام برادي إن “المحتوى الذي ينتشر أكثر من غيره قد يكون له أكبر تأثير على وسائل الإعلام الاجتماعية، لذا وحتى يتمكن الأفراد وقادة المجتمع، وحتى النخب السياسية من رؤية تأثيرهم المجتمعي معززاً، فيجب عليهم التركيز على لغة الأخلاق والعاطفة في الرسائل التي ينشرونها عبر الإنترنت”.
ويضيف برادي أن استخدام هذا النوع من اللغة قد يساعد على تكاثر المحتوى داخل المجموعة الاجتماعية أو الأيديولوجية الخاصة بك، لكن من حيث تعدد الآراء، فإنك قد تجد القليل ممن هم لديهم وجهة نظر مختلفة بين هذه الشريحة.
وتؤكد الدراسة على أن الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت أصبحت وسيلة شعبية مهمة لمناقشة الأفكار الأخلاقية والسياسية. ومع ذلك، فإن مجال علم النفس الأخلاقي قد أغفل إلى حد كبير البحث حول لماذا انتشرت بعض المعتقدات الأخلاقية والسياسية على نطاق أوسع من غيرها.
وللمساعدة في معالجة هذا السؤال، درس الباحثون أكثر من 560 ألف تغريدة تتعلق بمجموعة من القضايا السياسية المثيرة للجدل مثل السيطرة على الأسلحة، وتغيير المناخ، وزواج المثليين، ثم فصلوا التغريدات التي تحتوي على كلمات كانت معنوية وعاطفية (مثل “الجشع”)، أو العاطفية فقط (مثل “الخوف”)، أو الأخلاقية فقط (مثل “الواجب”)، واعتمدوا على قواميس اللغة التي وضعت مسبقاً لتحديد المصطلحات العاطفية والمعنوية.
ودرس الباحثون عدد المرات التي أعيد فيها تكرار مشاركة كل فئة من الرسائل، وكذلك الأيديولوجية السياسية لكل من مرسل الرسائل الأصلية والرسائل التي أعيد تغريدها. كما تم حساب الأيديولوجيا باستخدام خوارزمية تستند إلى أبحاث سابقة بينت أن المستخدمين يميلون إلى اتباع تلك التغريدات والرسائل التي لها أيديولوجية مماثلة لهم، تلك الخوارزمية التي حللت شبكة أتباع كل مستخدم لتويتر.
وأظهرت النتائج أنه في جميع الموضوعات السياسية الثلاثة، فإن وجود اللغة التي تعرف بأنها معنوية وعاطفية زادت مشاركة التغريدات وتكرارها بنسبة 20 بالمئة لكل كلمة معنوية وعاطفية. وعلى النقيض من ذلك، لم يكن وقع الكلمات الأخلاقية فقط أو العاطفية فقط مرتبطا بشكل ثابت في زيادة عدد التكرارات والمشاركات. إضافة إلى أن ارتفاع عدد المشاركات كان مقتصرا على المتوافقين فكريا، فقد وجدت الدراسة تأثيرا أصغر بكثير بين الحسابات التي لها أيديولوجية تتعارض مع صاحب الرسالة. كما أن الرسائل التي تثير مشكلات أخلاقية مثل الزواج المثلي كانت الأقل قابلية للمشاركة وإعادة التغريد، في حين أن رسائل تغير المناخ كانت أكثر عرضة للمشاركة وإعادة تغريد الشكل السلبي للأضرار البيئية الناجمة عن تغير المناخ.
يقول المؤلف المشارك بالدراسة، وهو أستاذ مشارك في قسم علم النفس في جامعة نيويورك، جاي فان بافل، إن “هذه النتائج تسلط الضوء أيضا على عملية قد تفسر جزئيا الاختلافات المتزايدة بين الليبراليين والمحافظين – فالاتصالات والرسائل التي تربط بين الأخلاق والعاطفة هي أكثر شبها بتكرار الصدى، ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم الاستقطاب الأيديولوجي. وفي سياق الخطاب الأخلاقي والسياسي في الشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت، ترتبط الملامح الخفية من محتوى مشاركاتك مع كم المحتوى الخاص بك الذي ينتشر اجتماعياً.
المصدر