بماذا يختلف “أستانا 6” عن غيره من جولات المفاوضات؟




أعلن “المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الكازاخستانية” صباح اليوم الإثنين، أن عقد الجلسة العامة لمجموعة العمل حول سوريا في 15 أيلول الجاري.

وقال مكتب الوزارة في بيان رسمي: “ندعو ممثلي وسائل الإعلام لتغطية الجلسة العامة لمجموعة العمل حول سوريا، التي ستجري يوم 15 سبتمبر في فندق ريكسوس بريزيدنت في أستانا”.

غير أن هذه الجولة يرى فيها المراقبون أنّها تختلف عن بقية الجولات من المفاوضات التي سبقتها في أستانا، ولا سيما أنّه جاء بعد وصول قوات النظام إلى محافظة دير الزور، والتغيرات الميدانية التي شملتها جبهات المعارك في البادية السورية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “إنه يأمل باتخاذ قرارات ملموسة عقب نتائج الجولة السادسة من المفاوضات حول سوريا في أستانا، وأضاف أردوغان، خلال اجتماع مصغر مع الرئيس الكازاخي نور سلطان نازارباييف، أن الاجتماع القادم في أستانا والمقرر عقده في 14 و15 أيلول مهماً جداً، مردفاً “أعتقد أنه سيكون هناك قرارات ملموسة خلال هذه المفاوضات”.

وشهدت سوريا خلال الفترة السابقة، وجود ثلاث مناطق لخفض التصعيد بموجب مخرجات “أستانا 4″، وهي المنطقة الجنوبية والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، وسط أنباء عن اعتزام الدول الراعية لبدء هدنة جديدة في محافظة إدلب شمالي غربي سوريا.

وأدّت المناطق الثلاث هذه إلى ركود عام على معظم الجبهات التي تفصل بين النظام والمعارضة، مع خروقاتٍ يقوم بها النظام على جبهة الغوطة الشرقية، غير أن المعارك الفعلية تركّزت ضد التنظيم في محافظتي دير الزور والرقة من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، و”قوات سوريا الديمقراطية” من جهةٍ أخرى.

غير أن المعارضة السورية انقسمت على مخرجات جلسات المفاوضات في أستانا، ولا سيما إنشاء مناطق خفض التصعيد التي تعتبرها بعض الأطياف في المعارضة قد أراحت نظام الأسد في جبهات خاسرة بالنسبة له، ومنها منطقة درعا البلد ومنطقتي جوبر وعين ترما التي لقي النظام فيهما خسائر كبيرة.

ومن جهةٍ أخرى فإن السبب الأكثر أهمية الذي دفع أطيافاً في المعارضة إلى رفض مخرجات أستانا، هو أن نتائج هذه الجلسات انقلبت على نتائج جلسات “جنيف 1” والتي نصّت صراحةً على تأسيس هيئة حكم انتقالية لا وجود للأسد فيها، وهو ما اعتُبر تشتّيتاً لمطالب السوريين بين أستانا وجنيف.

ومن المتوقع أن تؤدّي نتائج هذه الجولة من مفاوضات أستانا إلى تأسيس مزيد من مناطق خفض التصعيد، والتي بدورها ستؤدي إلى قطع الطريق على أي معارك قد تقوم بين النظام والمعارضة.

وكانت المعارضة السورية قد وافقت على حضور جولة المفاوضات “أستانا 6” وفقاً لما أعلن وزير الخارجية الكازخستاني خيرات عبد الرحمنوف السبت الفائت.

وقال عبد الرحمنوف: “إن تركيا تعمل بنشاط على القضايا الجوهرية للمحادثات القادمة، بما في ذلك قضية مشاركة المعارضة المسلحة في سوريا”، موضحاً أن المعارضة اكّدت مشاركتها كـ “خطة أولى”، في الجولة السادسة من محادثات أستانا.

يُذكر أن الجولة الخامسة من مفاوضات أستانا انتهت في الخامس من تموز الماضي، بما وصفته الدول الضامنة للهدنة في سوريا بـ”نتائج إيجابية”.




المصدر