“داعش” يحاول تفادي الحصار في دير الزور




يحاول تنظيم “داعش” تفادي حصاره في مدينة دير الزور أحد أهم معاقله في شرقي سورية، وتكرار سيناريو مدينة الرقة، من خلال شن هجمات معاكسة على قوتين تهاجمان المدينة من جنوبها الغربي، وشمالها الغربي، فتسعى كل قوة للوصول أولاً إلى المدينة الهامة في سياق صراع كبير بين الروس من جهة، والأميركيين من جهة أخرى على شرق سورية الغني بالبترول.

في هذا السياق، ذكرت مصادر مقرّبة من حملة “عاصفة الجزيرة”، أن “مقاتلي مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سورية الديمقراطية، المدعوم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن سيطروا على مساحات واسعة من ريف دير الزور الشمالي”، مشيرة إلى أنهم “انتزعوا السيطرة على مبنى ومستودعات الأعلاف شرق دوار المعامل في مدخل دير الزور الشمالي”.
وأكدت المصادر أن “مقاتلي المجلس دخلوا المدينة الصناعية في مدينة دير الزور، كما سيطروا على اللواء 113 بالقرب من منطقة المعامل، إضافة إلى سيطرتهم على قرى العربيدي، والمالحة، ومرتفعات العجيف. ويحاول تنظيم داعش إيقاف تقدم مقاتلي سورية الديمقراطية بالسيارات المفخخة التي تضرب أرتال المتقدمين”.

في هذا الصدد، كشف المرصد السوري لحقوق الانسان، أن “التنظيم فجّر سيارات مفخخة عدة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من مقاتلي القوات المهاجمة”. ولفت إلى أن “الاشتباكات العنيفة لا تزال متواصلة في محور المدينة الصناعية ومنطقة المعامل القريبة من طريق دير الزور ـ الصور ـ مركدة، بين عناصر داعش من طرف، وقوات سورية الديمقراطية بقيادة مجلس دير الزور العسكري من طرف آخر”.

وباتت هذه القوات على مسافة نحو 8 كيلومترات عن الضفة اليسرى لنهر الفرات، وهو الهدف الأبرز لها في هذه المرحلة من الحملة التي قامت بعملية التفاف حول بلدة مركدة التابعة إدارياً للحسكة، والخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش” الذي وجد نفسه مشتت القوى العسكرية، في ظلّ مواجهة قوتين مندفعتين بقوة في وقت واحد: “قوات سورية الديمقراطية”، المتقدمة من الشمال الغربي، وقوات النظام الضاغطة من خاصرة مدينة دير الزور الجنوبية الغربية.

وكانت القيادة العامة لمجلس دير الزور العسكري التابع لـ”قوات سورية الديمقراطية”، أعلنت السبت الماضي، انطلاق حملة “عاصفة الجزيرة”، موضحة في بيان لها أن “الحملة تستهدف تحرير ما تبقى من أراضي الجزيرة السورية، وشرق الفرات من تنظيم داعش، الذي يسيطر على المنطقة منذ عام 2014، إبان اندفاعته الكبرى التي سيطر خلالها على نصف مساحة سورية، قبل أن يبدأ رحلة تراجع مع بداية العام الحالي”.
في غضون ذلك، حاولت قوات النظام ومليشيات تابعة لها مدعومة من الطيران الروسي، توسيع “دائرة الأمان” حول مطار دير الزور العسكري، بعد فك الحصار عنه منذ أيام، والسيطرة على جبل الثردة الاستراتيجي، القريب منه، والمطل على مدينة دير الزور.

كما حاولت قوات النظام قطع الطريق أمام “قوات سورية الديمقراطية”، وذلك بالوصول أولاً إلى مدينة دير الزور، ولكن مساعي قوات النظام توقفت بفعل الهجمات الانتحارية لـ”داعش” بسيارات مفخخة، في محاولة لتفادي حصاره داخل المدينة. ومن المرجح نقل “داعش” المعركة إلى ريف دير الزور الشرقي، الممتد على مساحة تقدّر بأكثر من 100 كيلومتر، حيث معقل التنظيم البارز في مدينتي الميادين والبوكمال الحدودية مع العراق. مع العلم أن التحالف الدولي وبعد الانتهاء من معركة الرقة، سيتجه إلى دير الزور، في ظل تسابق قوات النظام، ومليشيات إيران الزمن للانتهاء من معاركهم مع “داعش” في ريف حماة الشرقي، للتوجه شرقاً نحو دير الزور. ويسعى الروس للسيطرة على دير الزور كمنطقة نفوذ في مقابل الرقة التي باتت من حصة الأميركيين، ولكن بعض المراقبين يرون أن هناك تفاهماً روسياً أميركياً غير معلن، قسّم دير الزور إلى قسمين جنوبي لموسكو، وشمالي لواشنطن بانتظار نضوج حل سياسي يحدد مستقبل البلاد النهائي”.




المصدر