بعد أن هجره أصحابه… النظام يحاول فتح سوق مدينة حمص الأثري
15 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
أسامة أبو زيد: المصدر
أصدرت غرفة تجارة حمص منتصف الشهر الماضي قراراً ينص على منح أصحاب المحلات التجارية في سوق حمص الأثري قرضاً مالياً من أجل قيام أصحاب هذه المحلات بافتتاح محلاتهم التجارية.
وجاء هذا القرار عقب اجتماعٍ ضم محافظ النظام في حمص “طلال البرازي” مع أعضاء غرفة التجارة، بالإضافة لعدد من التجار الذين ما زالوا متواجدين في محافظة حمص.
تحدث تاجر، رفض ذكر اسمه، من الذين حضروا الاجتماع قائلاً “أكثر من ساعة ونصف خلال الاجتماع ولم تذكر المشكلة الحقيقة وهي غياب تجار مدينة حمص وهجرتهم خارج البلاد وتركهم لمحالهم وبضائعهم التي سُرقت عقب دخول قوات النظام وشبيحته للمدينة”.
وتابع التاجر حديثه لـ (المصدر): “لم ينوه أحد من الحاضرين عن وضع التجار المطلوبين لنظام الأسد والمهددين بالاعتقال في حال عودتهم للبلاد، وحال سوق المدينة الذي أصبح عبارة عن شوارع فارغة مقفرة تملؤه أعلام النظام وعناصره المنتشرة دون بشر أو بضائع أو حياة”.
وأما “أبو علاء” ابن مدينة حمص، وأحد أصحاب المحلات التجارية والمتواجد في تركيا، قال “يؤسفنا ترك أسواقنا وتجارتنا ومحالنا التجارية، ويطالبوننا بالعودة ونحن نستمع لما يفعله أزلام النظام وشبيحته بحق بعض التجار في المحلات الفرعية ضمن الأحياء من اعتداء بالضرب وسرقة للأموال، وغيرها من الممارسات التشبيحية التي قد تصل للاعتقال أو الخطف والابتزاز بالمال”.
وأضاف “أبو علاء” في حديث لـ (المصدر): “نحن نتابع عن كثب ما يجري في سوق حمص ونعلم أنه خالي تماماً من الحياة التي يسعى النظام بكل ما يملك لإعادة بثها من جديد، ولكن كيف ونحن خارج البلاد ونخشى عودتنا لها بسبب بطش شبيحته وأزلامه، وما تصريحات ضابط النظام (عصام زهر الدين) إلا حقيقة ما يضمره أزلامه ضد هذا الشعب الذي طالب بحريته وكرامته منذ عام 2011”.
ونوه “أبو رياض”، أحد تجار حمص، إلى قيام النظام بمحاربة تجار حمص من الطائفة السنية، منذ زمن بعيد، من خلال مخطط كان ينفذه على المدى الطويل، فنقل معظم المؤسسات الحكومية إلى مناطق علوية كالزهراء والأرمن ووادي الدهب وشارع الحضارة، وبدأ بتحسين البنية العمرانية هناك، وتحديث المرافق العامة بشكل واضح، مما جعل الازدحام والتجارة تنتعش في تلك المناطق أكثر من سوق المدينة المركزي الذي كان يُهمل ويُحارب بكثرة الضرائب والمخالفات وملاحقة البائعين الجوالين والسماح لهم بالعمل في تلك المناطق.
وتحدث “أبو رياض” لـ (المصدر) عن مشروع “حلم حمص” الذي كان يهدد تجار مدينة حمص بهدم محلاتهم التجارية قبل قيام الثورة، بحجة إعادة الإعمار والتطوير، وبذلك يكون قد أنهى تجار حمص بشكل نهائي في مدينة حمص وجعلهم يرهنون أمرهم لأصحاب المناطق العلوية التي كانت تزدهر بشكل كبير وسريع، على حد قوله.
هذا وقد قام النظام ومحافظه في حمص منذ أسبوعين بإخراج عدد من الناس داخل السوق المسقوف في حمص وجلب بعض أصحاب المحلات التجارية وبعض الزبائن وصور على أن الحياة تعود لسوق حمص الأثري لعكس الحقائق وتزييف الوقائع التي يعلمها جميع أهالي حمص.