أطفال ضحايا تلوّث المياه في ريف إدلب
21 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
أظهر تقرير لمديرية صحة إدلب الحرة، اليوم الخميس، أن سبب وفاة عددٍ من الأطفال، في قرية جوزف بجبل الزاوية، يعود إلى تلوّث مياه الشرب؛ بسبب تسرّب مياه الصرف الصحي إليها، وقد أدى التسرب إلى انتشار جراثيم معوية (القولونيات البرازية) على نحو كبير، وهي تُسبّب الإسهال الشديد عند الأطفال؛ وتنتهي بالوفاة.
أوصت المديرية في تقريرها الذي حصلت (جيرون) على نسخة منه، بـ “عدم شرب المياه السطحية، بسبب انتشار المستعمرات الجرثومية، وبعزل شبكة الصرف الصحي عن مصادر مياه الشرب، وبتعقيم المياه في الآبار بشكل تام، وبعدم استعمالها قبل فحصها مخبريًا”.
كشف الصحفي علاء الدين فطراوي، في حديثه لـ (جيرون) عن “وفاة طفلٍ جديد في قرية جوزف قبل يومين، ليرتفع عدد الأطفال الذين ماتوا، نتيجة تلوث المياه خلال الفترة الماضية، إلى خمسة، مع تسجيل عشرات الإصابات بينهم”.
أوضح فطراوي أن “المياه في قرية جوزف تلوثت بدءًا من العام الماضي، بعد قصف النظام مركز القرية؛ ما أدى إلى تدمير جزء من شبكة الصرف الصحي، وحدث تسرّب إلى مياه الينابيع التي يشرب منها الأهالي الذين ليس بمقدورهم شراء المياه الصالحة للشرب من الصهاريج”.
يعزو فطراوي وفاة الأطفال إلى “قلة الوعي والإهمال من قِبل الأهل”، لافتًا إلى أنه “قبل الوفاة، تحدُث بعض الأعراض والمضاعفات التي تشير إلى خطورة الحالة، وعلى ما يبدو أن الأهل تجاهلوها، ومنها الإسهال الشديد الذي تسوء معه الحالة الصحية للمصاب تباعًا”.
تحرّكت منظمة (الهلال الأحمر القطري)، بعد وفاة طفلين من القرية في إحدى مستشفياتها، ووجهت عيادة متنقلة إلى القرية، لتقديم العلاج اللازم للأطفال، في تموز/ يوليو الماضي.
يشير تقرير للهلال القطري إلى “اكتشاف 200 حالة إسهال، تمت معالجة معظمها، لينخفض العدد إلى 11 مصابًا فقط، كما اكتشفت المنظمة وجود أكثر من 53 طفلًا مصابًا بسوء تغذية حاد، وتمكنت من تقليص العدد بعد المعالجة إلى 10 أطفال فقط”.
يشير التقرير الذي حصلت عليه (جيرون) من الدكتور حسن قسوم أحد العاملين في الهلال القطري في إدلب، إلى تنفيذ “حملة توعية صحية واسعة في القرية للأمهات، من أجل تعقيم المياه التي تُعطى للأطفال ووزعت الدواء اللازم، إلا أنه بعد الحملة سُجِّلت حالات وفاة إضافية؛ ما يعني عدم انتهاء الوباء بشكل تام”.
تنتشر مشكلة تلوث المياه في مناطق جبل الزاوية، بسبب اعتماد أهالي معظم القرى والبلدات هناك على مياه الآبار والينابيع، دون أي معالجة صحية أو إضافة مادة الكلور لهذه المياه، في هذا الجانب أوضح حسان أحمد الحسن، مسؤول المكتب الإعلامي لمجلس جوزف المحلي لـ (جيرون) أن “مشكلة تلوث المياه تتفاقم، بسبب عطل في شبكة الصرف الصحي التي تعرضت لأضرارٍ كبيرة”، وأضاف: “يواصل المجلس المحلي، مع عددٍ من المنظمات، عمله للمساعدة في معالجة هذا الأمر، ولكن حتى الآن لم ترِد أي استجابة، والمجلس عاجز عن إصلاح الشبكة لعدم توفر الموارد”.
ناشد الحسن “المنظمات الإغاثية مساعدةَ المجلس المحلي لحفر بئرٍ، من أجل تغطية احتياجات القرية من المياه الصالحة للشرب، والمساعدة على تعقيمها، لتحقيق الاستغناء التام عن مياه الينابيع، خلال هذه الفترة، ريثما تُحَل مشكلة الصرف الصحي”.
يبقى مصير باقي الأطفال رهنَ التدخل العاجل للمنظمات المحلية والدولية لحل مشكلة المياه الملوثة التي أضافت عاملَ موتٍ جديد لسكان المنطقة، يضاف إلى طائرات النظام وحليفه الروسي.
[sociallocker] [/sociallocker]سامر الأحمد