زهير البوش



مناضل سياسي ينتمي إلى عائلة تنحدر أصولها من محافظة دير الزور، ولد في مدينة الحسكة عام 1944، ونشأ وتربى فيها، وتعلم في مدارسها، وتخصص بمدرسة المساحة. كان لاهتمام عائلته بالشأن العام أثره في دفعه للانشغال مبكرًا بكافة القضايا الوطنية وبهموم الإنسان وحريته.

انتسب البوش إلى حزب (البعث) في عام 1961، ولكنه بعد مدة قصيرة انسحب منه، وانضم إلى تنظيم (الاشتراكيين العرب) حتى عام 1965؛ ليشكل بعد ذلك، مع مجموعة من المثقفين والسياسيين الذين انسحبوا من حزب (البعث) في محافظة الحسكة، تجمعًا ثقافيًا فكريًا، أصبح لاحقًا نواة يلتف حولها العديد من الناشطين والسياسيين، ولا سيما اليساريين من التنظيمات الشيوعية وحزب العمال الثوري وغيرهم.

فتح مكتبه في مدينة القامشلي، كملتقى للعديد من القوى السياسية، ونشط بشكل واضح في (ربيع دمشق)، ثم ساهم في تشكيل (إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي)، وقد استُدعي إلى فروع المخابرات السورية أكثر من مرة، وعندما أطلق سراح المعارض رياض الترك؛ دعاه البوش إلى مدينة القامشلي للقاء سياسي مع الناشطين، فاعتقلته مخابرات النظام ثم أخلي سبيله.

شكلت الثورة السورية دافعًا جديدًا له ولنضاله السياسي، فانتمى إليها منذ انطلاقتها، وساهم مع عدد من المناضلين بالمحافظة في التحضير للتظاهرات الأولى، وقد حرص مع رفاقه على سلمية تحركهم، وعلى إطلاق الشعارات الوطنية الجامعة للسوريين، ليتم اعتقاله من قبل الأمن السياسي عدة أيام ثم أطلق سراحه، لكنه لم يتراجع عن نشاطه في المجتمع المدني وفي جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في سورية؛ فداهم الأمن منزله عدة مرات، واعتُقل مرتين من قبل المخابرات العسكرية.

في بداية عام 2012 ومع ازدياد الملاحقة الأمنية له والتهديدات المستمرة؛ غادر إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم في آذار/ مارس من العام نفسه انتقل إلى الجزائر، وبالنهاية استقر في القاهرة لمتابعة نشاطه السياسي، حيث تركز جزء من نشاط المعارضة السورية في مصر في تلك المرحلة، وكان البوش أحد أعضاء المؤتمر العام للمعارضة السورية الذي عُقد تحت رعاية (جامعة الدول العربية)، في تموز/ يوليو 2012 في القاهرة.

بقيت الحرية التي آمن بها وعمل لأجلها، ووهب لها وقته وفكره ونضاله -حرية الإنسان والوطن- هي بوصلته إلى أن طالته يد الغدر الآثمة، في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2012 بمنزله في القاهرة، فغادر هذه الحياة عن عمر ناهز 68 عامًا، ليشيع في موكب مهيب ويدفن في مقابر (السيدة زينب) بعيدًا عن وطنه، بحضور عدد من الأصدقاء والناشطين السوريين، وسُجلت القضية ضد مجهولين، كمعظم قضايانا.




المصدر
حافظ قرقوط