مدرسةٌ في (دوما) تُطلق دورات لتعليم الأطفال المتسربين




محمد كساح: المصدر

أطلقت مدرسة “أجيال الغد” في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، دورةً تعليميةً تستهدف الأطفال المتسربين عن التعليم والمنقطعين لمدة لا تنقص عن عامين، حيث يتم إخضاعهم لدروسٍ مكثفة، بحسب مسؤول في فريق “شباب الغوطة التطوعي” الذي يشرف على المدرسة.

وتم التوافق على منهاج الدورة التعليمية مع مديرية التربية والتعليم في محافظة ريف دمشق، ويقول المشرفون على هذا المشروع إن الهدف من تكثيف المنهاج هو تمكن الطفل بمدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر من الحصول على المعلومات التي تُفيده وتعوضه عن النقص الحاصل بسبب التسرب عن المدرسة.

وقال “عبد الملك عبود” المنسق العام لفريق “شباب الغوطة التطوعي”، إن مشروع “أجيال الغد” يُعتبر مركزاً تعليمياً خاصا، ولكنه يخضع لمراقبة تعليمية من موجهين تربويين تابعين لمديرية التربية.

وأشار عبود في تصريح لـ (المصدر)، إلى أنهم يمنحون الطلاب نهاية كل دورة وثيقة نجاح مصدقة من قبل مدير تربية ريف دمشق، كي يستطيع التسجيل بأي مدرسة خاصة أو عامة ويكمل دراسته.

* 5 آلاف طفلٍ تسربوا عن التعليم

وبحسب الإحصائيات التي قدمها المنسق العام لفريق “شباب الغوطة التطوعي”، يبلغ عدد الأطفال المتسربين عن المدارس في الغوطة الشرقية ما يقارب 5000 طفل.

وتابع “أظن أن الرقم أكبر لأن انتشار ظاهرة عمالة الأطفال بشكل كبير يشير إلى وجود عدد أكبر بكثير من الأطفال المنقطعين عن التعليم، ولذلك يجب العمل على تأمين المساعدة لهذه الشريحة الضائعة بسبب ظروف الحرب وتأمين ظروف ملائمة لهم لكي يعودوا إلى المدارس”.

في الدورة الحالية تم تسجيل ما يقارب 50 طالباً وما زال التسجيل مفتوحاً أمام من يرغب بإلحاق أبنائه ضمن برنامج المدرسة حتى 27 الشهر الجاري.

ويستوعب المركز 100 طفل في كل دوام. وقال عبود: “نستطيع أن نفعل المركز بدوامين متتاليين ما يزيد عدد المستفيدين، ولكن الظروف المالية للفريق لا تسمح حالياً لأن التعليم بحاجة إلى نفقات مستمرة وباهظة”.

* خدمةٌ مجانية

مشروع أجيال الغد مجاني ولا يلزم أي طالب بتسديد أي قسط مالي. ويقول المشرفون على المركز إن من واجبات المشروع تغطية نفقات القرطاسية الشهرية طيلة الدورة لتخفيف الأعباء المادية على الأهالي وتقديم الهدايا والمحفزات لتشجيع الطفل على الاستمرار في مواكبة التعليم.

وكان المركز يقدم ضمن برنامجه السابق وجبة طعام يومية ومواصلات تنقل الأطفال من وإلى المنزل، ولكن الوضع المالي للفريق في الوقت الحالي لا يسمح بذلك، بسبب قلة مصادر التمويل وصعوبة تأمين أساسيات العمل.

وتتبع مدرسة “أجيال الغد” إدارياً لفريق “شباب الغوطة التطوعي”، وتسعى المدرسة لتعويض الطلاب عن النقص العلمي الناجم عن التسرّب، وذلك في مدة زمنية لا تتجاوز 3 أشهر عن كل عام دراسي، حيث يقوم على المشروع 9 مدرسات، خضعن لدورات متخصصة في مجال التعليم المجتمعي وفق النظام الأوروبي، وبإشراف إحدى المدربات العالميات.




المصدر