(ب ي د) يبدأ انتخابات (فيدرالية الشمال) فما موقف الأحزاب الكردية؟

24 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
6 minutes

حسن برو: المصدر

توجه الآلاف صباح أمس الجمعة في مناطق سيطرة الادارة الذاتية الديمقراطية في شمال سوريا (الجزيرة وعفرين والفرات) إلى مراكز الانتخابات لاختيار ممثليهم إلى الرئاسة المشتركة للكومينات (الأحياء).

وبحسب بيان سابق للمفوضية العليا للانتخابات فإن هناك 12421 مرشحاً يتنافس على رئاسة 3732 كوميناً في أولى انتخابات تجريها “الفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا” لانتخاب رئاسات أصغر وحدة اجتماعية وهى الكومينات التي تعتبر النواة الأساسية للنظام الفيدرالى لشمال سوريا.

وتجري هذه الانتخابات بعد مؤتمراً عُقد مؤخراً في مدينة الرميلان بريف الحسكة، وأُقرّ فيه “القانون الانتخابى للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا وقسمت بموجبها المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية نواتها الرئيسية لتصبح ثلاثة أقاليم ” إقليم الجزيرة وإقليم الفرات وإقليم عفرين”.

واستكمالاً للانتخابات التي جرت أمس من أصغر خلية لبناء الفيدرالية وهي ” الكومينات”، من المقرر أن تجرى انتخابات الإدارات المحلية مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فيما تجرى انتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطية في شهر يناير/ كانون الأول المقبل.

موقف المجلس الوطني الكردي من الانتخابات

وأصدر المجلس الوطني الكردي تصريحاً قبل يومين بشأن الانتخابات التي تُجرى في مناطق الشمال السوري جاء فيه “في الوقت الذي تتجه فيه أنظار شعبنا الكردي في عموم كردستان وفي المهجر الى استفتاء استقلال اقليم كردستان والمزمع إجراؤه في الخامس والعشرين من شهر أيلول الجاري وكله أمل في أن تتوّج بنتائج مرجوة وبما يلبي طموحات شعبنا الكردي وحقه المشروع في تقرير مصيره وفق العهود والمواثيق الدولية”.

وأكدت الامانة العامة للمجلس بأن “إصرار الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) بإجراء انتخاباته الاحادية الجانب في هذا التوقيت بالذات هو تحد صارخ لإرادة الشعب الكردي في كردستان سوريا ومحاولة واضحة منه لصرف الانظار عن الاستفتاء والذي ترجم من خلال احياء العديد من الحفلات الجماهيرية الواسعة بهذه المناسبة”.

وجاء في التصريح الذي اتهم حزب الاتحاد الديمقراطي “بتعريض أبناء الشعب الكردي إلى ضغوط وتهديدات منافية للوائح حقوق الإنسان من خلال الزامهم بالتصويت واستخدام كافة وسائل الترهيب و الترغيب لإجبار المواطنين بالذهاب الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم”.

وأكد المجلس في بيانه أنه غير معني بانتخابات مجالس الاحياء (الكومينات)، فيما دعت الأمانة العامة له إلى مقاطعة الانتخابات التي تسيء إلى مجمل نضالات الشعب الكردي وحركته السياسية على مدى عقود من الزمن.

موقف حزب الوحدة

من أبرز الأحزاب التي وقفت مع هذه الانتخابات التي تجري “فقط تصويتاً” حيث دعت رفاقها في كل المقاطعات بضرورة أن يمارس المواطنين حقهم الانتخابي في اختيار ممثليهم في الكومينات ، باعتبارها تخدم الموطنين في الأحياء والمدن، وقد شارك حزب الوحدة في عفرين وهو المعقل الرئيسي له في نشاطات مع حركة المجتمع الديمقراطي في عقد عدة ندوات جماهرية لنشر ثقافة الانتخابات وتشجيع الأهالي للإدلاء بأصواتهم بشكل حر ، وشرح مفهوم الفيدرالية لشمال سوريا.

وكان قد انسحب مرشحان مقربان من حزب الوحدة من الانتخابات في بلدة تل غزال صباح الأمس بعد انطلاق الانتخابات بساعتين أو اقل، ومن خلال بيان نشرته بعض الصفحات المقربة من الحزب فإن مصطفى عطي وشمسة ملا علي أكدا حرصهما على سير العملية الانتخابية والوضع الاجتماعي في القرية وللمصلحة العامة.

في المقابل جاء الترشح مناقضاً لموقف منظمة (كوباني / عين العرب) بشأن انتخاب الرئاسة المشتركة للكومينات حيث جاء قبل يومين بيان مقتضب من المنظمة جاء فيه “في ظل الأجواء التي تشهدها المناطق الكردية من حصار وعدوانية الجانب التركي وأعوانه ضد عفرين وفي الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى الاستقرار والتكاتف، تشهد مناطقنا انتخاب الكومينات (…) إننا في منظمة كوباني لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ندعو الرفاق وجماهيرنا للتصويت للمرشح الاكفأ والأنسب خدمة لمدننا وقرانا”.

الإقبال ورأي المكونات

كان الإقبال في حده المقبول بالمقارنة مع انتخابات سابقة كان يجريها النظام سواء أكان للمجالس البلدية والمحلية أو انتخابات مجلس الشعب والتي كانت تقاطعها الحركة السياسية الكردية، وكان الاقبال كثيفاً في بعض المناطق وبعضها الآخر أقل اقبالاً ولكن كان يعود سبب بعض الإجراءات بشأن الحصول على البطاقة الانتخابية، بمجملها كانت هذه الانتخابات تجري بعيداً عن يد السلطات والأجهزة الأمنية التابعة للنظام لأول مرة في تاريخ المنطقة.

بينما كان الاقبال ضعيفاً من قبل المكون العربي في الارياف الغربية لمدينة “راس العين /سري كانيه ” وجنوبي وشرقي القامشلي وجنوبي الحسكة بحسب بعض النشطاء المتابعين للعملية الانتخابية، إلا إن اقبال المكون العربي في المدن ربما تجاوز في بعض مظاهره ” الاقبال الكردي” بينما شهدت مراكز تجمع المسيحيين في كلاً من ديريك والقامشلي اقبالا كبيرا.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]