محلي دير الزور يرفض مجلس (قسد)



رفض الدكتور أنس فتيح، رئيس المجلس المحلي لمحافظة دير الزور التابع للحكومة السورية المؤقتة، الاعترافَ بما يسمى “مجلس دير الزور المدني” الذي أعلنت (قسد) عن تشكيله، في بلدة (أبو خشب) شمال غرب دير الزور، يوم أمس الأحد.

قال فتيح لـ (جيرون): “إن تشكيل المجلس يندرج ضمن سياسة الأمر الواقع”. وأضاف أن “هذه المشاريع والحلول المتسرعة ستخلق بيئة حاضنة لنشوء التطرف، وقد نرى، بسبب هذه الممارسات، تنظيمات كـ (داعش) بل أكثر تطرفًا”، ورأى أن “المنطقة لن تعرف الاستقرار؛ إذا لم تتحرر وتحكم من قبل أبنائها”.

بخصوص الخطوات التي سيتخذها المجلس المحلي في دير الزور، ضد المجلس الجديد الذي شكلته (قسد)، أفاد فتيح: “ليس لدينا الكثير من الأدوات حاليًا، لكن اعتمادنا أولًا وأخيرًا هو على شعبنا الحر الذي خرج في عام 2011 من دون مساعدة أحد، ولم ينتظر موافقة الدول الإقليمية، والمجتمع الدولي، للمطالبة بحقوقه المشروعة، وسيستطيع هذا الشعب قلبَ الطاولة على الجميع؛ لتعود سورية موحدة”.

ذكّر فتيح بأن تجربة المجالس المحلية في دير الزور قديمة، وتعود إلى ما قبل تحرير المدينة من النظام، وقال: “شُكّل أول مجلس محلي في محافظة دير الزور عام 2012، وأفرز العديد من الكفاءات والخبرات خلال عمله، واكتسب شرعيته من توافق القوى الثورية، وأبناء المحافظة الأحرار”.

في السياق ذاته، قال الصحفي فراس علاوي رئيس تحرير موقع (الشرق السوري) المختص بشؤون المنطقة الشرقية في سورية: “إن مجلس دير الزور المدني المشكل من قبل ميليشيات (قسد) يتألف من بعض أبناء دير الزور المقبولين من الإدارة الذاتية التابعة لـ (حزب الاتحاد الديمقراطي)، وجلّهم من المقيمين في محافظة الحسكة، وهو لا يحظى بقبول في الأوساط الاجتماعية والسياسية والمدنية لعدة أسباب، أهمها عدمُ قبول الحاضنة الشعبية للثورة به؛ لأنّها تعدّ ميليشيا (قسد) قوةَ احتلال جديدة، لها علاقة جيدة مع النظام، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والأهم من ذلك أن هناك مجلسًا تم انتخابه من القوى الثورية، وهو مدعوم من الحكومة المؤقتة، ومن الفصائل العسكرية المقاتلة في دير الزور، ومن الهيئات الاجتماعية والعشائرية، وقد تمّ انتخابه منذ شهرين”.

وأضاف: “هذا التوافق من قبل القوى الثورية في دير الزور يجعل من مجلس (قسد) أمرًا طارئًا، لا يحظى بتوافق وقبول شعبي، كما أنه سيؤدي إلى انقسام حاد في المنطقة، وإلى تبرير ظهور دعوات تطرف جديدة ضد التدخل الكردي في المحافظة”.

في ما يخصّ البيانَ التأسيسي لمجلس دير الزور المدني الذي وصف النظام السوري بالنظام المستبد، قال علاوي: “هذا الكلام هو حركة إعلامية، لكي يحظى بقبول شعبي، أي إنه مجرد (بروباغاندا)، والجميع يعرف موقف ميليشيا (قسد) من النظام، كما أن المجلس تشكل في مناطق تخضع لسيطرة مشتركة بين النظام و(قسد)، وثمة عدد من أعضائه موجودون في الحسكة التي تخضع بشكل أو بآخر لسيطرة النظام”.

يذكر أن الاجتماع التأسيسي لمجلس دير الزور المدني أعلن في بيان له انتخابَ كلّ من ليلى عدنان الحسن، وغسان اليوسف رئيسين مشتركين للمجلس، كما قرر اتخاذ بلدة (الجزرة) مقرًا له، إلى أن تتم السيطرة على مدينة دير الزور.




المصدر
فراس محمد