أكثر من 3 آلاف ليرة تكلفة فطورٍ متواضعٍ في الغوطة الشرقية




محمد كساح: المصدر

يحصل جميع الناس على وجباتهم الرئيسية بتكاليف عادية جدا، لكن هذه الفكرة غدت داخل الغوطة الشرقية أشبه بالحلم، حيث يدفع سكانها مبلغاً كبيراً جداً لإعداد وجبة فطورٍ واحدة.

حوصرت الغوطة الشرقية منذ 4 سنوات عقب تحريرها من قبضة النظام، ويعيش في المنطقة قرابة 400 ألف نسمة في ظروف كارثية قوامها الغلاء وتفشي البطالة والفقر الشديد.

وبإمكان الأرقام التي جمعتها (المصدر) من مصادر داخل الغوطة لأسعار المواد التي يتناولها أهالي المنطقة في الصباح أن تعطي صورة شديدة الوضوح للواقع الأليم الذي يعيشه عشرات الآلاف، على الرغم من اتفاقات التهدئة الموقعة مع فصائل المنطقة.

“خالد” أحد سكان المنطقة قال لـ (المصدر) متحدثاً عن وجبة فطور عادية لأسرة مكونة من خمسة أشخاص: “أنت بحاجة لربطة خبز بسعر 900 ل.س، و350 ل.س لبنة، و500 جبنة دهن، و500 جبنة بيضاء، و500 مسبحة، و500 ل.س بين شاي وسكر، والمجموع 3250 ليرة ثمن فطور!”.

ولم يُخف مصدرنا دهشته من هذا المبلغ الكبير قائلاً: “إنه فطور عادي جداً ويا له من فطور”، حي يُعتبر المبلغ الذي قدمه “خالد” كبيراً جداً مقارنة مع حجم متوسط الدخل اليومي للفرد في الغوطة.

وعادة ما يتقاضى رب الأسرة في الغوطة الشرقية مبلغ 1000 ليرة بعد نهار عمل شاق، بمعنى أن كل ما يتم جمعه في يوم واحد لا يكفي لثلث وجبة فطور عادية، الأمر الذي يوضح حجم الكارثة المتراكمة في الغوطة الشرقية.

ولا تتوفر أعمال كثيرة داخل المنطقة بسبب الحصار الذي جعل عشرات المهن والمشاريع متوقفة حتى إشعار آخر، وجميع المهن المتعلقة بالإعمار متوقفة والخياطة شبه متوقفة نتيجة لغياب الكهرباء، ومهنة صناعة وتصليح الأحذية شبه متوقفة بسبب تجاوز الكيلو الواحد من مادة اللاصق الـ 58 ألف ليرة.

وأما الأعمال المتوفرة فهي لا تتعدى التطوع في الفصائل العسكرية أو الهيئات والمؤسسات المدنية، إضافة لتصنيع الوقود البلاستيكي الضار بالصحة، وانتهاءً بتجارة ما تنتجه المنطقة من خضراوات وما يدخل عبر التجار والمحتكرين من سلع غذائية باهظة القيمة.




المصدر