جنّة فايا يونان “يوتيوبها”




بذات الطريقة المُفاجئة التي ظهرت فيها “فايا يونان” كفنانة تربّعت على مسارح عربية، أثارت الجدل مؤخّراً بعد أن وضعت شابّاً سورياً صعد إلى المسرحها وحاول التقاط “سيلفي” في موقف مُحرج.

تلك الحادثة لم يهدأ غبار معاركها الافتراضية بعد أن أحرجت فايا الشاب، وأشاحت بوجهها عن الكاميرا أمام آلاف الحضور ضمن حفلها مؤخّراً في قلعة دمشق، ثم حاول الشاب التقاط الصورة مرّةً أخرى لكنه كرّرت الرفض مبرّرةً ذلك بكلمة “هلق بيجوا كلّن” في إشارةٍ إلى أن الجمهور معظمه سيأتي إلى المسرح للالتقاط صورة مشابهة.

هذا ليس كلّ شيء، إذ أن “فنانة اليوتيوب” رفضت الاعتذار عن الحادثة، واتهمت “متآمرين كيديين عليها”، في مشهدٍ لا يبتعد كثيراً عمّا فعله المطرب الشعبي السوري علي الديك في حفل “مؤتمر دمشق الدولي” عندما وصف جمهوره بـ “البقر”، وفي كلا الحادثتين يتجلّى الاستهزاء بالجمهور.

بلا تقدير

ظهرت فايا على ساحة الفن دون أية مقدّمات، إذ أنَّ مقطع فيديو مدّته عدّة دقائق قذف بها وبشقيقتها ريحان إلى المجد، وجعلهما من ألمع الأسماء الشباب على الساحة السورية وأكثرهم تقديماً للحفلات المتعاقبة بين المحافظات السورية والعواصم العربية.

وكانت فايا قد قدّمت نفسها من سياق “جروح وآلام الوطن العربي في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين” ووصفت ما يجري في سوريا بالحرب البشعة.

وعلى الرغم من عدم امتلاك الصاعدة فايا أي تاريخ فني يدعم الحضور الكبير لها، إلّا أنَّ ذلك لم يمنعها من تقديم نفسها كشخصية متعجرفة، وهو ما بدا واضحاً من خلال تعاملها مع فيديو “هلق بيجوا كلّن” الذي أثار غضب السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يدفعها للاعتذار على أقل تقدير.

وفي هذا الصدد قالت فايا في حديثٍ بثّته قناة “الجديد” اللبنانية: “إنّها تدعو إلى وضع حد لظاهرة اعتلاء الجماهير للمسرح والتقاط الصور مع المغنّيين خلال الحفل، وذلك احتراماً للجمهور والفرق الموسيقية”، وبذلك فقد بررت ما حصل دون أسف، في مشهدٍ يوضّح مدى الاستخفاف بالجمهور السوري في مناطق النظام وعدم إعطائه أي تقدير.

وبالمقابل فإن فايا ذاتها التقطت آلاف الصور مع جماهيرها في عدّة عواصم عربية ومنها مصر وتونس، ولكنّها بالمقابل لم تكرّر الأمر ذاته في سوريا، ولم تعطي الجمهور السوري ما أعطته للتونسي أو المصري.

 

نتيجة عكسيّة

لاحظت “صدى الشام” أن عدد المُتابعين على صفحة فايا يونان المُوثّقة بالعلامة الزرقاء من موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ارتفعت بشكلٍ ملحوظ بعد موجة الانتقاد التي طالت “يونان” عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كما لاحظت أن عدداً كبيراً من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي فوجئوا بالحادثة وبدؤوا يستفسرون عن شخصية فايا يونان كونهم لا يعرفونها أصلاً.

وهكذا، انعكست موجة الغضب هذه لتزيد من شهرة يونان داخل وخارج سوريا، بدل أن تُدينها على تصرّفها الاستعلائي أمام جمهورها، وهو الأمر ذاته الذي تكرّر عشرات المرّات عبر تعويم أشخاصٍ أثاروا الجدل وباتوا حديث الساعة عبر مواقع التواصل.

نظرية المؤامرة

لم تتردّد فايا يونان في ركوب موجة “نظرية المؤامرة” والادعاء مباشرةً بوجود المغرضين والخصوم والكارهين لنجاحاتها وتاريخها الفني الحافل الذي لا يتعدّى عامين ونصف.

ففي أول ردٍّ لها عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قالت إنها “تعرضت إلى مؤامرة كيدية، وإنه شكل فرصة لكارهيها، وأيضاً كان تشويشاً على نجاحها”، وتابعت فايا: “هلأ المغرضين يلي عملوا الفيديو، وطريقة تغطية الحفل “ببراءة” بالأول، ونهايته بلقطة عدم قبول التصوير مع حمادة، هاد موضوع آخر مدروس بشكل متقن وفيه موهبة كيدية متأصلة، والبرهان هي النتيجة يلي تركها الفيديو على نفوس الناس يلي ما كانوا بالحفل، وشوشر حتى على بعض المحبين و الأصدقاء، وأكيد بالإضافة إلى الكارهين يلي يمكن قد أكون قتلت حدا من عيلتهم وما معي خبر، وأجاهم الفيديو عطبق من فضة”.

ويُعتبر الأمر الأغرب في هذا الرد أن فايا لم تعتذر من الشاب الذي أحرجته على خشبة المسرح إطلاقاً، بل إنها اعتذرت من “المحبّين إذا انخدش شعورهم أو شعروا بأية إساءة عند مشاهدة ما أراد ذلك الفيديو الكيدي أن يريهم”، حسب وصفها.

وأردفت: “الأشخاص الكارهين والكيديين ومنهم من فاجئني بكتابة بوستات ومعلّقات تحلل حالتي وخبايا نفسي ومحدودية موهبتي”، وتوجهت لهؤلاء بالقول: “ركّزوا على أنفسكم وأعمالكم وأشغالكم، إلتهو أقل بالتفكير بغيركم وربّو قليلاً من الحب بداخلكم، لعلّكم تفلحون. أما المحبين والصفحات والفنانين والصحفيين يلي اتفهمو يلي صار بحسن نية وكتبو منشورات دعم لإلي، بقلكن شكراً من كل قلبي “.




المصدر