«ذي أتلانتك»: بعد حادث لاس فيجاس.. هل فعلًا تنفذ «داعش» كل الهجمات التي تتبناها؟




هكذا كتب  الصحافي الأمريكي جرايم وود في مقاله بمجلة «ذي أتلانتك» الأمريكية، بعد أن تبنت وكالة الأنباء شبه الرسمية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية: «أعماق»، مذبحة لاس فيجاس، التي أسفرت عن مقتل 58 شخصًا وإصابة 515 آخرين.

  وحددت الشرطة، ستيفن بادوك (64 سنة)، من ميسكيت بولاية نيفادا، كقاتل محتمل، لم يكن معروفًا على أنه من داعمي داعش، أو أنه مسلم من أي نوع.

ويقول وود في الوقت الراهن: الدليل الوحيد لتورط تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العملية هو بيان أعماق – أول بيان صحافي يعلن أن مرتكب المذبحة «جندي من داعش»، موضحًا أنه اعتنق الإسلام منذ أشهر. وذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه لا يعتقد أن الهجوم له علاقة بالإرهاب الدولي.

بالكاد ارتفعت الشمس في لاس فيجاس، وربما لا تزال هناك بقع دم تلمع في الملهى الذي وقع فيه الحادث – يقول الكاتب – التكهن حول إطلاق النار الجماعي بعد ساعات من وقوعه، ليس مجرد لعبة حمقاء، ولكن حماقة متسرعة، الأدلة قادمة، وسيتم اختبار واقعية ادعاءات داعش.

ويعلق وود على الشكوك حول أن داعش تريد أن «تتبنى أي شيء» حتى الأعاصير. ويقول إن داعش لا تدعي الكوارث الطبيعية. وإن كان مؤيدوها يفرحون بها، لكنهم يقْصرون البيانات الرسمية على الأفعال المتعمدة فقط. يقول الكاتب ساخرًا: «وفي بعض الأحيان يعتبر وكلاء التأمين – والمسيحيون أيضًا – الأحوال الجوية عمل الله».

ويقول وود: الغالبية العظمى من هجمات داعش المزعومة قام بها رجال يعملون باسمها، وغالبًا ما يتركون بيانات مصورة قصيرة تؤكد نواياهم. ووكالة أنباء أعماق هي المكان المفضل للادعاء الأول، عادة يصدر في غضون يوم واحد. أحيانًا صحافيون سيئون يخلطون بين ابتهاج المؤيدين على الإنترنت، والادعاءات الرسمية – يقول الكاتب – ولو كانت حقًا هذه الادعاءات مخادعة، كنا تجاهلناها، كما نتجاهل ياهوس yahoos (وحوش خيالية تشبه البشر) الذين حاولوا نسبة الفظائع التي ارتكبها الآخرون لأنفسهم.

ويضيف الكاتب أن «أعماق قد تعلم تفاصيل الهجمات من وسائل الإعلام الرئيسة، وغالبًا ما تحصل على تفاصيل خاطئة، وكذلك مثل وسائل الإعلام السائدة، ولكن عادة يأتي تبني أعماق للعمليات من مصادرها الخاصة».

تبني عملية لاس فيجاس قد يكون مجرد كذبة

ويشير وود إلى أن داعش لم تقدم أي دليل على هذه العملية. لا يوجد فيديو  مصور بالهاتف المحمول من القاتل، ولا تعهد بالولاء لداعش بلغة عربية ضعيفة؛ لا صور شخصية منه مع رفع أصبع التوحيد، وهناك علامة أخرى غائبة عن تورط داعش، وهي أشرطة فيديو من مجال بندقية بادوك.

في هجمات مثل مخبز هولي في دكا، ببنغلاديش، قام القتلة بتحميل الصور من وقت تنفيذ العملية، وكانت صورًا حصرية لوكالة أعماق. وكما هو الحال مع العديد من الهجمات التي تم التحقق منها فيما بعد، لم نشهد حتى الآن، في هذه الساعات الأولى، أي دليل من هذا القبيل.

ويشرح وود إذا كانت ادعائهم كذبة نادرة، فإنه لن يكون أول ادعاء كاذب. في يونيو (حزيران) قام مدمن على لعب القمار بإطلاق النار على كازينو المنتجعات العالمي في مانيلا بالفلبين. وقد ادعت داعش أن هناك شكوكًا مشبوهة تفيد بأن جيسي خافيير كارلوس (42 عامًا) قد اعتنق الإسلام قبل بضعة أشهر، دون أن يخبر أحدًا. ويبدو أن هذا التفسير كاذب تمامًا. ومن شأن الادعاء الكاذب بتبني مذبحة لاس فيجاس أن يقوض مصداقية (أعماق)، ويظهر داعش كتنظيم يربط نفسه بالمجانين المدججين بالسلاح في الكازينوهات بشكل عشوائي.

ويرى وود فائدة صغيرة في مثل هذا التحول: فعندما تدعي وكالة أعماق هجومًا، فإنها تجعل نفسها رهينة للحقائق التي يكشف عنها التحقيق. إن مؤيديها يهتفون لبادوك بحذر، ولكن سوف يكونون مهمومين – على سبيل المثال – إذا خرج بيان يكشف عن أن بادوك لم يكن جهاديًا، ولكن مسيحي ومريض نفسي، أو إذا تبين أن وكره كان فيه مجلات إباحية وزجاجات خمر.

ويختتم وود نقله قائلًا: «إن المقاطع المسجلة لمبايعة أبي بكر البغدادي، التي رافقت إعلان داعش مسؤوليتها عن العمليات، أدت إلى مسح تاريخ المهاجمين، والحفاظ على مصداقية داعش وسمعتها. ويمكن أن تكون الإباحية وشرب الخمر من عادات الماضي، حتى لو كان الماضي من الأسبوع السابق فقط».

إن وجود مجرم بتاريخ نظيف، كجندي في صفوف داعش، يجعل ادعاء أعماق بتبني العملية آمنًا، وتصبح غير مضطرة للتراجع عن ادعائها في وقت لاحق. ومع ظهور الحقائق حول الحادث الأخير، سنرى ما يجب علينا فعله تجاه أعماق، هل نأخذها على محمل الجد، أم نتجاهلها لأن معاييرها قد تراجعت؟

رابط المادة الأصلي:   ?/https://www.theatlantic.com/international/archive/2017/10/isis-amaq-las-vegas/541746/




المصدر