البيان الأول لبرنامج الباحثين الزائرين الدوليين في مركز حرمون (IVRPH) حول الهجمات العشوائية على المدنيين والمستشفيات في إدلب وحماة
5 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017
شهد شهر أيلول/ سبتمبر الماضي تصعيدًا في جرائم نظام الأسد والقوات الجوية الروسية في كلٍّ من منطقتي إدلب وشمال حماة. ووفقًا للتقارير، استُهدفت المناطق المدنية بشكلٍ مباشر، فضلًا عن عدد من المرافق بما في ذلك المستشفيات، ما أسفر عن وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين. ووفقًا للمراسلين الميدانيين والمرصد السوري لحقوق الإنسان، في 29 أيلول/ سبتمبر وحده، قُتل نحو أربعة وثلاثين مدنيًا على الأقل في غارات جوية على مدينة أرمناز، بينهم ثمانية أطفال. كما استهدفت الغارات الجوية أربعة مرافق صحية، منها مستشفى للتوليد في قرية تِح وخان شيخون. كما أفادت منظمة أطباء بلا حدود في 29 أيلول/ سبتمبر أنّ الهجوم الجوي الأخير أجبرها على إغلاق مستشفياتها في المحافظة ما زاد من معاناة المدنيين.
على الرغم من أنّه ليس واضحًا إلى الآن ما إذا كان الهجوم قد نُفذ من طرف قوات النظام السوري أو من طرف حلفائها الروس، إلّا أنّه يبدو أنّ هذه الهجمات الجوية تأتي ردًا على هجوم “هيئة تحرير الشام” وحلفائها على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام والتي بدأت في 19 أيلول/ سبتمبر.
ومنذ اندلاع الصراع السوري في عام 2011، قُتل نحو 732 عاملًا في مجال الرعاية الصحية في سورية. في عام 2016 وحده، تم رصد ما يُقارب الألف هجمة جوية مباشرة وغير مباشرة على المستشفيات في سورية. وتُشكّل هذه الهجمات انتهاكاتٍ خطيرة للقانون الدولي وتهديدًا للأمن الدولي.
في الشهر الماضي، وافقت روسيا وتركيا وإيران على إنشاء “منطقة خفض تصعيدٍ” في محافظة إدلب. ومع العلم أنّ الاتفاق لا يشمل مجموعات مثل “داعش” و”هيئة تحرير الشام”. وبغض النظر عن المجموعات التي تتحكم في مواقع الضربات المستهدفة، فإنّ الفشل المستمر، لقوات النظام السوري وحلفائه، في الالتزام بمبدأ التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، فضلًا عن الاستهداف المُتعمّد للمستشفيات والطواقم العاملة في المجال الطبي، يُمثّل انتهاكات خطيرة بحسب المادة رقم (3) المشتركة بين اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى جرائم حرب والتي تستلزم المسؤولية الجنائية الفردية والولاية القضائية العالمية.
يدعو “برنامج الباحثين الزائرين الدوليين” في مركز حرمون (IVRPH) نظام الأسد وحلفائه إلى التقيّد بمبادئ القانون الدولي وإلى الوقف الفوري لاستهداف المدنيين والمستشفيات في منطقتي إدلب وحماة. وعلاوة على ذلك، يدعو خبراء البرنامج مجلس الأمن الدولي إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2286 والذي يشير إلى اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الملحقة وإلى القانون الدولي العرفي الذي يحمي الجرحى والمرضى وكذلك العاملين في المجال الطبي والإنساني. وعلاوة على ذلك، يدعو خبراء البرنامج مجلس الأمن الدولي إلى تذكير جميع الأطراف المسلحة باحترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان والضغط على روسيا للاستجابة إلى ذلك، خاصة أنّها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي. وأخيرًا، يدعو خبراء البرنامج نظام الأسد وحلفاءه للسماح بوصول القوافل الدولية والمساعدات الإنسانية الصحية إلى الأطباء والمدنيين المحتاجين في سورية.
و”برنامج الباحثين الزائرين الدوليين” في المجالات القانونية والحقوقية؛ هو برنامج أطلقه مركز حرمون للدراسات المعاصرة يستضيف باحثين، عربًا وأجانب، في حقول الدراسات القانونية وحقوق الإنسان والقانون الدولي، في مكاتبه بالدوحة وغازي عينتاب، مدته بين 3 و6 أشهر، وتشمل موضوعات البحث والعمل في البرنامج: البحث في القضايا القانونية والدستورية، صوغ البيانات الصحفية الحقوقية، المساعدة في أنشطة المحاماة الدولية، رحلات ميدانية، وبعض المهمات الإدارية القانونية، ويوفِّر فرصة للأفراد المتخصِّصين في القانون الدولي والقانون الدستوري، وللمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان، لإجراء الأبحاث القانونية واكتساب الخبرة العملية من خلال العمل في الميدان، ويوفِّر فرصة العمل التطوعي للباحثين الزائرين ضمن أحد مقارّه.
* * *
(نص البيان باللغة الإنكليزية)
First Statement of
International Visiting Researchers Program at Harmoon Center (IVRPH)
Indiscriminate attacks on civilians and hospitals in Idlib and Hama
September has seen an increase in regime and Russian air offenses in the regions of Idlib and the north of Hama. According to reports, civilian areas have been directly targeted as well as a number of facilities including hospitals, resulting in large numbers of civilian casualties. According to reporters on the ground and the Syrian Observatory for Human Rights, on the 29th September alone, at least 34 civilians were killed in airstrikes in the town of Armanaz including 8 children. Airstrikes also targeted four health facilities including a maternity hospital in the village of al-Tah and Khan Sheikhoun. Doctors without Borders reported on Friday 29th September that the recent air offensive has forced the closure of its hospitals in the province further increasing the suffering of civilians.
While it is not immediately clear whether the attack was carried out by Syrian regime forces or their Russian allies, it appears that these air attacks are in response to an offensive against regime controlled areas by Hay’et Tahrir al Sham and other allied groups in the province that began on September 19th.
Since the outbreak of the Syrian conflict in 2011, 732 healthcare workers have been killed in Syria. In 2016 alone, 1000 direct and indirect air attacks were conducted on hospitals in Syria. These attacks are serious violations of international law and are a threat to international security.
Last month, Russia, Turkey and Iran agreed to the establishment of a “de-escalation zone” in the province of Idlib. However, the deal does not cover groups such as Daesh and Hay’et Tahrir al-Sham. Regardless of which groups are controlling the location of these targeted strikes, the constant failure by regime forces and their allies to abide by the principle of distinction between military and civilian targets, as well as the deliberate targeting of hospitals and medical personnel, represent serious violations of common article 3 of the Geneva Conventions and customary IHL, and amount to war crimes, which entail individual criminal responsibility and universal jurisdiction.
International Visiting Researchers Program at Harmoon Center (IVRPH) calls on the Assad regime and its allies to abide by the principles of international law and immediately cease the targeting of civilians and hospitals in the regions of Idlib and Hama. Moreover, IVRPH calls on the UN Security Council to apply UNSC Resolution 2286 recalling the Geneva Conventions and their Additional Protocols and customary international law that protects the wounded and sick as well as medical and humanitarian personnel. Furthermore, IVRPH calls for the UNSC to remind that all armed parties must respect international humanitarian and human rights law and put pressure on Russia to do so, especially as it is a permanent member of the UNSC. Finally, IVRPH calls on the Assad regime and its allies to allow humanitarian access to international health convoys assisting doctors and civilians in need in Syria.
[sociallocker] [/sociallocker]جيرون