جثث مجهولة وأخرى تُدفن بالخطأ.. النظام يهمل قتلاه ويثير غضب مؤيديه



السورية نت - رغداء زيدان

أثار دفن قتيل من قوات نظام الأسد بريف اللاذقية بعد تعرف والده وشقيقه على جثّته، لغطاً كبيراً، وذلك أن الابن المرفوض أنه مدفون فاجأهم باتصال هاتفي يخبرهم فيه بأنه حي بعد ثلاثة أيام على إعلان موته.

وكان أعلن مقتل جندي في جيش النظام، ويدعى نعيم حمدان، في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بعد تعرضه لإصابة مباشرة في هجوم مباغت لـ"تنظيم الدولة" في محافظة دير الزور.

وأُحضرت جثته إلى مستشفى اللاذقية العسكري، وتم التعرّف عليها من قبل أبيه وكذلك من قبل شقيقه، الذي يعمل ضابطاً في جيش النظام.

وبعد انتهاء الإجراءات الخاصة بمثل هذه الحالات، قام ذوو القتيل بدفن ابنهم، وبدأوا بتلقي التعازي بمقتله. وكانت المفاجأة، وبعد ثلاثة أيام، أن ابنهم، الذي سبق وتم دفنه، يقوم بإجراء اتصال هاتفي بهم ليخبرهم أنه لا يزال على قيد الحياة.

وقد تبيّن فيما بعد أن المدفون هو ليس الابن، بل جثة تعود إلى أحد قتلى النظام، ويدعى لؤي عقلة، قيل إنه من حي الميدان الدمشقي، وقد اضطرت جهات في النظام لفتح القبر مجدداً وإخراج جثة قتيل حي الميدان، وإعادة دفنها في المكان الذي جاء صاحبها منه.

وقد صبت تعليقات كثيرة لمتابعين موالين للنظام جام غضبها على مؤسسة النظام العسكرية التي كان لها سوابق بدفن جثث عند غير أهلها، حيث تكثر أخبار الجثث المجهولة في محيط ريف محافظة اللاذقية، بين الفينة والأخرى، وسبق أن قام نظام الأسد بالإعلان عن وجود جثث مجهولة الهوية حتى من بين القتلى الذين يسقطون دفاعاً عنه.

ووصل الأمر في عام 2016 بأن يقوم جيش النظام بإرسال تابوت مغلق بإحكام لدفنه بدون فتحه، في مدينة "جبلة" في اللاذقية، على أساس أن الجثة تعود لضابط قتل في حقل شاعر بتدمر، إلا أن إصرار الأهل على رؤية قتيلهم أرغم جيش الأسد على الاعتراف أن جثة ابنهم لم يتم العثور عليها، مبرراً الأمر بأن "الذئاب" قد تكون أكلتها في صحراء تدمر.

تشويه متعمد

وكان بعض أهالي الجنود القتلى قد اتهموا نظام بشار الأسد بحرق جثث أبنائهم  الذي يقاتلون في صفوف قواته، وتغيير معالمها وتشييعها على أنها تعود لـ"شهداء مجهولي الهوية"، وبذلك يتهرب النظام من دفع المستحقات لعائلات جنوده.

وعلمت "السورية نت" السنة الماضية من عائلتي اثنين من قتلى قوات النظام، أن الأخير يلجأ إلى هذا التصرف بسبب العجز المالي الكبير الذي يعاني منه من جهة، والازدياد الواسع في أعداد عدد قتلى جنوده من جهة أخرى وما يترتب على ذلك زيادة في الأعباء المالية، في وقت يعاني فيه نظام الأسد أساساً من انهيار متسارع ومستمر في  الليرة السورية، بالتزامن مع قلة الموارد التي يجني منها الأموال.

وكانت صور قتلى النظام المنتشرة في شوارع إدلب وحلب خلال فترات سابقة من العامين الماضيين قد أثارت الكثير من الغضب في صفوف مؤيديه وقال ناشطون معارضون "إن جثث جنود النظام الذين قتلوا في إدلب تأكلها الكلاب"، ونشر بعض الناشطين صوراً لجنود النظام وجثثهم مرمية ومتناثرة على الأرض.

ويشار إلى أن مصادر مقربة من النظام قد ذكرت أن ضباط النظام كانوا ينقلون مسروقاتهم بتوابيت بحجة أنها توابيت تحمل جثث قتلى قوات النظام، ولكنها في الحقيقة أموال ستوارى في حسابات كبيرة لضباط النظام في الساحل السوري.

اقرأ أيضاً: هروب المشرف العام لمحطة محروقات "عدرا".. واتهامات باختلاس ملايين الليرات السورية




المصدر