ما خطوات إعادة التوطين في ألمانيا بالنسبة للسوريين؟

8 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017

7 minutes
السورية نت – رغداء زيدان

وصلت إلى ألمانيا قبل أيام دفعة جديدة من اللاجئين السوريين قادمين إليها من تركيا، الدفعة التي ضمت حوالي 200 لاجئ سوري، كان قد سبقها، مطلع شهر سبتمبر/أيلول، دفعة من اللاجئين السوريين ضمت حوالي 300 شخص، لينضموا لدفعات سابقة وصلت إلى ألمانيا هذا العام في إطار برامج إعادة توطين اللاجئين السوريين التي أعلنت عنها الحكومة الألمانية بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية بحسب موقع “اقتصاد مال وأعمال السوريين”.

وبحسب الموقع فإن إعادة التوطين في ألمانيا تتم عبر المراحل التالية:

التسجيل

التسجيل في برامج إعادة التوطين واللجوء الإنساني غالباً ما يكون في دوائر الهجرة التركية في مراكز الولايات التي ينتشر بها السوريون أو لدى دوائر القائم مقام في بعض المدن التركية الصغيرة.

كما أن بعض دوائر الهجرة تشترط وجود (تقرير طبي) لحالة مرضية لأحد أفراد العائلة كشرط أولي للتسجيل وبعضها يطلب وجود قريب لأحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى في ألمانيا يحمل هوية إقامة، ولا فرق إن كان يتمتع بالحماية الثانوية أو العادية.

وبعد التسجيل على طلبات إعادة التوطين لدى دوائر الهجرة التركية أو دوائر القائم مقام، تُرفع تلك الملفات إلى مكتب مفوضية شؤون اللاجئين في أنقرة، الذي يقوم بدوره بالاتصال بالأشخاص وتحديد موعد لإجراء مقابلة شخصية، أمام أحد موظفي المفوضية، تمهيداً لدراسة الملف، ومعرفة مدى تمتع مقدم الطلب بأحد معايير إعادة التوطين الثمانية، التي وضعتها الأمم المتحدة كشرط لقبول إعادة التوطين، ومنها (الحماية القانونية والمادية، الاحتياجات الطبية، إعادة توحيد العائلة، الأطفال والمراهقون، اللاجئون المسنون، وجود أفراد من الأسرة في بلد ثالث).

 غير أن القرار النهائي بشأن قبول شخص، يرجع لدولة إعادة التوطين، حيث تفرض بعض الدول ومنها ألمانيا، معايير إضافية إلى جانب الحماية، مثل صيانة الوحدة الأسرية (لم الشمل الأسر)، والقدرة على الاندماج في المجتمع الألماني.

 ويُعطى الشخص في نهاية المقابلة رقماً لملفه، يستطيع من خلاله متابعة ملفه على الموقع الالكتروني للمفوضية في تركيا.

القبول

يعتبر قبول دولة إعادة التوطين لملفات الأشخاص هو أبرز مراحل إعادة التوطين للاجئين السوريين إلى ألمانيا، ويأتي القبول غالباً على شكل اتصال هاتفي من قبل موظفي المفوضية بالأشخاص المقبولين، ويُطلب منهم انتظار اتصال آخر من موظفي منظمة الهجرة الدولية  (IOM) أو القنصلية الألمانية في مدينة استنبول، لتحديد موعد للفحص الطبي، وإجراء المقابلة في القنصلية.

 وتقع كافة تكاليف سفر الأشخاص والفحوص الطبية على عاتق منظمة الهجرة الدولية. ويلي الفحص الطبي حضور الأشخاص أمام أحد موظفي المكتب الفيدرالي للاجئين في القنصلية الألمانية، لإجراء المقابلات، ولتسليم جوازات السفر السورية في حال كانت نظامية وذات صلاحية، أو تسليم صور شخصية لمن لا يملك جواز سفر سوري لاستصدار وثيقة سفر ألمانية مؤقتة لمدة ثلاث أشهر، تُسلم للأشخاص في المطار قبل السفر الذي يُحدد باتصال هاتفي من قبل موظفي الأمم المتحدة بعد الدراسة النهائية لملفات اللاجئين من قبل الحكومة الألمانية.

وبعد تحديد موعد السفر للأشخاص، يطلب منهم موظفو المفوضية استخراج إذن سفر خارجي من دائرة الهجرة التركية، التي يتبعون لها، والحضور إلى أحد فنادق استنبول قبل السفر بحوالي خمسة أيام للإقامة بها وإجراء الفحوص الطبية النهائية وحضور دورة تثقيفية عن الحياة في ألمانيا، وتلقي التعليمات المتعلقة بإجراءات السفر.

وغالباً تصل أغلب الرحلات إلى مطار هانوفر في مقاطعة ساكسونيا السفلى. ويُنقل الواصلون بعدها إلى سكن جماعي، أُعد مسبقاً لاستقبالهم في مدينة فريدلاند في المقاطعة ذاتها، وتتوفر به كافة احتياجات العائلات القادمة، حيث يقيمون لمدة 14 يوماً، يتلقون خلالها دورة لغة قصيرة لمدة خمسة أيام، وبعض المحاضرات التثقيفية عن كل ما يتعلق بحياتهم الجديدة في ألمانيا، وحقوقهم وواجباتهم في الدستور والقانون الألماني، قبل توزيعهم على المقاطعات.

الوضع القانوني

يخضع السوريون الواصلون إلى ألمانيا عن طريق إعادة التوطين، لوضع قانوني خاص، ويُمنحون تصريحاً بالإقامة المؤقتة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات كحد أقصى، وفقاً للمادة 23 / البند 2 من قانون الإقامة الألماني. ومن الممكن تمديد هذه الإقامة.

ويمكن بعد مرور خمس سنوات على الإقامة القانونية في ألمانيا الحصول على إقامة غير محدودة المدة (دائمة)، بعد استيفاء شروط معينة (دخل شخصي كاف، ومعرفة كافية باللغة الألمانية)، وهو ما يمهد لهم الطريق للحصول على الجنسية الألمانية بعد ثمان سنوات، قد تخفض إلى سبع سنوات أو ست سنوات في حال وجود تجاوب وأداء جيد من ناحية الاندماج.

أما بالنسبة للحقوق التي يمنحها تصريح الإقامة الألماني، فيأتي في مقدمتها الحق في الحصول على العمل والاعتراف بالمؤهلات المحصلة خارج ألمانيا، بالإضافة إلى المزايا الاجتماعية، وأبرزها الضمان الاجتماعي الأساسي أو الدعم المادي الذي يقدم للاجئين السوريين حتى يتمكنون من العثور على عمل.

ويختلف مبلغ الدعم المادي حسب عدد الأفراد في كل عائلة، حيث يتقاضى كل من الأب والأم مبلغ (368 يورو) لكل واحد منهم. أما بالنسبة للأطفال فيُحسب كالتالي (237  يورو) للأطفال حتى سن الخمس سنوات. وللأطفال من 6- 13 سنة (291 يورو)، ومن 14 – 17 سنة (311 يورو)، أما بالنسبة للشباب من 18- 24 سنة وقدِموا برفقة آبائهم فيحصلون على (327 يورو)، فيما يحصل من أتى بمفرده منهم على مبلغ (409 يورو).

ويضاف إلى هذا الدعم المادي مساعدات خاصة تتعلق بأجور السكن والتدفئة والرعاية الطبية الأساسية، حيث يحصل كل فرد من أفراد الأسرة على بطاقة تأمين صحي تخوله مراجعة الأطباء والحصول على الأدوية بشكل مجاني.

اقرأ أيضاً: “آخر مشفى بحلب” يفوز بجائزة “بايو كالفادوس” لمراسلي الحرب

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]