مصر بالنسبة للسوريين..هل هي بلد استقرار أم نقطة عبور لأوروبا؟
15 أكتوبر، 2017
كانت مصر من الدول العربية الأولى التي توجه إليها اللاجئون السوريون بكثافة فراراً من الحرب المستمرة في بلادهم منذ أكثر من ست سنوات.
ويستقر في مصر حالياً أكثر من 115 ألف لاجئ سوري، بينما تشير أرقام أخرى إلى 200 ألف سوري، حيث يتخذها بعضهم كبلد استقبال فيما يلتجئ لها بعضهم الآخر كنقطة عبور في انتظار الفرصة المواتية للتوجه نحو أوروبا.
وبدأ السوريون يصلون بكثافة إلى مصر مع اشتداد أزمة المهاجرين في 2015، وبعض منهم أتى إليها في رحلات جوية عادية سواء من سوريا أو لبنان، فيما وصل آخرون عبر الحدود المصرية السودانية أو الليبية.
وتشير أرقام لمفوضية اللاجئين في القاهرة أن اللاجئين السوريين في مصر يأتون في المرتبة الأولى عدداً قبل السودانيين. وإن كانت القاهرة تتحفظ على بنود الصحة والتعليم والتأمينات الاجتماعية في معاهدة اللاجئين الموقعة في 1951، إلا أنها تستثني من ذلك السوريين والسودانيين.
ووفق الباحث والخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بشير عبد الفتاح فإن الكثير من السوريين “فضلوا الاستقرار في مصر نظراً لعدم غلاء المعيشة والتقارب الثقافي بين المجتمعين”، ويمكن لهم أن يعملوا كما المصريين، إضافة لعامل اللغة الذي يسهل عليهم الاندماج بكل سلاسة في المجتمع المصري.
مضيفاً أن هناك الكثير من المستثمرين السوريين الذين نجحوا في خلق مشاريع لهم على الأراضي المصرية.
وظل السوريون يحظون بمعاملة خاصة في سياسة الهجرة المصرية، تفرضها القوانين الداخلية للبلاد. لكن يبدو أن السلطات المصرية بدأت منذ مدة في تشديد مراقبتها على هذه الجالية العربية، يقول عبد الفتاح، وذلك “لتورط البعض منها في أعمال تخريبية أو انتمائه لحركات سياسية”.
ولا ترغب الحكومة المصرية، بحسب عبد الفتاح، في أن “يسيس الوجود السوري في مصر”، مشيراً إلى أنها دخلت في تعاون أمني مع نظام الأسد يسمح له بالتعرف عن قرب على الملفات الأمنية للسوريين المتواجدين على ترابها، لكنه ينفي أن يكون الغرض منها تعريض معارضين للنظام لمضايقات، وإنما يبقى “همها الأول هو أمنها القومي”.
ولا يخفي الباحث المصري أن الآلاف من اللاجئين السورين لهم رغبة في الوصول إلى أوروبا، لكن هؤلاء في معظمهم “من الشباب الذين لهم استعداد للمغامرة” وخوض رحلة صعبة محفوفة بالكثير من المخاطر نحو القارة العجوز، إلا أنه لا تعرف الأرقام الحقيقية للسوريين الذين عبروا من مصر قبل دخولهم إلى القارة العجوز.
وتتلقى القاهرة مساعدات مالية أوروبية لأجل مراقبة حدودها ومحاربة الهجرة غير الشرعية، علماً أنها ظلت تشكل وجهة عشرات الآلاف من المهاجرين من دول أفريقية مختلفة أيضاً عبر الحدود، ويأتي السودانيون على رأس القائمة.
وطرحت الكثير من التخوفات العام الماضي من أن تتحول مصر، جارة ليبيا، إلى نقطة جديدة لانطلاق المهاجرين نحو أوروبا.
وتمكنت السلطات المصرية من إحباط العديد من محاولات الهجرة غير الشرعية من سواحلها المتوسطية. كما عززت المراقبة على حدودها مع كل من ليبيا والسودان مخافة تسلل عناصر متطرفة إلى التراب المصري.
اقرأ أيضاً: في ظل تفاقم أوضاعهم المعيشية.. كارثة صحية تهدد لاجئي الروهينغيا
[sociallocker] [/sociallocker]