on
البيان الرابع لبرنامج الباحثين الزائرين الدوليين في مركز حرمون (IVRPH) ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في سورية، بصورة خاصة في الرقة ودير الزور
ارتفع عدد الضحايا والإصابات في صفوف المدنيين، في محافظتي الرقة ودير الزور، مع تلاقي كلٍّ من قوات النظام السوري وحلفائه الروس، و”قوات سورية الديمقراطية- قسد”- المدعومة من قبل الولايات المتحدة، في حربها للقضاء على تنظيم (داعش) في معقلها الأخير في المنطقة، حيث اتسم الشهر الماضي بازدياد تجاهل مبدأ التمييز بين الأهداف المدنية والأهداف العسكرية المشروعة.
يُحاصَر السكان المدنيون حاليًا، في محافظة دير الزور، في الاشتباكات الدائرة بين تنظيم (داعش) وقوات النظام السوري والقوات الروسية من جهة، وبين القصف العنيف لطائرات التحالف الدولي من جهة أُخرى، وذلك مع عدم مراعاة حياة المدنيين الذين يستخدمهم التنظيم دروعًا بشرية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع أكثر من 600 إصابة في صفوف المدنيين، من بينهم 148 طفلًا، قُتلوا من جراء الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الروسية والسلاح الجوي للنظام، إضافة إلى مقاتلات التحالف الدولي، على الرغم من أن استخدام المدنيين دروعًا بشرية يعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وانتهاكًا لمبدأ التمييز بين المدنيين والمقاتلين أيضًا. ومع ذلك، حتّى بعد فرار المدنيين من المناطق التي يُسيطر عليها (داعش)، لا تزال حياتهم في خطر بسبب إمكانية التعرض لهجمات عَرَضية.
في 12 تشرين الأول/ أكتوبر، أفادت التقارير أنّ سيارات مفخخة تابعة لـ(داعش) أسفرت عن مقتل 40 مدنيًا على الطريق السريع الحسكة – دير الزور. إضافة إلى ذلك، استهدفت طائرات التحالف بلا هوادة عدّة مناطق في ضواحي دير الزور؛ ما تسبب في وقوع خسائر بشرية كبيرة. تشير مصادر محلية إلى غارة جوية أصابت مخيمًا للنازحين بالقرب من بلدة عقيدات شرقي دير الزور، مخلفةً وراءها 100 قتيل مدني. كما اتُّهم النظام السوري والقوات الروسية باستهداف تجمع للنازحين، وقتل 30 مدنيًا في غارة واحدة استهدفت قوارب للفارين تعبر نهر الفرات.
أسفرت المعارك العنيفة التي دامت نحو أربعة أشهر في الرقة بين تنظيم (داعش) و”قوات سورية الديمقراطية”- والتي يسيطر عليها الأكراد بصورة رئيسة، بدعم من القوات الجوية للتحالف الدولي، عن مقتل أكثر من 1130 شخصًا، من بينهم 270 طفلًا بحسب ناشطين ومراسلين. تمكنت (قسد) من السيطرة على 80 في المئة من المدينة، وتشير مصادر عدّة إلى أنّ المفاوضات جارية بين (داعش) و (قسد) تزامنًا مع مفاوضات مع قوات التحالف الدولي بهدف السماح بإجلاء مقاتلي (داعش) من المدينة. ومع ذلك، ما زالت محاولات الفرار والهروب مستمرةً لآلاف المدنيين الذين يعانون من تردّي الأوضاع في المدينة، مواجهين بذلك رحلة الموت خلال عبورهم من حقول الألغام التي زرعها التنظيم، تحت تهديدٍ مستمر بتعرضهم لقصفٍ جويٍّ ومدفعيّ، فضلًا عن الهجمات المضادة التي يشنها (داعش) في المنطقة.
ووفقًا للجنة الدولية للصليب الأحمر، فإنّ بعض المخيمات حول محافظتي دير الزور والرقة تستقبل حاليًا أكثر من 1000 مدني يوميًا، حيث تكافح المنظمات الإنسانية من أجل توفير الإغاثة الكافية، بسبب استمرار الاشتباكات وتردّد النظام في السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المنظمات الدولية والمحلية. وفي مناطق أخرى من البلاد، ما تزال الاشتباكات العنيفة مستمرةً في ريف حلب، وفي مناطق “خفض التصعيد” أيضًا، مثل إدلب وحماة والغوطة الشرقية.
يدين الخبراء في برنامج الباحثين الزائرين الدوليين في مركز (حرمون)، بصورة قاطعة، استهداف المدنيين من قِبل جميع القوات المشاركة في القتال بسورية، ويدعون إلى تذكير جميع الجهات الفاعلة بأنّ المدنيين هم أشخاص يتمتعون بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي. كما يطالب الخبراء في البرنامج بالتزام الجهات الفاعلة بالمبدأ الأساسي للقانون الدولي الإنساني الذي يقضي بتخطيط العمليات العسكرية وتنفيذها مع اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحدّ من الخسائر التي قد تطال صفوف المدنيين، حيث لا يوجد مكسب عسكري متوقَع يبرر الاستهداف العشوائي للمدنيين ضمن أي سياق. ويدعو الخبراء في البرنامج الأطرافَ المتورطة في القتال إلى الامتناع عن استهداف المدنيين، بغض النظر عن استخدامهم التكتيكي من قبل “داعش”، وإلى السماح بوصول آمن لقوافل المساعدات الإنسانية.
(نص البيان الأصلي باللغة الإنكليزية):
Fourth Statement of International Visiting Researchers Program at Harmoon Center (IVRPH)Surge in civilian casualties in Syria, particularly in Raqqa and Deir EzzorAs both the regime and its Russian allies, and US backed Syrian Democratic Forces converge on Daesh’s last remaining strongholds of Raqqa and Deir Ezzor, civilian casualties, both inside the cities and within civilian populations fleeing the fighting, continue to mount. The past month in the region has been characterized by an increased disregard for the principle of distinction between civilian and legitimate military targets.
Civilian populations in Deir Ezzor are currently trapped in the crossfire in battles between Daesh and regime militia and Russian forces, while Coalition jets mercilessly pound Daesh positions with scant regard for the lives of civilians used by Daesh as human shields. The Syrian Observatory for Human Rights report over 600 civilian casualties, including 148 children, killed by airstrikes carried out by Russian, regime, and coalition jets. While the use of civilian populations as human shields is in flagrant breach of IHL, as are the violations of the principle of distinction between civilians and combatants committed by regime, Russian, and Coalition military planners.
However, even after escaping from Daesh held territory, civilians are not safe from targeted or accidental attack. On the 12th October, Daesh car bombs on the al-Hasakah–Deir Ezzor highway reportedly killed 40 civilians fleeing fierce clashes in the area. In addition, Coalition warplanes have relentlessly targeted several areas in the suburbs of Deir Ezzor, causing considerable civilian casualties; local sources refer of an airstrike hitting a camp for internally displaced persons (IDPs) near the town of Aqeedat, in east Deir Ezzor, killing 100 civilians. The regime and Russia have also been accused of targeting IDPs columns; in one case targeting boats crossing the Euphrates, killing up to 30 civilians.
This reflects the situation in Raqqa, where four months of intense fighting between Daesh and the Kurdish-dominated Syrian Democratic Forces (SDF), backed by coalition airpower, has resulted in the death of over 1130 persons, including 270 children according to activists on the ground. The SDF has managed to take control over 80% of the city, and several sources suggest that negotiations between Daesh and the SDF together with the International Coalition to allow the evacuation of Daesh fighters from the city are ongoing. Meanwhile, thousands of under nourished civilians are fleeing the city, facing a lethal trek to relative safety through Daesh minefields under the constant threat of aerial and artillery bombardment as well as punitive attacks from Daesh itself.
According to the ICRC, some camps around Deir Ezzor and Raqqa are currently receiving over 1000 civilians per day, with humanitarian agencies struggling for providing adequate relief due to continuing clashes and regime reluctance to allow humanitarian access to international and local organizations.
In other areas of the country, fierce clashes are ongoing in the Aleppo countryside, as well as in areas covered by the ‘de-escalations zones’, such as Idlib, Hama and Eastern Ghouta.
Experts at the International Visiting Researchers Program at Harmoon Center (IVRPH) unequivocally condemn the targeting of civilians by all the forces involved in the fighting in Syria, remind all actors that civilians are protected persons under international humanitarian law (IHL). The experts at the IVRPH also demand that actors abide by the fundamental principle of IHL according to which military operations must be planned and carried out with all steps taken to minimize civilian casualties. No envisioned military gain justifies the disproportionate and unnecessary targeting of civilians in any context. The experts at the IVRPH call on the parties involved in the fighting to refrain from targeting civilians regardless of their tactical usage by Daesh, and allow safe access to humanitarian convoys.
برنامج الباحثين الزائرين الدوليين في مركز حرمون للدراسات المعاصرة
المصدر
جيرون