بعد “الميادين”.. سباق السيطرة على حقل العمر النفطي



اعتبر الباحث في مركز (حرمون) مناف الحمد أنّ سيطرة النظام على مدينة الميادين، في دير الزور، تأتي في إطار السباق الروسي الأميركي للسيطرة على المنطقة الشرقية من البلاد.

وقال لـ (جيرون): إنّ “من مفرزات التسابق (الروسي- الأميركي)، سيطرة (قسد) بدعم أميركي على حقل (كونيكو) النفطي، فيما تسعى الآن قوات النظام، بدعم من الروس، للسيطرة على حقل (العمر)”.

وكانت قوات النظام، مدعومة بميليشيات طائفية، قد سيطرت على كامل مدينة الميادين، في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، إثر انسحاب مقاتلي (داعش) منها، بشكل مفاجئ، وسط أحاديث من سكان المنطقة عن “تعفيش” قوات النظام والميليشيات التابعة له لمنازل أهالي المدينة الذين فروا إلى مناطق سيطرة (قسد) في الحسكة، وآخر معاقل التنظيم على الشريط الحدودي مع العراق في البوكمال.

قال الدكتور حمد الخلف من أبناء المدينة لـ (جيرون): إنّ “النظام يُسابق الزمن للوصول إلى حقل (العمر) الذي يبعد عشرة كيلومتر عن مدينة الميادين على الضفة الشمالية من النهر، قبل وصول قوات (قسد) إليه”، مشيرًا إلى أنّ حقل (العمر) هو من أكبر حقول النفط في المنطقة”.

أشار الخلف إلى “تعرض الحقل لقصف شديد، خلال الفترة الماضية من قبل طيران التحالف؛ ما أخرجه عن الخدمة”، وأوضح الخلف أنّ “الولايات المتحدة الأميركية تعمل بخلاف تصريحاتها، حيث كانت ترفض عبور النظام إلى الضفة اليسرى من نهر الفرات”.

ويتوقع “عبور قوات النظام النهر إلى حقل (العمر) عبر جسر مائي روسي، بعد أن دمر التحالف كافة الجسور، كما فعل في السابق عندما عبر النهر إلى الجهة المقابلة لمدينة دير الزور”.

يقع حقل (العمر) النفطي، في شمال شرق مدينة الميادين، ويُعدّ من أكبر حقول النفط في سورية، حيث كان ينتج نحو ثلاثين ألف برميل يوميًا، كما يضم معملًا للغاز ومحطة لتوليد الكهرباء، وسيطرت عليه (جبهة النصرة) في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، قبل أن يسيطر عليه تنظيم (داعش)، في تموز/ يوليو 2014.

في ما يتعلّق بالأهمية الاستراتيجية لمدينة الميادين وتأثيرها على المعارك شرق البلاد، قال الصحافي محمد حسان لـ (جيرون): إنّ “الميادين تعدّ من أهم مراكز المدن في شرق البلاد، وتعدّ مركز ثقل (داعش) في دير الزور، حيث توجد فيها المشافي والأسواق التجارية”.

وأوضح حسان أنّ “مدينة الميادين نقطة مهمة على طريق (دير الزور- البوكمال)”، مشيرًا إلى “وضع قوات النظام لخطة عسكرية للسيطرة على المحافظة، من خلال تقطيع أوصال التنظيم فيها، حيث بدأت في الريف الغربي وسيطرت عليه، ثم انتقلت إلى محور مدينة الميادين”.

وأضاف: إن “سيطرة قوات النظام على مدينة الميادين منحته الأفضلية في حصار (داعش)، في الريف الشرقي من دير الزور في (بقرص، موحسن، بوليل، بوعمر، المراعية، سلعو، زيباري، والطوق)، حيث جعل مدينةَ الميادين مركزًا لانطلاق عملياته، وقد تقدم، أمس الإثنين، وسيطر على (بقرص)، والآن يتواجد في (الطوق)، حيث بقي لقوات النظام (البوليل، والموحسن)، ليسيطر على المنطقة الممتدة من مطار دير الزور العسكري، وحتى الميادين”.

توّقع حسان أنّ “تتقدّم قوات النظام من الجهة الجنوبية المحاذية لبادية القورية والعشارة، وتقطع الطريق عن الأخيرة كي تسيطر عليها، خلال المرحلة الثانية، فيما ستكون المرحلة الثالثة من تلك العمليات السيطرة على مدينة البوكمال”.

في ما يتعلّق بالانسحابات المفاجئة للتنظيم من مناطق سيطرته في دير الزور، لا يرى حسان أن هناك سببًا واضحًا لذلك “سوى القصف المكثّف لمعاقله من قبل الطيران الروسي، وطيران التحالف، الذي أفقده الحاضنة الشعبية، وجعل الكثير من الأهالي يفرّون من مناطق سيطرته، حيث سيطرت قوات النظام على الميادين، وهي خالية من السكان”.

لكنه في الوقت ذاته يعتقد أن يكون “مقتلُ عددٍ كبير من عناصره في المعارك الجارية والقصف الجوي، إضافة إلى هروب عدد كبير من عناصره المهاجرين والأنصار، إلى مناطق النظام و(قسد)، سببًا في التهاوي السريع له”.


منار عبد الرزاق


المصدر
جيرون