اقتسام غنائم نظام الأسد يخلق تنافساً بين إيران وروسيا.. أين تتصادم مصالح الدولتين في سوريا؟
21 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017
يزداد اعتماد نظام بشار الأسد على حليفتيه الرئيسيتين إيران وروسيا، خلال سعيه لاستعادة المزيد من المناطق التي خسرها في سوريا خلال الأعوام الست الماضية، لكن مساعي هاتين الدولتين لقبض ثمن الإبقاء على النظام لا تخلو من صراعات ومنافسات.
صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، أشارت في مقال رأي نشرته، إلى حالة التنافس الحاصلة بين الروس والإيرانيين في سوريا، سواءً أكان ذلك من الناحية العسكرية أو الاقتصادية، لافتةً إلى الكيفية التي تنظر فيها روسيا إلى الوجود الإيراني الداعم للأسد.
وتشير الصحيفة بحسب ما نقلت عنها “مجلة العصر” إلى أن الروس يرون في إسرائيل وزناً مضاداً للتدخل الإيراني في سوريا، وقالت إن “الإيرانيين والروس يسلبون الذخائر التي لا تزال البقرة السورية المريضة قادرة على أن تنتجها، وينشأ بينهما خلاف عميق حول توزيع الغنيمة”.
وبحسب الصحيفة فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يسافر في الأسابيع القادمة إلى إيران لـ”محاولة تهدئة المخاطر”.
إحدى صور التنافس الإيراني الروسي على سوريا، تتجلى في قطاعات الشبكات الخليوية، والغاز والفوسفات، ومؤخراً وقع نظام الأسد مع طهران على اتفاق يتيح لإيران فتح مشغل خليوي جديد في المناطق التي يسيطر عليها النظام. كما وقع الطرفان اتفاقاً على ترميم المطارات وإنشاء محطات لتكرير النفط على الأراضي السورية.
وفيما يتحدث نظام الأسد عن مرحلة “إعادة إعمار” في سوريا، يشتد التنافس بين حليفتيه للحصول على الحصة الأكبر من الفوائد الاقتصادية، وبحسب مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، من المرجح أن تذهب معظم عقود “إعادة الإعمار” إلى طهران وموسكو، مشيرةً أيضاً أن كلا من الصين والبرازيل تحاولان أيضاً أن يكون لهما حصة.
وأشارت المجلة إلى أن الاتفاق الذي وقعه النظام مع إيران لإطلاق مشغل خليوي، تدخل فيه شركات على صلة بـ”الحرس الثوري” الإيراني.
في المقابل تشير المجلة إلى أنه في العام 2016، تعهد نظام بشار الأسد في منح روسيا الألولوية بما يتعلق في عقود إعادة الإعمار، وأضافت أن شركات مرتبطة بالكرملين قد بدأت بأعمال تجارية في قطاعات النفط، والغاز، بالمناطق التي خرجت من سيطرة “تنظيم الدولة” في سوريا.
ولا يدور الحديث عن خلافات اقتصادية فحسب، إذ تشير “يديعوت أحرنوت” إلى أن روسيا تعارض على سبيل المثال تشكيل فرقة إيرانية تُدعى “الإمام الحسين”، وتضم 5 آلاف مقاتل من الميليشيات الشيعية المؤيدة لإيران تحت قيادة إيرانية، تعمل على الأراضي السورية.
وفضلاً عن ذلك فإن روسيا غير متحمسة لإمكانية أن يحظى الإيرانيون بتواجد لهم طرطوس حيث توجد القوات الروسية، وترى الصحيفة الإسرائيلية أن “تضارب المصالح المتعمق بين إيران وروسيا، يدفع بالروس إلى إسرائيل”.
اقرأ أيضاً: “سنبدأ مرحلة جديدة في سوريا”.. ترامب: هذا ما ستفعله أمريكا عقب هزيمة تنظيم الدولة في الرقة
[sociallocker] [/sociallocker]