تحالفات جديدة في الشرق الأوسط تظهرها تطورات إدلب وكركوك



السورية نت - رغداء زيدان

نشرت وكالة "الأناضول" التركية مقالاً للدكتور "جنكيز تومار"، الخبير في مجال التاريخ السياسي والعلاقات الدولية للشرق الأوسط، قال فيه إن "اندلاع الاشتباكات بين الحشد الشعبي وعناصر البيشمركة في مدينة طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق، بالتوازي مع عملية عسكرية أطلقتها تركيا في محافظة إدلب شمالي سوريا في إطار اتفاقية مناطق خفض التوتر" لم يكن مفاجئاً.

وأشار عضو الهيئة التدريسية في قسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة مرمرة ومعهد أبحاث الشرق الأوسط أن هناك العديد من العوامل التي دفعت كلاً من تركيا وروسيا وإيران إلى التقارب.

وذكر من تلك العوامل "اتخاذ الولايات المتحدة مواقف تصل حد العداء ضد أنقرة، شريكتها الاستراتيجية، وحليفتها السابقة خلال الحرب الباردة في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء الاتفاقية النووية مع إيران، وفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني، وتحالف واشنطن مع تنظيم ب ي د".

الولايات المتحدة وتركيا

وقال "تومار" إن أزمة التأشيرات الأخيرة بين الولايات المتحدة وتركيا، ليست متعلقة باعتقال مواطن تركي يعمل في قنصلية أمريكا بإسطنبول، ولا توجد له حصانة دبلوماسية، الأمر له صلة بسلسلة أزمات بين البلدين بدأت برفض البرلمان التركي لمذكرة 1 مارس / آذار 2003 (مشروع قرار تقدمت به الحكومة حول السماح بنشر قوات أمريكية في الداخل وإرسال قوات تركية للخارج)، ثم اعتقال الجيش الأمريكي جنوداً أتراكاً في محافظة السليمانية بالعراق في 4 يوليو / تموز من العام ذاته، وتخلي الولايات المتحدة عن تركيا وتحالفها مع تنظيم "ب ي د" في سوريا، وأخيرا موقف الإدارة الأمريكية من محاولة الانقلاب التي نفذتها منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية (منتصف يوليو / تموز 2016) وبعدها.

وبيَّن "تومار" أنه رغم المواقف الأمريكية السابقة، عملت تركيا على إعادة ترميم تلك العلاقات لفترة طويلة، لكن وأمام استمرار الدعم الأمريكي لتنظيم "ب ي د"، اضطرت تركيا إلى التقارب مع روسيا وإيران في سوريا والعراق، وهو ما مكنها من تنفيذ عملية "درع الفرات" التي تعد حملتها الأولى لإفساد مخططات الولايات المتحدة، كما استطاعت المشاركة في مسار أستانا (حول سوريا) الذي شكلته بالتعاون مع روسيا وإيران، بديلاً لمحادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، وكذلك تنفيذ عملية إدلب التي تعد حملتها الثانية لإفساد المخططات ذاتها.

ورأى "تومار" أنه لا يمكن اعتبار الولايات المتحدة سعيدة بعمليتي "درع الفرات" وإدلب رغم التصريحات التي تدليها بعكس ذلك.

وتحدث الباحث التركي عن تغير التحالفات في منطقة الشرق الأوسط مؤخراً، مشيراً إلى أن الحدود التركية الموازية للعراق وشمال سوريا تشهد تطورات مهمة.

مشيراً إلى أن عملية إعادة الدولة العراقية سيطرتها على كركوك، جاءت بالتزامن مع عملية عسكرية أطلقتها تركيا في إدلب، وهذا يظهر رفض الدول الثلاث (تركيا وإيران والعراق) قيام دولة رابعة في المنطقة، ما اقتضى وجود تنسيق بينها.

وهكذا، فإنه في حال تم إخراج قوات البيشمركة تماماً من كركوك، فإن هذا سوف ينعكس بشكل إيجابي على المصالح الوطنية لتركيا، وستكتسب عمليات إدلب أهمية أكبر.

سنجار

وبرأي الباحث التركي ستشكل حملة إعادة الحكومة المركزية العراقية سيطرتها على قضاء سنجار (محافظة نينوى)، والذي يتبع قانونياً للإدارة المركزية، أهمية كبرى بالنسبة إلى تركيا.

وكانت قوات البيشمركة (قوات إقليم شمال العراق) بالتحالف مع مسلحي منظمة "بي كا كا"، قد سيطرت على القضاء أواخر 2015، بعد طرد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين سيطروا على القضاء ذي الأغلبية الإيزيدية عام 2014.

والمنطقة شهدت في السنوات الماضية حملات تغيير ديموغرافي وحملات تغيير لأسماء المناطق، ولعل قضاء "عين العرب" شمالي سوريا وقضاء سنجار الذي حفر اسمه الجغرافيا والتاريخ الإسلامي تحول بين عشية وضحاها إلى "شنكال" خير دليل على ذلك.

اقرأ أيضاً: 54 قتيلاً من القوات المصرية في مواجهات الواحات بمصر.. وإدانات دولية واسعة




المصدر