ريف حلب الشمالي.. الاستثناء من “خفض التصعيد”



في الوقت الذي بدأت تتضح فيه معالم النفوذ الإقليمي في الشمال السوري، من خلال اتفاقات “خفض التصعيد”، ونشر قوات تركية وروسية في مناطق متفرقة من محافظة إدلب؛ بقيت مدن ومواقع مهمة في ريف حلب الشمالي، مثل “مطار منغ، مدينة تل رفعت، بلدة عين دقنة”، خاضعة لسيطرة (قسد)، وخارج إطار تلك الاتفاقات، حتى الآن على الأقل.

في هذا الإطار، أكدّ العقيد هيثم العفيسي نائب رئيس هيئة الأركان في الحكومة السورية المؤقتة أنّ “هناك مفاوضات مع الجانبين الأميركي والروسي؛ من أجل تسليم المناطق التي سيطرت عليها (قسد) في ريف حلب الشمالي، إلى أهلها”. وقال لـ (جيرون): “إذا فشلت المفاوضات؛ فسلنجأ إلى الحل العسكري، لاستعادتها من أيدي (قسد)”. مؤكدًا “قدرة الجيش السوري الحر، على استعادة كامل المناطق التي احتلتها (قسد)، في ريف حلب الشمالي”.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد طالبت قوات (قسد)، بتسليم 11 قرية في ريف حلب الشّمالي إلى (لواء المعتصم)، في أيار/ مايو الماضي، وشكّلت لجنة ضمت ممثلين عن المعارضة في المنطقة؛ بهدف التفاوض مع (قسد) لتسليم تلك المناطق، لكن من دون التوصل إلى نتائج حتى الآن.

قال ياسر الحجي، عضو اللجنة المكلفة بالتواصل مع (قسد) لـ (جيرون): “إننا نسعى لإحياء عمل لجنة المفاوضات مع (قسد)، لكن من دون نتيجة حتى الآن، فقد فشلت اللجنة في التوصل إلى اتفاق مع (قسد)؛ من أجل تسليم تلك القرى لفصيل (المعتصم)”. وشدد على أنّ “التوافقات الدولية في المنطقة هي من سيحسم ملف قرى وبلدات ريف حلب الشمالي”.

أعلنت تركيا في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، نشر نقاط مراقبة لقواتها في مناطق خفض التصعيد بريفي حلب وإدلب، في مواقع تطل على منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة (قسد)، بدءًا من (الطامورة) في ريف حلب الشمالي، وانتهاءً بـ (أطمة) في ريف إدلب الشمالي.

أفاد ناشطون عن انتشار الشرطة العسكرية الروسية، في عدد من المناطق في ريف حلب الشّمالي، من بينها: “مطار منغ، وتل رفعت”، لكن من دون مزيد من التفاصيل، أو معرفة دلالات ذلك الانتشار.

توقع الناشط ماجد عبد النور أن تقوم “فصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي، بعمليات عسكرية تدعمها تركيا؛ لاستعادة المناطق التي احتلتها (قسد) وهجّرت أهلها، وبخاصة (تل رفعت) لما تحمله من رمزية ثورية في صفوف المعارضين لنظام الأسد”. وقال لـ (جيرون): إنّ “الفصائل تملك عدة مقومات لاستعادة (تل رفعت)، وكامل ما تسميه الميليشيات الكردية بـ (منطقة الشهباء)، أبرزها التوافق الروسي التركي في أستانا؛ لكون الروس هم أصحاب القرار السياسي في عفرين”.

أشار عبد النور إلى أنّ “روسيا لن تمانع في استعادة مقاتلي الجيش الحر لقراهم، بدعم من القوات التركية؛ وبالتالي ستكون إعادة تلك المناطق إلى أهلها قريبة”، مؤكدًا أنّ “دافع تحرير الأرض لدى أبناء تلك القرى والمدن هو الأهم لاستعادتها”.

يبقى الغموض يلف مصير مدن وبلدات الريف الشمالي من حلب، سواء الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، أو لاحتلال (قسد) في ظل عدم شمولها في اتفاقات “خفض التصعيد” التي تم التوافق عليها، في العاصمة الكازاخية “أستانا” مؤخرًا.

وكانت (قسد) سيطرت على إحدى عشرة قرية عربية في ريف حلب الشمالي، في منتصف شباط/ فبراير 2016، بدعم من الطيران الروسي الذي اتبع سياسة الأرض المحروقة، وفق كثير من المراقبين.

تنسحب حالة جمود الملف السياسي أيضًا على بلدات وقرى تسيطر عليها فصائل المعارضة، مثل “حيان، حريتان، كفر حمرة..”، وتقع جميعها بمحاذاة الأوتوستراد الدولي (غازي عينتاب- حلب)، حيث بقي وجود الفصائل فيها “شوكة في حلق النظام”؛ كونه قطع الطريق على طموحاته (النظام) في الوصل بين مديني “نبل” و”الزهراء”، المواليتين (تقعان على الطريق الدولي غازي عينتاب – حلب) ومدينة حلب.


منار عبد الرزاق


المصدر
جيرون