زيتون إدلب.. أسوأ المواسم



تعدّ زراعة الزيتون وقطفه وتسويقه من أهم مصادر الدخل لأهالي محافظة إدلب وريفها، إلا أن هذا الموسم كان من أسوأ مواسم الزيتون التي مرّت على المنطقة؛ بسبب شحّ الأمطار وتعرض حبّات الزيتون إلى الجفاف، إضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل.

في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر من كلّ عام، يبدأ الفلاحون في ريف إدلب الغربي بقطف ثمار الزيتون، بعد هطول الأمطار لأول مرّة، وذلك لسهولة قطفه.

حول ظروف هذا الموسم، قال محمد ثابت، أحد المزارعين في ريف إدلب الغربي لـ (جيرون): “أمتلك أرضًا زراعية، مساحتها نحو 60 دونم، وتحتوي 600 شجرة زيتون، وكان هذا الموسم من أسوأ المواسم التي مرّت على المنطقة، مقارنة بالأعوام الماضية، بسبب شدّة حرارة الجو، وعدم هطول الأمطار، وجفاف حبّات الزيتون، وانخفاض نسبة الإنتاج، وارتفاع أجور الأيدي العاملة، حيث وصلت إلى ضعف ما كانت عليه في الموسم الماضي، فضلًا عن غلاء المواصلات بسبب ارتفاع أسعار المحروقات”.

وأضاف: “باتت شجرة الزيتون في هذا الموسم غير معطاء، لضعفها في حمل الثمار، وجفافها، فالشجرة اليوم تُعطي بين 15 – 20 كيلو غرام، في حين كانت تُعطي نحو 45 كيلو غرام من حبّات الزيتون الموسم الماضي، وستكون كمية الزيت المُستخرجة من حبات الزيتون قليلة جدًا في هذا الموسم”.

أردف المزارع: “في الموسم الماضي، كان محصولي من الزيت نحو 300 تنكة زيت، ما يعادل 4800 كيلو غرام من زيت الزيتون الصافي، وكان يُستخرج من كل 70 كيلو غرام من الزيتون 16 كيلو غرام من الزيت”. وبحسب تقييمه، يقول “إن موسم هذا العام يُقدّر بأقل من نصف الموسم الفائت، بحيث إن إنتاج ثمار الزيتون لن يجلب لي أكثر من 2100 كيلو غرام من الزيت، أي 131 تنكة، ويُقدّر ثمن التنكة بنحو 50 دولار أميركي، السعر نفسه في العام الفائت، لكن يبقى الفارق في قلة الإنتاج في هذا الموسم وارتفاع أجور العمال وغلاء المواصلات”.

من جهة أخرى، قال أحمد السعيد، مهندس زراعي وأحد مالكي معاصر الزيتون في ريف إدلب الغربي، لـ (جيرون): “إن قلة إنتاج الزيتون في هذا العام عطّلت المعاصر عن العمل، ففي الموسم الفائت كانت معاصرنا تعمل في بداية تشرين الأول/ أكتوبر، وكانت تستقبل حينذاك في اليوم الواحد أكثر من 25 طنًا من الزيتون، إلا أن هذا الموسم أصبحت الكمية قليلة جدًا”، مُشيرًا إلى “أن قلة الإنتاج في كمية الزيتون تعود إلى شدّة الحرارة التي تعرضت لها الثمار، فتسبّبت بجفافها وقلة تشرّبها المياه”.

أوضح السعيد: “في الأعوام السابقة، كان كيس الزيتون يزن نحو 100 كيلو غرام، ويُستخرج منهُ نحو 20 كيلو غرام من الزيتون الصافي، إلا أن هذا الموسم أصبح كيس الزيتون يُستخرج منهُ نحو 11 إلى 12 كيلو من الزيت فقط، بسبب تعرضه للجفاف”.

تسعى بعض المُنظمات المُختصة في الشأن الزراعي لافتتاح مشاريع لعصر الزيتون، وذلك لمساعدة المزارعين وتسهيل عملهم، وتمكينهم من جني محاصيلهم الزراعية، وعصرها في هذا الموسم، ولتخفّف عنهم وطأة تكاليف العصر بنسبة تصل إلى 70 في المئة.

في هذا الخصوص، قال محمد خير طالب، المهندس الزراعي من ريف إدلب لـ (جيرون): “نسعى مع العديد من المهندسين الزراعيين، بالتنسيق مع منظمات تُعنى بالشأن الزراعي، لافتتاح مشاريع عصر لمحاصيل المزارعين في ريف إدلب، بتكاليف أقل من المعاصر الخاصة، بحيث لا تتعدى نسبة المعصرة من عموم المحصول الـ 3 بالمئة، وذلك للتخفيف من وطأة التكاليف عنهم وسدّ حاجياتهم”، مُشيرًا إلى “أن المشروع يتضمن عدّة مراحل، أولها تأمين العصر بتكاليف زهيدة، والمرحلة الثانية استخراج الزيت الخاص بصناعة الصابون وإنتاجه، والأخيرة إنتاج مادة (البيرين) وسماد (الكمبوست) وبيعه للمزارع بأقل تكلفة”.


ملهم العمر


المصدر
جيرون