السوريون في إسطنبول.. تدني الأجور وقلة فرص العمل



تستضيف مدينة إسطنبول التركية نحو نصف مليون لاجئ سوري (وفق الداخلية التركية)، تمكن كثيرون منهم من الاندماج مع محيطهم، إلا أن قلة فرص العمل، وغلاء تكاليف المعيشة (بالقياس إلى الدخل) مقارنة بباقي المدن التركية، وعدم وجود قوانين تضمن حقوقهم في العمل، شكّلت أزمة بالنسبة إلى الكثيرين.

في هذا الشأن، قال حسام العوض، عامل سوري في مشغل بإسطنبول لـ (جيرون): “تواجه السوريين في إسطنبول عدة صعوبات، يأتي في مقدمها صعوبة إيجاد عمل، والتمييز في المرتبات بين العمال السوريين وأمثالهم من الأتراك أو الأجانب، فضلًا عن حالات النّصب التي يتعرض لها العمّال من أصحاب العمل، بحيث لا يعطونهم كامل مستحقاتهم”، مضيفًا “قد تتجاوز ساعات العمل 12 ساعة يوميًا، ولا يعمد أرباب العمل إلى استخراج إذن عمل قانوني للعمال، من أجل التهرب الضريبي، وقد عرّض هذا الأمرُ كثيرًا من العمال السوريين للفصل دون أخذِ مرتباتهم”.

أوضح محمد فراس منصور، صحافي ومهتم بشؤون اللاجئين، لـ (جيرون): “تكمن المشكلة في أن هناك تفاوتًا بين حاجات العمل والفرص المتاحة، كما يوجد اختصاصات غير مسموح بمزاولتها -قانونًا- كالأطباء والمهندسين والمحامين، هؤلاء يضطرون إلى الدخول إلى سوق الأعمال المهنية والحرفية”، مؤكدًا أن “الاستثمارات السورية في إسطنبول أمّنت فرصَ عملٍ للسوريين، ولكن بأجور منخفضة، تراوح بين 1200 إلى 1400 ليرة تركية، علمًا أن متوسط أجرة البيت مستوفيًا الفواتير الضرورية 1500 ليرة تركية؛ ما دفع كثيرًا من النساء إلى العمل لمساعدة أزواجهن”.

أكد منصور “أن معاناة العمال السوريين ستستمر، بسبب غياب أي جهة قانونية أو نقابية تطالب بحقوقهم”،  موضحًا “أن نقل هذه الهموم والمشكلات إلى الجهات التركية المعنية، عبر منظمات أو تجمعات سورية، قد يُسهم قليلًا في ضبطها والتخفيف منها، مؤكدًا “أن تجنيس السوريين هو الحلّ الجذري لمثل هذه المشكلات، لأن الحاصلين على الجنسية يستطيعون المطالبة بحقوقهم الكاملة التي نصّ عليها القانون التركي”.

يتركّز الوجود السوري في إسطنبول في مناطق شعبية مثل (إسنيورت، زيتون بورنو، باغجلار وسلطان غازي)، وبعض مناطق إسطنبول الآسيوية، واستطاع السوريون بناء علاقات جيدة مع محيطهم التركي.

في هذا الجانب، قال همام القاضي، وهو ناشط سوري يقطن في مدينة إسطنبول لـ (جيرون): “لا يواجه اللاجئون السوريون المقيمون في مدينة إسطنبول مشكلةً في الاندماج، حيث إن معظمهم يتحدثون التركية، ويقيمون في مناطق شعبية؛ ما سهّل انسجامهم مع المجتمع البسيط والمنفتح على السوريين، وتنشط في هذه الأحياء بعض المنظمات الإغاثية التي تقدّم مساعدات، فيما استفاد قسمٌ آخر من كرت الهلال الأحمر الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي”.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون