البيان السابع لبرنامج الباحثين الزائرين الدوليين في مركز حرمون الشرعية المشبوهة لاستخدام الفسفور الأبيض في معركة الرقة
26 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017
تمكنت “قوات سورية الديمقراطية/ قسد”، المدعومة من قبل الولايات المتحدة، مؤخرًا من “تحرير” مدينة الرقة من تنظيم “الدولة الإسلامية/ داعش”. وبجميع الأحوال مع بدء استقرار المدينة، بات بالإمكان البدء في تقييم معاناة المدنيين، وحصر الإصابات الواقعة في صفوفهم، ورصد الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للمدنية.
على الرغم من الثمن الباهظ التي دفعته المدينة لقاء تخلّصها من (داعش) إلا أنّ المعلومات لا تزال قليلة حول نوعية الأسلحة المستخدمة في إحداث هذا الدمار البشري والمادي الهائل. ووفقًا لتقارير عديدة، استخدمت قوات التحالف الأميركية “الفسفور الأبيض”؛ وهو عامل كيميائي، يشتعل عند تعرّضه للأكسجين، ويحترق في حوالي 815 درجة مئوية.
يُستخدم “الفوسفور الأبيض” على نطاق واسع كدخان، لتحديد العلامات والمواقع المستهدفة، وكمادة حارقة وقاتلة. وهذا يطرح تساؤلات خطيرة بشأن حماية المدنيين؛ إذ لا ينبغي استخدام هذه الأسلحة داخل المناطق المدنية. وبغض النظر عن كيفية استخدامه، فإنّه يُشكّل تهديدًا كبيرًا، ويُؤدي إلى أخطار مروعة وطويلة الأمد.
أظهرت العديد من أشرطة الفيديو تسجيلاتٍ تُبين استخدام العامل الكيميائي في المقذوفات الأرضية والجوية. “الفسفور الأبيض” مميزٌ عندما يُستخدم كذخيرة انفجار في الهواء، فهو يسقط من السماء بصورة كتلِ جمرٍ محترقة مع سحب من دخان أبيض. وهناك أدلّة واضحة على استخدام (قسد) “الفوسفور الأبيض”، بصورة اعتيادية في أثناء معاركها، مع تزويدها من قِبل الولايات المتحدة بقذائف مدفعية من طراز “M825” 155ملم، وهي القذيفة الأكثر شيوعًا، المرتبطةُ باستخدام “الفوسفور الأبيض”. وليس هنالك أدلة على امتلاك أو استخدام هذا النوع من الأسلحة الأميركية من قبل تنظيم (داعش) أو قوات النظام السوري حتى الآن.
وعلى الرغم من رفض الولايات المتحدة التعليقَ، إلا أنّ التحالف الدولي يعترف باستخدام “الفسفور الأبيض” في الرقة، موضّحًا أنه “وفقًا لقانون النزاعات المسلحة، يُسمح باستخدام “الفسفور الأبيض” لعمليات التعتيم وتحديد العلامات والمواقع”. ومع ذلك، تشير أدلّة الفيديو والصور إلى أنّ استخدام الذخائر المتفجرة في الهواء ساهمت في انتشار “الفسفور الأبيض” في مساحات واسعة، استهدفت بصورة مباشرة مقار (داعش) ومباني المدينة.
إنّ التصنيف القانوني لـ “الفوسفور الأبيض” غير واضح. وبحسب المتحدث باسم “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية” (OPCW)، فإنّ “الفسفور الأبيض” غير مشمول بـ”اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية”، إلا إنْ كان “المقصود في استخدامه كسلاح على وجه التحديد؛ فإنّه محظور بالطبع. أيّ مواد كيميائية تُستخدم ضدّ البشر، وتُسبب الضرر أو الموت من خلال الخصائص السامة للمادة الكيميائية؛ تُعدّ أسلحة كيماوية”.
علاوًة على ذلك، وفقًا للبروتوكول الثالث من “اتفاقية الأمم المتحدة”، بشأن بعض أسلحة الهجوم التقليدية (CWC)، فإنّ أي استخدام لمواد حارقة عبر الهواء في المناطق المدنية، يُعدّ محظورًا. إنّ هذا البروتوكول لا يفرض سوى قيود ركيكة على استخدام أسلحة الأرض الحارقة. ولا ينطبق البروتوكول الثالث إلّا على الأسلحة “المصممة أساسًا” لإشعال الحرائق أو حرق الأهداف، وبالتالي يُسمح لبعض الدول بمواصلة استخدامها للذخائر متعددة الأغراض مثل “الفوسفور الأبيض” في ساحة المعركة. كما أنّ استخدام “الفسفور الأبيض” يخالف “القانون الإنساني الدولي” (IHL) الذي يُقيّد “استخدام وسائل وأساليب الحرب التي من شأنها أن تسبب ضررًا لا لزوم له، أو معاناةً لا داعي لها”. وجدت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” أنّ السُّمية والآثار الحارقة لـ”الفسفور الأبيض” تثير المخاوف، لأنّها تسبب إصابات ومعاناة تتجاوز ما هو ضروري لتحييد المقاتلين عن ساحة المعركة. ونتيجة لذلك، يمكن اعتبار “الفسفور الأبيض” سلاحًا كيماويًا، استخدامه محظور، بموجب “القانون الدولي لحقوق الإنسان”، في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية على حدّ سواء. والولايات المتحدة من الدول الموقِّعة على الاتفاقية “الأسلحة التقليدية المعينة” (CCCW)؛ بالتالي يقع عليها واجب الالتزام باتفاقيات القانون الإنساني الدولي (CIHL).
يدعو الخبراء في برنامج الباحثين الزائرين الدوليين في مركز حرمون (IVRPH) منظمةَ حظر الأسلحة الكيماوية إلى التحقيق في الاستخدام الهجومي لـ”الفسفور الأبيض”، وتحديد ما إذا كانت المادة الكيميائية استُخدمت بأهداف هجومية. إنّ الخلل القانوني المتعلق بتصنيف المادة الكيميائية يجعل من العواقب القانونية أكثر صعوبة. ولذلك، يدعو الخبراء في البرنامج (IVRPH) “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية” والدول الأعضاء فيها إلى إدراج “الفسفور الأبيض”، بموجب الاتفاقية، سلاحًا محظورًا، ويدعو الخبراء في البرنامج (IVRPH) إلى العمل على تقييد استخدامات هذه المادة السامة في القدرات الدفاعية والهجومية؛ من أجل تخفيف معاناة المدنيين التي لا داعي لها.
(نص البيان الأصلي باللغة الإنكليزية):
Seventh Statement of International Visiting Researchers Program at Harmoon Center (IVRPH)
The dubious legality of white phosphorous use in the battle of Raqqa
US-backed Syrian Democratic Forces (SDF) recently liberated the town of Raqqa from the so called Islamic State (ISIS). However, as the dust settles, it is possible to begin to assess the suffering of the civilian population, civilian casualties, and the destruction of civilian infrastructure.
While the appalling civilian cost of the battle has been widely covered, little has been reported about the weapons used to inflict such human and material destruction. According to numerous reports, white phosphorous was used by US coalition forces. White phosphorous (WP), a chemical agent, ignites when exposed to oxygen and burns at around 815°c, and is widely used as a smokescreen, for target marking, and as a lethal incendiary device. This poses serious questions about the protection of civilians, as such weapons should not be used within civilian areas. No matter how it is used, it poses significant risks of horrific and long-lasting dangers.
Numerous videos have emerged showing the use of both ground and air delivered projectiles containing the chemical agent. WP is distinctive when used as an air-burst munition, with burning embers of the chemical falling from the sky trailing white smoke. There is clear evidence that US backed forces routinely deploy the weapon on the battlefield with the US supplying the SDF with M825 155mm artillery projectiles, the projectile most commonly associated with WP use. Neither ISIS nor Syrian regime militias are known to possess or use this type of US made weapons system. Despite US refusal to comment, the US coalition admits using WP in Raqqa, declaring that “in accordance with the law of armed conflict, WP rounds are used for obscuring and marking.” However, video and photo evidence suggests that the use of air-burst munitions spread WP over a wider area, and directly target ISIS positions and civilian buildings.
The legal classification of WP is unclear. According a spokesman for the Organisation for the Prohibition of Chemical Weapons (OPCW), WP is not covered under the Chemical Weapon Convention (CWC), however if it is “specifically intended to be used as a weapon it is of course prohibited. Any chemicals used against humans causing harm or death through the toxic properties of the chemical are considered chemical weapons.” Moreover, while according to protocol III of the UN Convention on Certain Conventional Weapons attacks using air delivered incendiary devices in civilian areas are prohibited, the protocol provides weaker restrictions on ground delivered incendiary weapons. Protocol III applies only to weapons that are “primarily designed” to start fires or burn targets, and thus allows some states to continue their use of multipurpose munitions such as WP on the battlefield. The usage of WP also contravenes Customary International Humanitarian Law (CIHL), which restricts the “use of means and methods of warfare which are of a nature to cause superfluous injury or unnecessary suffering.” The International Committee of the Red Cross found that the toxic and incendiary effects of WP raise concerns as they cause injury and suffering beyond that necessary to put a combatant Hors de combat. As a result, WP can be considered a chemical weapon and its usage prohibited within CIHL in both international and non-international armed conflicts. The United States is a signatory to the Convention on Certain Conventional Weapons (CCCW) and is bound by CIHL.
The experts at the International Visiting Research Program at the Harmoon Centre for Contemporary Studies (IVRPH) call on the OPCW to investigate the offensive use of white phosphorus, and to define whether the chemical was used in an offensive capacity. The legal limbo regarding the classification of the chemical makes legal repercussions difficult. Therefore, the IVRPH further call the OPCW and its member states to include white phosphorus under its convention, and work to restrict its use in both defensive and offensive capacities in order to prevent unnecessary suffering of civilians.
برنامج الباحثين الزائرين الدوليين في مركز حرمون للدراسات المعاصرة
[sociallocker]
جيرون