الجامعات الخاصة في حلب لمن واسطته أكبر ولمن يدفع أكثر




زياد عدوان: المصدر

لم يعد الفساد في مدينة حلب يقتصر على دفع الرشاوى لموظفي حماية المستهلك ولا على بيع المواد الغذائية الفاسدة، فالفساد اجتاح المدينة حتى وصل إلى الجامعات الخاصة والتي أصبحت المحسوبيات والواسطات والرشوات بديلاً عن دراسة الطلاب، والأموال بديلاً عن الخبرات والتجارب المكتسبة من الدروس التطبيقية.

ونشر أحد إعلاميي النظام في مدينة حلب، “بدر جدعان”، رسالة تحمل في محتواها فضائح عن جامعات حلب الخاصة والتي أصبحت تبيع المقاعد الشاغرة للطلاب أصحاب الواسطات والمحسوبيات ودافعي الرشاوى على حساب الطلاب الحاصلين على معدلات عالية.

واختصت الرسالة مفاضلة الكليات الطبية التابعة للجامعات الخاصة في حلب، حيث تتم عمليات المتاجرة بمستقبل الطلاب، وفق التلاعب في ترتيب الطلاب المتقدمين للمفاضلة عند ملء الشواغر، وبحسب الرسالة فإن “حجز المقاعد الشاغرة للطلاب أصحاب الوساطات والمحسوبيات على حساب الطلاب الحاصلين على معدلات عالية” أصبح يتم عن طريق قيام تلك الجامعات بترك مقاعد شاغرة من أجل إعطائها للطلاب حسب الواسطة أو المبلغ الذي يُدفع.

وذكر مرسلو الرسالة ما حدث في جامعة قرطبة الخاصة والتي تقدم نحو 400 طالب لمفاضلة كلية طب الأسنان، فتم قبول 107 طلاب في المرحلة الأولى، بينما بقيت ستة مقاعد شاغرة بعدما رفضت إدارة الجامعة ملء الشواغر عن طريق تكافؤ الفرص من خلال المجموع الأقل، فأقل مجموع تم قبوله في الجامعة هو 210 وهو ما يكفل تكافؤ الفرص.

وقامت جامعة قرطبة بملء المقاعد الستة الشاغرة من خلال عمل السمسرة ودفع الرشاوى، متبعة مبدأ “مين يدفع أكثر”، وقد تم تسجيل الطلاب الستة الذين لم يحصلوا على معدلات عالية، بعد قيامهم بدفع مبالغ مالية كبيرة، ورفضت إدارة الجامعة قبول الطلاب الذين لم يدفعوا المبالغ المالية التي وضعتها جامعة قرطبة الخاصة لقبول الطلاب.

وعلّق العديد من رواد موقع التواصل الاجتماعي على نص الرسالة التي نشرها مراسل الفضائية التابعة للنظام، بدر جدعان، وقالت “هند”: “لسا عم يصير شي أكثر من هيك وإذا بتنفتح ملفات فساد الجامعات رح نكتشف شغلات أعظم، أين وزارة التعليم من المراقبة”، وكتب “رامي سلطان”: “في مبالغ عم تندفع عم تصل للمليون ونصف، انا في عندي صديقي قالولو انو ماطلعلوا وبعدا منعرف انو في ناس جمعوا اقل منو بكتير سجلو، اذا بدن يلعبوا بالمفاضلة ليش بالاساس يخلو طلاب علا اعصابها وتدخل علا مفاضله”.

وعلق “حمدي قواف” قائلاً: “عادي جدا انا بعرف واحد جدبه تخرج صيدلي من جامعة خاصة وموجود حاليا بسوريا وعندو صيدلية جدبه نعم جذبه”، فيما طالب عدد من المعلقين على الرسالة بضرورة العمل على متابعة الموضوع وذلك لحساسية الأمر.

وتتميز الجامعات الخاصة في مدينة حلب بانفرادها بالقرارات الخاصة بها دون التقيد بما يصدر عن وزارة التربية والتعليم في حكومة النظام، فمعظم الجامعات الخاصة في سوريا تتبع لشخصيات مقربة من النظام، ما يجعلها بعيدة عن المتابعة من قبل وزارة التربية والتعليم والتي تغض طرفها عن معظم التجاوزات الحاصلة في تلك الجامعات.




المصدر