‘هل تستبدل موسكو مكان مؤتمر حميميم؟.. صحيفة روسية: سوريا جديدة تولد في مدينة سوتشي’

31 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017
5 minutes
السورية نت – مراد الشامي

تعمل روسيا في وقت واحد على جانبين رئيسيين في الملف السوري، الأول يتركز حول عقد مؤتمر تصفه موسكو بـ”الشامل” لكل من المعارضة والنظام، يتضمن اتفاقاً حول دستور سوريا، والثاني مواصلة جهودها في إضعاف وفد المعارضة السورية لخفض سقف مطالبه خلال التفاوض مع النظام.

وتهدف روسيا إلى تزعم قيادة الجانب السياسي في الملف السوري، مستفيدة من تراجع نفوذ الولايات المتحدة سياسياً في سوريا، بشكل يضمن تطبيق مصالحها موسكو وأهدافها في سوريا، خصوصاً فيما يتعلق باختزال المعارضة في وفد يضم أشخاصاً قريبين من موسكو، ولديهم توجه أقل صرامة من “الهيئة العليا للمفاوضات” (التي تُشكل المظلة الأكبر للمعارضة السورية) حيال بقاء الأسد في السلطة.

وصرح مسؤولون روس خلال الأيام القليلة الماضية عن عزم موسكو عقد مؤتمر “ضخم”، يضم كلاً من المعارضة والنظام، وأُطلق عليه اسم “مؤتمر الشعوب”، وقال المسؤولون إن روسيا تنوي عقده في قاعدة حميميم الروسية العسكرية في اللاذقية غرب سوريا.

لكن صحيفة “برادفدا” الروسية، أشارت اليوم الثلاثاء، إلى أن موسكو تتجه لعقد المؤتمر في مدينة “سوشي”، وهو ما تحدث عنه أيضا رئيس الوفد الروسي في مباحثات أستانا، ألكسندر لافرنتييف.

“1300 مشارك”

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن لافرنتييف قوله إن موسكو ستغير “اسم المؤتمر الذي تُعد لعقده الشهر المقبل، ليصبح  مؤتمر الحوار الوطني، بدلاً من مؤتمر شعوب سوريا”، زاعماً أن التغيير جاء بعد “مشاورات مع زملائنا وشركائنا”. مشيراً أن المؤتمر قد يعقد في مدينة سوتشي الروسية، بعدما كان مقرراً في قاعدة حميميم “لاعتبارات ضمان أمن جميع المدعوين، بمن فيهم ممثلو المعارضة المسلحة”، وفق قوله.

وذكرت صحيفة “برافدا” أن مدينة “سوشي” ستستضيف المؤتمر الذي يُتوقع أن يشارك فيه نحو 1300 شخص، ممثلين عن نظام الأسد، والمعارضة السورية، بالإضافة إلى الأكراد، والتركمان، ورجال دين.

وكانت فكرة عقد مؤتمر واسع يضم المعارضة والنظام، قد ذكرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمة ألقاها في مؤتمر “فالداي” بمدينة “سوشي” الروسية.

ولفتت صحيفة “برافدا” إلى أن روسيا وضعت مسودة دستور جديد لسوريا في بداية 2017، مشيرةً أنه كان من المفترض مناقشة المسودة، إلا أنه لم يجري التحرك حيال هذا الأمر. واعتبرت الصحيفة أنه من مدينة “سوشي” سيتم “رسم سوريا الجديدة”، وفق تعبيرها، في إشارة منها إلى هدف روسيا في وضع دستور جديد لسوريا.

وتوقعت الصحيفة أن يتم الاتفاق على نص الدستور الجديد في نهاية العام 2017، مشيرةً أن روسيا عازمة على إنجاز هذا الملف.

واعتبرت “برافدا” أن العلاقات بين مصر والسعودية وروسيا أصبحت أفضل خلال الأشهر الماضي، وقالت إنه من المرجح أنه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك السعودي، العاهل سلمان بن عبد العزيز إلى الكرملين، أن الأطراف اتفقوا على مشاركة “مجموعات المعارضة المتعددة” في عملية الحل السياسي للملف السوري.

وكانت المعارضة السورية قد أوضحت بعد طرح روسيا لمشروع دستور جديد موقفها منه، ورفضت “الهيئة العليا” وممثلين عن فصائل المعارضة المشاركة في مباحثات أستانا النقاش فيه.

كما أعرب عرب معارضون في “الهيئة العليا” عن رفضهم المشاركة في “مؤتمر الشعوب” الذي دعا إليه بوتين، وقالوا إنهم لا يثقون في مؤتمر تقف ورائه روسيا حليفة الأسد.

وكان رياض نعسان آغا، المتحدث الرسمي باسم الهيئة قال في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” إن الهيئة غير مدعوة للمؤتمر، وأضاف: “نعتبره خارج سياق الحل السياسي الدولي، ومحاولة روسية لفرض مصالحات قسرية هدفها ترسيخ النظام وتأهيله لاستعادة حالة الاستبداد في سوريا”.

ومن جانبه قال فاتح حسون، عضو وفد المعارضة السورية إلى مباحثات أستانا، في حديث لوكالة “ريا نوفوستي” لا الهيئة العليا للمفاوضات، ولا الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، ولا مجموعات المعارضة المسلحة، تشارك في المؤتمر”، ووصفه بأنه “حوار داخلي بين مكونات نظام الحكم، وليس حوارا بين مكونات الشعب السوري”.

اقرأ أيضا: وفد الأسد يعرقل التقدم بملف المعتقلين في أستانا 7.. المعارضة وضعت شرطاً والنظام رفضه

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]