نفاد المستلزمات الطبية في الغوطة.. إبادة دون كيماوي

1 نوفمبر، 2017

ناشدَ الطبيب هاشم عبد الله من الغوطة الشرقية، المنظماتِ الدولية، والمنابر الإعلامية، إيصالَ صورة إنسانية حقة، عمّا يحصل في الغوطة، مؤكدًا أن الوضع الحالي في الغوطة يصعب توصيفه بالكلمات، وقال في هذا الصدد لـ (جيرون): “ما يحصل حاليًا في الغوطة هو إبادة جماعية.. الأدوية العلاجية نفدت، والأدوية المسكنة آيلة للنفاد. الوضع كارثي بكل معنى الكلمة”.

أضاف عبد الله: “نعلم أنّ لا أحد خارج الغوطة يستطيع أن يدرك مأسوية وضعها، فأطفال الغوطة وأهلهم وحدهم من يقاسي الوجع، مع كل صباح تبحث فيه الأمهات عن حليب لأطفالهن فلا يجدنه، لكنها محاولات لإيقاظ ضمير العالم، تخبو وتتجدّد مع صراخ أطفالها الجياع ومرضاها”.

وأشار إلى أن “لا أحد يشبع في الغوطة.. الأطفال لا يُتاح لهم تناول أكثر من وجبة خلال يومين (48 ساعة)، أما ميسورو الحال فيأكلون وجبة واحدة كل 24 ساعة، وكلّ الأطفال هم مشاريع أمراض مزمنة أو بتر؛ لأنهم كلّهم من دون استثناء خسروا عافيتهم، حتى إن بعض الأهالي يبحثون في القمامة عن بقايا طعام وعقاقير مسكنة”.

ناشطون من الغوطة أكدوا أن العديد من المراكز الطبية أعلنت نفاد مستلزماتها الأولية، من خيوط طبية وأدوية تخدير؛ ما يعني أن كل إصابة متوسطة أو خطِرة مصير صاحبها البتر أو الموت، وتحاول بعض المراكز الطبية إعادة تعقيم ما توفّر من مستلزمات طبية مستهلكة، واستعمالها مرة أخرى، على ما في هذه العملية من خطورة. في حين حذرت تقارير إعلامية من تحول مشهد المبتورين في الغوطة إلى مشهد طبيعي، و(حالة عامة).

في السياق ذاته، أكد عبد الله أن الكوادر الطبية تواجه يوميًا مواقف صعبة، جعلها هي الأخرى في حالة عدم توازن وإرباك نفسي، في ظل نقص المستلزمات الطبية الرئيسة. ولم تعد آليات استقبال الحالات الأكثر خطورة وإلحاحًا تجدي نفعًا، فلا الحالات البسيطة ولا الخطِرة لها حظ من العلاج، وقال في هذا الخصوص: “نفدت أدوية الأمراض المزمنة كليًا، وتوقف مركز السرطان الوحيد للأورام في الغوطة عن العمل، بعضُ المراكز ما تزال تعمل ضمن إمكانات محدودة جدًا، إمكانات (تخفيف الأعراض)، حيث لم يعد هناك فرصة للعلاج والتعافي، وإنما يحاول العاملون في هذه المراكز مساعدة المتألمين لبلوغ الموت برحمة، تقوم بعض الأجهزة الطبية بعمليات جراحية على نطاق ضيق جدًا، فالمواد المطلوبة في الجراحة من (سيرومات، خيوط الجراحة، ومواد عامة للتخدير)، شارفت على الانتهاء”.

دخلت أول أمس قافلة مساعدات للأمم المتحدة، غيرَ أن هذه القافلة لا تكفي أكثر من يوم واحد، وفقَ عبد الله، وأضاف في هذا الجانب: “هذه القافلة هي مجرد (بروباغاندا) من النظام، ليصور نفسه أمام العالم بأنه متعاون، وهي وصلت إلى ثلاث بلدات (سقبا، حمورية، كفر بطنا)، والهدف الرئيس من إدخالها، إيقاف الحملة الخاصة بالغوطة، إلا أن هذه الحملة لن تتوقف، حتى تُفتح المعابر ويُفك الحصار عن الغوطة، إذ ليس مطالب أهلها إدخال مساعدات، مطلبهم الأول والأخير هو فك الحصار والعيش بكرامة”.

من جانب آخر، قال الطبيب ياسر الشامي لـ (جيرون): “الوضع الطبي في الغوطة محسوم لصالح المرض والموت، بسبب نفاد كل المخازن، من الأدوية والمستهلكات، واستنفاد الأجهزة التي تحتاج إلى صيانة دورية، وبالتالي تعطّلها في ظل عدم توفّر هذه الصيانة”.

وأكد أن “عدد المرضى كبير جدًا، والإمدادات الطبية الأممية إلى الغوطة قليلة، تُرسل على مستوى مدن صغيرة”، لافتًا إلى “أن هذه المساعدات لا تحلّ المشكلة ولا تسكّنها، فالحل هو فتح المعابر، وإدخال المواد الغذائية والطبية، بشكل دوري”.

آلاء عوض
[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون