حزب الله واللعب بالنار في جنوب سوريا.. أنشطته قرب الحدود مع إسرائيل تُنذر بتصعيد كبير ضده

4 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2017

السورية نت – مراد الشامي

أمجد عساف – خاص السورية نت

زادت إسرائيل مؤخراً من وتيرة استهدافها لمواقع قوات نظام بشار الأسد لا سيما عند الحدود السورية مع الجولان المحتل، إما بسبب سقوط قذائف على جزء الهضبة الذي تحتله إسرائيل، أو لاستهداف قوافل أسلحة تابعة لميليشيا “حزب الله” المدعوم من إيران.

والمراقب عن قرب لتلك المنطقة الجغرافية، يستشعر الإجراءات الإسرائيلية لمنع مزيد من التمدد لـ”حزب الله” اللبناني بالقرب من الحدود، كزيادة حركة طيران الاستطلاع الإسرائيلي بشكل يومي، بالاضافة إلى وجود مراصد في جبل الشيخ وتل أبو الندى، فضلاً عن توجيه ضربات استباقية لعناصر الحزب.

وجود حزب الله على حدود الجولان

مع بداية العام 2015 اتسعت رقعة وجود “حزب الله” في منطقة مثلث الموت، وهي منطقة التقاء أرياف محافظات دمشق، ودرعا، والقنيطرة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى عدد قتلى الميليشيات التي تقاتل مع النظام آنذاك، والذي فاق الـ 500 قتيل، جراء المواجهات مع قوات المعارضة.

وبعد سيطرة “حزب الله” والميليشيات المساندة له على قرى وبلدات دير العدس، والهبارية، والدناجي، ودير ماكر، وسبسبة، وحمريت، وسلطانة، وتلول مرعي، والعروس، والسرجة، وقرين، أصبح الحزب يملك منطقة استراتيجية قد تمكنه من تهديد إسرائيل، حيث تبعد تلك المنطقة عن خط وقف إطلاق النار مسافة لا تتجاوز 10 كيلو مترات.

وينتشر “حزب الله” في بلدتي الدناجي، ودير ماكر، في ريف دمشق الغربي و يتخذ من تل الشحم مركزاً لإدارة عملياته، حيث يبلغ تعداد عناصره في تلك المنطقة حوالي 150 عنصراً بينهم قياديون، وفق ما قالته مصادر عسكرية في المعارضة السورية لـ”السورية نت”.

مؤخرا وخلال الأشهر الستة الماضية، عمدت دوائر النظام المتواجدة في القنيطرة، وريف دمشق إلى استصدار سندات تمليك لقادة الحزب في قرى دير ماكر والدناجي، حيث جلبوا عائلاتهم و جعلوا من القرية التي هجروا أهلها عام 2015 مكاناً يعيشون فيه مع عائلاتهم، ما يؤشر إلى نية الحزب في البقاء لأمد طويل بهذه المنطقة.

ويتواجد حزب الله أيضاً على شكل مجموعات مساعدة تسمى بـ”حزب الله السوري”، وهي جناح يتكون في غالبيته من السوريين الموالين للحزب الذي بزجهم في الصفوف الأولى لمعاركه، ويعتمد عليهم كعناصر مؤثرين في الحاضنة الشعبية في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام ، كما يستخدمهم الحزب كورقة غير مكشوفة لتنقلات قياداته في تلك المناطق خوفاً من ضربات إسرائيلية.

أطماع حزب الله على حدود الجولان

بعيداً عن دفاعه عن نظام الأسد، وزجه العديد من مقاتلي النخبة لديه في حربه ضد فصائل المعارضة السورية ، يعتقد مراقبون أن “حزب الله” يسعى في المناطق الخاضعة لسيطرته على حدود الجولان إلى تشكيل جيب للحزب في تلك المنطقة.

وهذا الأمر في حال نجاحه يكسبه تقدماً كبيراً في الجانب الأمني يقلق إسرائيل، ويشكل في مراحل لاحقة عامل ضغط كبير على حلفاء إسرائيل كالولايات المتحدة وبريطانيا لوقف دعم المعارضة السورية جنوب سوريا.

وما يسعى إليه “حزب الله” في الوقت الحالي يتمثل في السيطرة على تجمع بيت جن، وإذكاء البعد الطائفي بين المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من جهة، والمناطق التي تسيطر عليها ميليشيات درزية تتبع للنظام في شمالي القنيطرة من جهة ثانية.

و هذا ما يعمل عليه ذراع الحزب السوري من خلال إقناع مشايخ الطائفة الدرزية بأن فصائل المعارضة تريد احتلال قراهم وبلداتهم لتقضي عليهم، الأمر الذي نفته فصائل المعارضة، وأبدت استعدادها لحماية أهالي الطائفة الدرزية المدنيين في أكثر من مناسبة.

إسرائيل والرد الحاضر

ولا يبدو أن محاولات “حزب الله” التمدد في جنوب سوريا ليست ضمن ميزان الحسابات الأمنية الإسرائيلية، فغالبية تحركات وانتشار عناصر تلك الميليشيات محط أنظار الجيش الإسرائيلي، الذي لم يوفر أي فرصة لاستهداف قيادات “حزب الله” بشقيه اللبناني والسوري في ريفي دمشق والقنيطرة حتى و إن كان ذلك غير مصرح به.

ويسود اعتقاد لدى دوائر صنع القرار في إسرائيل أن تمدد “حزب الله” جنوباً يمثل خطاً أحمر لإسرائيل و يهدد أمنها، وهو ما تتخذه الأخيرة ذريعة لقصف مواقع النظام ونقاط تمركز الحزب، والتي كان آخرها استهداف عدد من مرابض المدفعية والهاون بالقرب من مدينة خان أرنبة مركز محافظة القنيطرة، حيث رجحت مصادر إسرائيلية حينها أن يكون هناك قتلى لـ”حزب الله” خلال تلك الضربة.

صراع النفوذ إلى أين؟

اختلاط أوراق المشهد السوري خصوصاً مع ما تشهده المنطقة من جهود إقليمية ودولية للحد من نفوذ الدور الإيراني، ووجود تفاهم دول يعلى ذلك بين (روسيا والولايات المتحدة، وإسرائيل، فمن المرجح أن المشهد الحالي لن يستمر طويلاً إذا ما استمر التنسيق الروسي الإسرائيلي عالي المستوى لمنع إيران وذراعها “حزب الله” من تهديد أمن إسرائيل، والذي تعتبره روسيا في سلم أولوياتها خلال المرحلة المقبلة، وذلك بحسب ما جاء على لسان سيرغي شويغو خلال زيارته مؤخراً إلى تل أبيب، وإجرائه محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتينياهو، والتي أبدى فيها شويغو استعداده لضمان أمن إسرائيل عبر حدودها الشمالية مع سوريا.

التلويح بالقوة أو استخدامها المحدود تارة واللعب بأوراق السياسة تارة أخرى، أحد الأساليب التي اتبعتها إسرائيل خلال سنوات الحرب الماضية في سوريا، إلا أن المرحلة المقبلة تحمل ترجيحات لاستهداف أكبر لإيران و”حزب الله” في سوريا.

اقرأ أيضا: هل ستشهد مناطق سيطرة الأكراد بسوريا صراعا عسكريا مع قوات الأسد؟

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]