واشنطن بوست: استقالة رئيس الوزراء اللبناني تثير مخاطر في الشرق الأوسط




استقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم السبت فى خطوة مفاجئة قلبت موازين علاقاته مع حركة القوية، وزادت من مخاطر الصراع في . وأعلن الحريري استقالته في المملكة العربية ، مشيراً إلى أن تأثير على الحكومة اللبنانية هو السبب وراء قراره بالتنحي، ممَّا يضع لبنان على خط الجبهة في صراع متصاعد على السلطة بين طهران والرياض.

وقال الحريري في خطاب بثه التلفزيون من الرياض إن حزب الله “خلق دولة داخل الدولة” في لبنان. واتهم إيران بزرع “الفتنة والدمار في أي مكان تستقر فيه”. “أريد أن أقول لإيران وأتباعها إنهم يخسرون في تدخلاتهم في شؤون الدول العربية”، وأضاف الحريري أن هذه الخطوة (تنحيه) تمثل بداية جهد أوسع تدعمه السعودية لمواجهة الوجود الإيراني في لبنان.

وكانت  الاستقالة إشارة إلى إنهاء التحالف الهش الذي كان يربط حكومة الحريري، وهو مسلم سني حليف قديم للمملكة العربية السعودية، بحزب الله الشيعي المدعوم من إيران. يذكر أن هذا التحالف كان قد ساعد لبنان على الابتعاد عن العنف في والمنطقة الأوسع، لكنه أثار مخاوف متزايدة بين خصوم إيران حول تزايد النفوذ الإيراني في البلاد.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل، التي هددت في الأشهر الأخيرة بشن حرب على حزب الله في لبنان، رحبت بقرار الحريري بأنه “دعوة للاستيقاظ من المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات ضد العدوان الإيراني”.

وفي إشارة أخرى إلى التوترات الإقليمية المتزايدة، أطلقت مليشيات الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن صاروخاً باتجاه الرياض بعد وقت قصير من الإعلان عن الاستقالة، في هجوم نادر على العاصمة السعودية. وأعلنت السلطات السعودية أن الصاروخ قد تم اعتراضه، لكن أجزاء منه سقطت بالقرب من مطار الملك خالد الدولي.

ولم تعلق ، التي تتخذ موقفاً أشد حزماً تجاه إيران في المنطقة، على الاستقالة، ولم يتضح بعد إن كانت إدارة ترامب متورطة في ما يبدو أنها  مبادرة سعودية لمواجهة إيران في لبنان.

واتهم مستشار لوزارة الخارجية الإيرانية، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية “فارس”، الرئيس ترامب مباشرة بتنسيق استقالة الحريري مع السعودية. وقال حسين شيخ مسلم: إن “الاستقالة خطط لها الأميركيون للتعويض عن خسائرهم، بعد أن تمت هزيمة  تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة”.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، بهرام قاسمي،  قيام الحريري بالإعلان عن استقالته فى دولة أجنبية بأنه أمر مثير للشفقة، وعارض مزاعم الحريري ضد إيران. وأضاف: أن “الاتهامات غير الحقيقية التي لا أساس لها من الصحة دليل على أن الاستقالة تهدف إلى خلق توترات فى لبنان والمنطقة”.

ويبدو أن هذه الاستقالة ستكون مفاجأة لمعظم اللبنانيين، بما في ذلك حزب الله، وفقاً لمسؤول مطلع على تفكير قادة حزب الله. كما أثارت مخاوف واسعة النطاق بشأن مخاطر الصراع في لبنان، الذي أصبح منارة للاستقرار في المنطقة طوال فترة الاضطرابات التي شهدتها في السنوات الأخيرة.

وألمح  الحريري إلى أنه يعتقد أن حياته في خطر، ووصف الأجواء  في لبنان بأنها مماثلة للمناخ الوطني في فترة اغتيال والده، رئيس الوزراء رفيق الحريري، في عام 2005 بعد استقالته من منصبه. وأضاف: “لقد شعرت بما يتم نسجه سراً لاستهداف حياتي”. وقال ثامر السبهان وزير شؤون الخليج (السعودي) في وقت لاحق، في مقابلة تلفزيونية، إن حراس الحريري تلقوا “معلومات مؤكدة” حول مؤامرة لقتله، لكن هذا الادعاء لا يمكن تأكيده بشكل قطعي.

وتبع اغتيال والد الحريري، الذي اتهمت تحقيقات الأمم المتحدة عناصر حزب الله بالقيام به، سنوات من التوتر في لبنان بين حزب الله والحلفاء المدعومين من الولايات المتحدة في الطائفتين السنية والمسيحية. وأدت سلسلة من التفجيرات إلى مقتل أكثر من 12 من حلفاء الحريري والسياسيين المسيحيين، وكان هناك تبادل إطلاق نار دوري بين الميليشيات المتنافسة. وتوجت التوترات باستيلاء حزب الله المسلح على شوارع بيروت الغربية في عام 2008؛ ممَّا عزز من التأثير السياسي لحزب الله على الدولة اللبنانية.

وقال الرئيس اللبنانى ميشال عون، وهو حليف لحزب الله، فى بيان مقتضب، إن الحريري أبلغه بالقرار الذي سيتم مناقشته عندما يعود رئيس الوزراء السابق إلى لبنان. عون، وهو حليف وثيق لحزب الله، انتخب رئيساً في تشرين الأول/أكتوبر 2016 بعد أكثر من عامين دون رئيس دولة. وقام بعد ذلك بتعيين الحريري في أواخر عام 2016، في حكومة وحدة وطنية تضم 30 عضواً بما ذلك حزب الله.

ليس واضحاً من سيخلف الحريري، ولكن في ظل الدستور اللبناني يجب أن يكون رئيس الوزراء مسلماً سنياً. وكان الحريري قد شغل منصب رئيس الوزراء في تشرين الثاني/نوفمبر 2009، لكنه خسر اللقب في مطلع عام 2011 عندما استقال أعضاء حزب الله في حكومته.

منذ اندلاع الحرب السورية في عام 2011، برز حزب الله كأحد أقوى القوى العسكرية والسياسية في ترسانة إيران في سعيها لزيادة نفوذها في المنطقة. وقد تم تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، وأرسل الآلاف من أعضائه إلى سوريا للقتال في صفوف جيش الرئيس السوري بشار الأسد، وساهم بعدد أقل من المقاتلين في القتال إلى جانب الحلفاء في العراق واليمن.

المصدر: واشنطن بوست
الرابط: https://www.washingtonpost.com/world/lebanese-prime-minister-suggests-he-fears-for-his-life-resigns

Share this: وسوم


المصدر