on
كاتب بريطاني: الإيرانيون والعراقيون يملؤون دمشق
بعد 50 عامًا على نشره كتابًا عن رحلةٍ قام بها إلى دمشق، وصف فيه عاداتها وتاريخها، وما شاهده فيها من أبنية وسكان، عاد الكاتب البريطاني كولين ثوبرون إليها من جديد، ليرى ما عصف بها من تغيرات، وما تركته الحرب فيها من آثار.
نقل موقع (BBC)، يوم أمس الإثنين، عن ثوبرون، قوله: “بدت لي المدينة أكبر مما أتذكره في ذلك الوقت”، ووصفها بأنها أصبحت “مدينة حرب”، وقال: “تقف الدبابات متاريس في جميع الشوارع وسط الأسلاك الشائكة الممتدة”، بينما رأى الفندق الذي أقام فيه سابقًا “خاليًا ومحترقًا”، وتلك المطاعم والمتاجر والفنادق التي عرفها، داخل المدينة القديمة، “مغلقة وخاوية”، ولكنها سالمة، وقد نجت بـ “أعجوبة من مصير الدمار الذي لحق بمدينة حلب”.
رأى ثوبرون بزيارته إلى دمشق القديمة والجامع الأموي وما يحيط به، كيف أصبح “الإيرانيون والعراقيون” يشغلون المكان، وكيف أن المسلحين يحرسون المزارات الدينية، حيث أصبحت المعالم “شيعية”، ونقل عن أحد الأهالي قوله: أصبح هؤلاء “في كل مكان”، يختالون بمسيرهم في الشوارع.
يصف الكاتب البريطاني دمشق بأنها مدينة “ملؤها الانفتاح والتسامح، لدى العالم الإسلامي”، وأضاف أن ربع سكانها ينتمون إلى “المسيحية والأقليات الأخرى، بما في ذلك الطائفة العلوية، التي تنتمي إليها الحكومة والجيش”، وسكان العاصمة يصمتون الآن، “على مضض عن نظام بشار الأسد”، ومرد ذلك “خوفهم من التشدد الإسلامي”. بحسب قوله.
أضاف ثوبرون أن مدفعية الأسد “تفتح نيرانها، مساء كل ليلة، مستهدفة ضواحي العاصمة”، ووصف منظر النيران الذي شاهده بأنه أشبه بـ “البرق”، لم ير في شوارع دمشق القديمة سياحًا، وكان الناس يتحدثون معه “بحذر شديد”، لم يعتده في زيارته السابقة، إذ كان الجميع حينذاك يدعونه إلى شرب الشاي أو القهوة، لكن هذا لم يحدث الآن، ونقل قلق الناس من “عدم انتهاء الحرب” قريبًا، ويشير إلى أن أكثر الأشياء المؤلمة التي رصدها هي “الحالة النفسية لدى الناس، إنهم فاقدون للأمل”.
ينقل الكاتب ما قاله (سفر إشعيا) -وهو أحد أسفار العهد القديم- إن “دمشق هي رأس سورية”، ويرى ثوبرون أنها ما زالت كذلك، لكنها “مختلفة”، حيث “يحيط بها التوتر، وتنتشر عند أبوابها ملصقات صور القتلى، كما تعلق بعض المتاجر صورًا لبشار الأسد، الذي تدعمه إيران”.
لفت الكاتب إلى اعتقاله من قبل أشخاص يلبسون زيًا مدنيًا، وذلك عند التقاطه “صورًا عشوائية للمدينة”، وعرف أنهم من الأمن، وقال إن “من يسيطر على سورية هم هذا الجهاز المخيف: المخابرات”، وأوضح لهم أنه حصل على تأشيرة دخول وموافقة أمنية عن طريق (وزارة الإعلام)، وأضاف: “اصطحبوني إلى مجمع شديد الحراسة في وسط المدينة، صعدنا درجًا صغيرًا يؤدي إلى ممرات رديئة، ثم إلى مكان ضعيف الإضاءة نتن الرائحة، لا أعرف ما هو”، وتابع: “وضعوني في زنزانة، لكنهم تركوا الباب الحديدي مفتوحًا، وكان المكان يحتوي على ملفات كثيرة، ويضم ثلاث صور مختلفة لبشار الأسد معلقة على الجدران”.
أشار إلى أن “أحد البلطجية يتحرك ذهابًا وإيابًا في ملابس سوداء”، يحرس الزنزانة، في حين كان “محققون مختلفون يأتون ويذهبون، ثم نقلوه إلى مكتب كبير فيه “ضابط”، وبعد تحقيق أخير معه؛ أطلقوا سراحه وأوصلوه إلى وزارة الإعلام، وبالتأكيد بررت له “مسؤولة لطيفة” أن الأمر “مجرد سوء تفاهم”.
حافظ قرقوط
المصدر
جيرون