البيان 16 :”الفيتو” الروسي الثاني خلال 24 ساعة، والفشل الرابع لتمديد عمل آلية التحقيق المشتركة

في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، اعترضت روسيا مرةً أخرى، على قرار مجلس الأمن تمديد ولاية “آلية التحقيق المشتركة-(JIM)”، وهي آلية مشتركة، بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)، تحقق في الهجمات الكيميائية في سورية. وقد أصدرت الآلية مؤخرًا تقريرًا يثبت -فعليًا- مسؤولية النظام السوري عن الهجوم الكيميائي، في بلدة “خان شيخون”، في نيسان/ أبريل الماضي.

جرى اقتراح قرارين جديدين، خلال هذا الاجتماع؛ إذ اقترحت الولايات المتحدة تمديد ولاية الآلية لسنة إضافية أخرى، مع فرض عقوبات على الأفراد المسؤولين عن الهجمات الكيميائية. في حين اقترحت موسكو التمديد لمدة 6 أشهر (مع إمكانية تمديد آخر لمدة 6 أشهر أُخرى)، مع تغيير ومراجعة فريق البعثة التابع إلى الآلية، وتجميد التقرير، الذي اتّهم الأسد بالمسؤولية عن هجوم “خان شيخون”.

على الرغم من أنّ القرار الأميركي كان المحبَّذ، إلّا أنّه لم يحصل سوى على أحد عشر صوتًا، غير أنّ كِلا القرارين لم يمُرَّا، بسبب اعتراض الأعضاء الدائمين عليهما، واستخدام حق النقض. وقد اتّهمت السفيرة الأميركية “نيكي هالي”، موسكو، لرفضها التمديد لعمل الآلية، بتدمير آلية التحقيق المشتركة، وإعطاء الضوء الأخضر للأسد لارتكاب المزيد من جرائم الحرب، باستخدام الهجمات الكيميائية.

من جانب آخر، اقترحت اليابان قرارًا جديدًا في إطار التوصل إلى حلّ توفيقي بعد الاجتماع؛ إذ تضمن قرارها مقترحًا بتمديد إضافي لعمل آلية التحقيق المشتركة مدة 30 يومًا، ودعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس” إلى تقديم مقترحات، خلال 20 يومًا، بشأن هيكلة ومنهجية عمل الآلية.

بعد مقترح اليابان، اجتمع مجلس الأمن في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري؛ لتستخدم روسيا صلاحيتها في حقّ النقض: “الفيتو”، مرة ثانية، خلال 24 ساعة. جدير بالذكر أنّ هذه هي المرة الحادية عشرة، التي يستخدم فيها الكرملين حق النقض في مجلس الأمن، منذ عام 2011 لمنع أي تدخل دولي في سورية، في محاولة منه لمواصلة حماية نظام الأسد. وعلاوة على ذلك، هذه هي المرة الرابعة التي يفشل فيها مجلس الأمن في تمديد ولاية “آلية التحقيق المشتركة”. ومع ذلك، حصل القرار الياباني على 12 صوتًا من أصل 15 صوتًا، ما يدلّ بوضوح على الموقف العام لأعضاء مجلس الأمن، بشأن الوضع في سورية. وأكّدت هالي وأعضاء آخرون من مجلس الأمن أنّهم سيستمرون في الكفاح، من أجل تحقيق العدالة للضحايا وضمان مساءلة المتورطين بارتكاب جرائم استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. ونتيجة لعدم قيام مجلس الأمن بإيجاد أرضية مشتركة؛ انتهت ولاية آلية التحقيق المشتركة رسميًا، في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 في منتصف الليل (بتوقيت نيويورك).

إنّ استخدام حق النقض هذا يُمثّل تحدّيًا كبيرًا للأمل في تحقيق العدالة في سورية؛ لأنّ مرتكبي هجوم خان شيخون لن يخضعوا بذلك للمساءلة؛ وهذا يُمَكِّن الأسد من الإفلات من العقاب، ويسمح له بمواصلة قتل شعبه باستخدام أسلحة محظورة وعشوائية. كانت الإدانة الدولية لعمل روسيا فورية. وحذّرت هالي من أنّ واشنطن يمكن أن تجري ضربات جوية أخرى، ضدّ منشآت النظام السوري، ما يزيد من خطر تصعيد الصراع. كما نددّت فرنسا بالشرخ الحاصل على صعيد مجلس الأمن، متّهمةً بذلك روسيا بالفشل في تعزيز السلام في سورية.

يدعو خبراء برنامج الباحثين الزائرين الدوليين في مركز حرمون (IVRPH) موسكو، بشدة، إلى التوقف عن الدفاع عن حليفها في سورية، في حين تشير جميع الأدلة إلى مسؤوليته عن الهجمات الكيميائية. وبذلك، تثبت روسيا فشلها مجددًا في الوفاء بالتزاماتها -بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن- بحماية الأمن والسلم الدوليين، بسبب استخدامها حق النقض. وعلاوةً على ذلك، يطالب البرنامج الدولي ألّا تتّخذ الولايات المتحدة خطوات من شأنها أن تفضي إلى تصعيد العنف، وأن تعطي الأولوية لحماية المدنيين، في أيّ عمل مستقبلي لها. وأخيرًا، يدعو البرنامج إلى إيجاد حلول مبتكرة لمحاسبة الجناة عن جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية المرتكبة في سورية، في ظلّ إخفاق مجلس الأمن في الوفاء بالتزاماته المتمثلة بحماية الأمن والسلم الدوليين.

(النص الأصلي باللغة الإنكليزية):

 

16th Statement of International Visiting Researchers Program at Harmoon Center (IVRPH)

Two Russian “Vetoes” in 24 hours and a fourth failure to renew the JIM

On the 16th November 2017, Russia again vetoed the Security Council (SC) resolution to renew the mandate of the Joint Investigative Mechanism (JIM), a joint United Nations and Organization Against the Prohibition of Chemical Weapons (OPCW) mechanism investigating chemical attacks in Syria. The JIM recently released a report scientifically demonstrating that the Syrian regime was responsible for the chemical attack in “Khan Sheikoun” last April.

During this meeting, two fresh resolutions were suggested. The US proposed the renewal of the JIM mandate for one year, and sanctions against the individuals responsible for chemical attacks. Across the aisle, Moscow suggested the renewal of the JIM mandate for 6 months (with the possibility of another 6-month renewal), a revision of the JIM mission, and a freeze on the report accusing Assad of being responsible of the “Khan Sheikoun” attack.

Despite the American resolution being favored, with eleven positive votes, both resolutions failed to pass as they were both vetoed by permanent members. Nikki Haley, the US ambassador, accused Moscow, by blocking JIM’s renewal of the mandate, of killing the JIM and giving a green light to Assad to commit further war crimes using chemical attacks.

After the meeting, in an attempt to find a compromise, Japan suggested a new resolution. The resolution requested an additional 30-day extension of the JIM, and called on the OPCW and the UN General Secretary Antonio Guterres to submit proposals regarding the structure and methodology of the JIM in within 20 days.

As a result of Japans intervention, the SC met on the 17th November 2017. However, Russia applied its veto power for the second time in 24 hours. This is the eleventh time that the Kremlin has deployed its veto power at the SC since 2011 to block international action in Syria and protect the Assad regime. Moreover, it is the fourth time that the SC has failed to renew the JIM mandate. Nevertheless, the Japanese resolution received 12 out of 15 positive votes, clearly demonstrating the overall opinion of the members of the SC on the situation in Syria. Haley and other SC members assured the victims of chemical weapons that they will continue to fight for justice for them and ensure accountability. As a result of the SC failing to find a common ground, the JIM expired on the 17th November 2017 midnight (New York time).

These vetoes are a major challenge to hopes for justice in Syria since the perpetrators of the “Khan Sheikhoun” attack will not be held accountable. This extends Assad’s impunity and allows him to continue killing his population using banned and indiscriminate weaponry. International condemnation of Russia’s action was instantaneous. Haley warned that in response, Washington could conduct further airstrikes against Syrian regime facilities further increasing the risk of escalation in the conflict. France further denounced the disunity of the SC and accused Russia of failing to promote peace in Syria.

The experts of the International Visiting Researchers Program at Harmoon (IVRPH) strongly call upon Moscow to stop defending his ally in Syria when all evidence points to his culpability in chemical attacks. By doing so, Russia fails to fulfil its SC permeant member mandate to maintain international peace and security and abuses its veto power. Moreover, the IVRPH requests that the US does not take steps to escalate the violence, and that the protection of civilians in any future action is given priority. Finally, the (IVRPH) calls on the international community to find creative solutions to hold the perpetrators accountable for war crimes and crimes against humanity committed in Syria since the SC seems impotent to do so.

برنامج الباحثين الزائرين الدوليين في مركز حرمون


المصدر
جيرون