تقرير: الرئيس الأمريكي سرب معلومات للروس عن عملية سرية لإسرائيل في سوريا



السورية نت - شادي السيد

كشف تقرير لمجلة أمريكية  تسريب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معلومات سرية إلى موسكو، ماتسبب بأضرار للعلاقة الأمنية الأمريكية مع إسرائيل.

موقع "تايمز أوف إسرائيل" أشار أن تقريرا لمجلة "فانيتي فاير" كشف كيف أن ترامب سرب تفاصيل مهمة سرية جريئة في شمال سوريا قام بها عميل موساد إسرائيلي ووحدة "سايريت ماتكال" الخاصة خلال لقاء في شهر مايو/ أيار مع مسؤولين روس، طاعنا بذلك سكين في نظام مشاركة المعلومات الاستخبارية الإسرائيلي الأمريكي.

عملية سرية

والتقرير الذي صدر في المجلة أمس الخميس، مبني على معلومات من مصادر غير مسماة وصفتهم المجلة بـ"خبراء في عمليات الإستخبارات الإسرائيلية"، يكشف تفاصيل جديدة حول العملية السرية الحساسة في قلب سوريا والأضرار الناتجة للعلاقة الأمنية بين الحلفاء بعد كشف الرئيس المعلومات السرية أثناء التباهي حول جودة تقاريره الاستخباراتية.

وقد صدرت تقارير حول العديد من تفاصيل العملية، التي تخص مصدر استخباراتي إسرائيلي كشف خطة لتنظيم "الدولة الإسلامية" لإستخدام حواسيب نقالة لتفجير طائرات.

ووفقا لتقرير "فانيتي فاير"، دخلت مروحيتي Sikorsky CH-53 على متنها كوماندوز إسرائيليون وعملاء موساد شمال سوريا، ضمن مهمة لزرع أجهزة تنصت للتجسس على خلية تابعة لـ"تنظيم الدولة" التي تبني طرق جديدة لتنفيذ هجمات تفجير.

وهبط الجنود والجواسيس وانتقلوا إلى هدفهم بواسطة مركبات، حيث أجرى الجنود دوريات بينما زرع عملاء الموساد الأجهزة. وبعدها سارع الجنود والعملاء للعودة إلى المروحيات للعودة إلى إسرائيل بدون اكتشافهم، بحسب التقرير.

وبعد بضعة أيام، ورد أن جنود استخبارات الإشارات من "وحدة 8200" في الجيش الإسرائيلي تمكنوا من الاستماع لعنصر من "تنظيم الدولة" يشرح طريقة صناعة واستخدام قنابل الحواسيب النقالة، التي اخترعها على ما يبدو خبير المتفجرات السعودي إبراهيم العسيري.

وبالرغم من تحذيرات مسؤولين أمريكيين بأن ترامب "يخضع لضغوطات" موسكو وقد يمرر معلومات حساسة للروس، شاركت إسرائيل المعلومات مع الإستخبارات الأمريكية، ما أدى إلى حظر مؤقت للحواسيب النقالة على متن طائرات من عدة دول في الشرق الأوسط.

ولم يذكر التقرير موقع تنفيذ العملية، ولكن ترامب، خلال سرده التفاصيل لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وسيرغي كيسلياك، السفير الروسي حينها إلى الولايات المتحدة، في لقاء في البيت الأبيض في 10 مايو/ أيار، كشف الموقع، ما عرض عملاء إسرائيل في الحقل للخطر.

"ترامب خاننا"

والمقلق أيضا لإسرائيل كان إمكانية تمرير الروس المعلومات لحلفائهم الإيرانيين ونظام الأسد، وأثار كشف ترامب للمعلومات غضب الإستخبارات الإسرائيلية، ما أدى إلى نداءات من قبل البعض لتقييد مشاركة الاستخبارات مع الولايات المتحدة.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع، بحسب المجلة إن "ترامب خاننا" مضيفا أننا "لا يمكننا الثقة به، إذا سنضطر أن نفعل ما هو ضروري لوحدنا إن كان ظهرنا للحائط مع إيران".

وأفادت تقارير سابقة أن عميل مخابرات إسرائيلي مزروع داخل "تنظيم الدولة" وفر المعلومات التي أدت في النهاية إلى حظر الحواسيب النقالة، وأن مشاركة ترامب للمعلومات عرضت حياته للخطر.

ومواجها الانتقادات حول تسريب المعلومات، اعترف ترامب أنه قدم المعلومات للروس، وأكد في تغريدة أن لديه الحق بالقيام بذلك. ولم يتمكن تأكيد مصدر المعلومات حينها، ولكن بالرغم من إشارة التقارير الإعلامية في البداية إلى الأردن، تحولت التكهنات بسرعة إلى إسرائيل كالمصدر.

وبدا أن الرئيس الأمريكي أكد عن طريق الخطأ بأن عملاء إسرائيليين هم مصدر المعلومات الاستخباراتية عندما أصدر ملاحظة مرتجلة أمام صحفيين خلال زيارته إلى إسرائيل في نهاية شهر مايو/ أيار: بينما توجه للقاء برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال ترامب أنه "لم يذكر كلمة إسرائيل أبدا" خلال محادثته مع وزير الخارجية الروسي.

اقرأ أيضا: وسط تأكيدها على رفض "سوتشي".. المعارضة السورية تتفق على إرسال وفد موحد إلى جنيف




المصدر