فريق (نور لكسر الحصار) يعلّق أعماله في الغوطة
25 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2017
ما زال نظام الأسد، ومعه روسيا والميليشيات المتحالفة معهما، يستبيحون كلّ شيء في الغوطة الشرقية، إضافة إلى الحصار الخانق الذي بدأ منذ أيلول/ سبتمبر 2013، فضلًا عن القصف الهمجي الذي لا يستثني شيئًا، حيث استهدف القصف، أكثر من أربع مرات، مبنى المجلس المحلي في مدينة دوما، وكذلك مستودعات الأغذية التي وصلت مؤخرًا من الأمم المتحدة إلى المحاصرين.
استهدف القصف أيضًا الكثير من المراكز ذات النشاط الإنساني الصرف، وكان آخرها قصف مقر (فريق نور لكسر الحصار)، في بلدة كفر بطنا بالغوطة الشرقية، ذلك البناء المكون من ثلاث طبقات، تم تدميره بنسب كبيرة، وأنهى العدوانُ كل ما كان يقدّمه المركز من نشاطات تعليمية وترفيهية وإنسانية للأطفال. هذا العمل الحاقد والجبان الذي يطال البشر أيضًا، في كل مكان من سورية، يحاول هذه المرة الانقضاض على كل معالم الحياة الإنسانية، وصولًا إلى حالة من التسليم ببقائه وسطوته واستبداده، وهو ما يؤكد أهل الغوطة استحالته.
حول حادثة قصف مبنى (نور لكسر الحصار)، وما تبقى من أعمال الفريق، قالت أسوان نهار المُشرفة والداعمة للفريق، لـ (جيرون): “منذ بداية القصف العشوائي والمتكرر، قرر القائمون على الفريق تعليقَ أعماله، ريثما يهدأ القصف، بما فيها فاعليات الأطفال والكبار، وكانت النتيجة هي عدم وجود خسائر بشرية يومَ الضربة التي استهدفت البناء، لكن الأضرار من الناحية العمرانية كبيرة جدًا، حيث هُدم السقف وبعض الجدران؛ ما تسبّب في تلف المواد داخل المركز، من أجهزة الحاسوب وأساسيات أخرى. علمًا أن هذا الاستهداف هو الثاني، خلال الأشهر القليلة الماضية”.
عن الاستهداف وطبيعته، قالت أسوان: “لا أعتقد أن الاستهداف مقصود؛ لأن القصف كان جنونيًا وعشوائيًا، في الأيام السابقة والحالية، وطال جميع البلدات والحارات والأبنية المأهولة بالسكان”.
من جهةٍ أخرى، لفتت أسوان إلى أن “أعمال الفريق كانت كبيرة جدًا، قياسًا إلى الدعم المادي القليل، ومن تلك النشاطات، روضة (فريق نور) التي تتكوّن من ثلاث شعب، وتضم أكثر من 120 طفلًا، ودورات الإسعافات الأولية واللغة الإنكليزية وتعليم مبادئ الحاسوب للشباب والسيدات، إضافةً إلى الدورات التعليمية لطلاب المرحلة الإعدادية والثانوية، كاللغات الفرنسية والإنكليزية والفيزياء والكيمياء والرياضيات، إضافة إلى الفريق الرياضي للفتيان، وأنواع أخرى من الرياضة للفتيات، والدعم الاجتماعي لكافة الفئات، والحملات المتنوعة كالفحص الطبي الدوري، وكسوة الشتاء”.
أضافت: “يعيش أهالي الغوطة، في هذه الأيام، أوضاعًا مأسويةً في الملاجئ، مع انعدامٍ تام لأدنى متطلبات الحياة، وارتفاع حاد في الأسعار، واختفاء للسلع الأساسية، فضلًا عن توقف التعليم مع اشتداد القصف على المدارس”. لكنها في الوقت نفسه أكدت تصميمها على استمرارية العمل الإنساني: “سيستمر الفريق بالعمل من دون توقف، وسنعيد بناء المركز من جديد، لمساعدة الأطفال والكبار، والتخفيف من حدّة مآسيهم”.
أحمد مظهر سعدو
[sociallocker]
جيرون