يتحرك في الظلام خوفاً من ضربه.. حزب الله يعزز وجوده بمنطقة استراتيجية جنوب سوريا

26 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2017
4 minutes
السورية نت – مراد الشامي

في الوقت الذي تُكثف فيه الدول الفاعلة بالملف السوري تحركاتها محاولةً التوصل إلى حل للملف السوري، يتضمن في أحد أجزائه وضع المقاتلين الأجانب في سوريا وضرورة انسحابهم من الأراضي السورية، لا يبدو أن ميليشيا “حزب الله” اللبناني المدعومة من إيران تأبه بذلك خصوصاً في الجنوب السوري.

وتحشد الميليشيا مزيداً من مقاتليها في جنوب محافظة درعا جنوب سوريا، وتحديداً في ريفها الشمالي الغربي، حيث يقع تل الحارة الاستراتيجي أعلى القمم هناك.

الأيام القليلة الماضية شهدت استقداماً واسعاً لمزيد من مقاتلي الميليشيا اللبنانية،  التي جلبت تعزيزات عسكرية من عناصر النخبة لديها إلى كتيبة المدفعية في بلدة جدية، والتي تبعد حوالي 8 كيلو مترات عن تل الحارة باتجاه الشرق، وهو ما يشير – بحسب قياديين في المعارضة جنوب سوريا – إلى احتمال قيام تلك الميليشيا بمساعدة قوات نظام بشار الأسد بشن عملية عسكرية وشيكة في تلك المنطقة.

وفي تصريح خاص لـ”السورية نت”، قال قائد عسكري في “جيش الأبابيل” أحد أبرز الفصائل في تلك المنطقة – رفض الكشف عن اسمه – أن “ميليشيا حزب الله بدأت منذ 18 الشهر الجاري استقدام تعزيزات عسكرية لكتيبة المدفعية في جدية، وتشمل تلك التعزيزات عناصر بشرية من قوات النخبة بالإضافة لآليات عسكرية متنوعة، في حين تستقدم تلك التعزيزات ليلاً خوفاً من استهدافها”.

وأضاف القيادي العسكري أن “قوات النظام تعمل منذ قرابة الأسبوع على إنشاء ساتر ترابي غربي خربة الكوم، والتي تبعد مسافة 2 كم عن كتيبة المدفعية في جدية”، مشيراً أن ذلك الساتر يُعد من السواتر الهجومية التي عمد النظام إلى إنشائها مؤخراً في حال نيته شن أي عمل عسكري باتجاه منطقة ما جنوب سوريا.

وأكد القائد ذاته أن هنالك تأهباً لدى فصائل الجيش السوري الحر الموجودة في تلك المنطقة، لمواجهة أي طارئ، وقال إن “تحركات ميليشيا حزب الله وقوات النظام داخل كتيبة المدفعية في جدية وعموم تلك المنطقة، هي تحت المراقبة الشديدة، وأن جميع التشكيلات العسكرية لا تأمن جانب النظام على الرغم من اتفاق التهدئة الثلاثي الذي تم توقيعه في العاصمة الأردنية عمان بين (الولايات المتحدة، وروسيا والأردن ) والذي يقضي بتجميد جبهات القتال بين فصائل المعارضة، وقوات النظام جنوب سوريا”.

تحركات ميليشيا “حزب الله” بالقرب من تل الحارة الاستراتيجي، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 1200 متر عن سطح البحر، ويشرف على ريفي درعا والقنيطرة، تنذر بقرب عمل عسكري وشيك قد تكون تلك الميليشيات رأس حربة فيه.

وفي مطلع العام 2015 سيطرت الميليشيات الموالية للنظام وبينها “حزب الله” على قرى وتلال عديدة في منطقة مثلث الموت، (منطقة التقاء أرياف محافظات ريف دمشق، ودرعا، والقنيطرة)، وكان الهدف المعلن لتلك العملية العسكرية حينها هو الوصول لتل الحارة ذو الأهمية البالغة، لكن تلك الميليشيات توقفت بعد تكبيدها أكثر من 500 قتيل آنذاك.

على الرغم من تلك التحركات و التعزيزات إلا أن عسكريين في المعارضة السورية جنوب البلاد، يعتقدون أن “هنالك خطوط حمر دولية تم وضعها لقوات النظام، وميليشيا حزب الله، ولن يسمح لهم بتخطي تلك الخطوط، خصوصاً أن السيطرة على مواقع حساسة كتل الحارة يعني اقتراب خطر تلك الميليشيات باتجاه الأردن وإسرائيل، وهو ما سيجعل قوات النظام والميليشيات المساندة لها عرضة للاستهداف إذا قررت مزيداً من التوغل في الجنوب السوري”.

اقرأ أيضا: الدستور والانتخابات ملفان رئيسيان في الجولة المقبلة من جنيف.. دي ميستورا: المعارضة ستشارك دون شروط

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]