جنيف في استراحة والنظام يراهن على تنازلات المعارضة
2 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2017
تتوقف مفاوضات جنيف السوري، اليوم السبت، مدة ثلاثة أيام، حيث تستأنف الثلاثاء، في وقتٍ لم يجزم فيه النظام بحضوره المرحلة المقبلة؛ بعد أن أبدى امتعاضه من تمسك المعارضة السورية ببيان (الرياض 2)، ومن تجاوز المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لصلاحياته، وفق ما قال رئيس وفد النظام بشار الجعفري، أمس الجمعة.
قال دي ميستورا إنه وزع “وثيقة المبادئ الأساسية” على وفدَي النظام والمعارضة، ووصفها بأنها “قابلة للنقاش والتطوير والتحديث، وتهدف إلى إيجاد القواسم المشتركة بين الطرفين”، وذلك في بيان صادر عن مكتبه، أمس الجمعة.
وفق البيان، فإن ورقة المبادئ “منسجمة، وتعكس العديد من المبادئ المتعلقة بمستقبل سورية، الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، ويمكنها أن تساعد في مشاورات موازية، حول السلال الأربعة لمفاوضات حل الأزمة السورية: (الحكم الانتقالي، الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب) التي تبقى على جدول أعمال المشاورات”.
من جهته، قال رئيس وفد النظام بشار الجعفري، أمس الجمعة في تصريحات صحفية: “بالنسبة إلينا -كوفد حكومي- فقد انتهت جولة المحادثات، وسنغادر جنيف غدًا (اليوم السبت).. أما دي ميستورا -بصفته مبعوثًا أمميًا- فهو يعلن ما يريد”. وأضاف: “ما دام الطرف الآخر يلتزم بخطاب (الرياض 2)؛ فلن يكون هناك أي تقدم، وهم يؤسسون العوائق بشكل طبيعي.. نحن لا يمكن أن ننخرط في نقاش جدي في جنيف، طالما أن بيان الرياض لم يُسحب من التداول”، وفق وكالة (رويترز).
زعم الجعفري أيضًا أن “الإشكالية في هذه الجولة أنها لُغّمت قبل حدوثها من قِبل جماعة الرياض، في بيان (الرياض 2).. فاللغة التي كتب بها البيان سنراها نحن كحكومة سورية -وكذلك العديد من العواصم- خطوة إلى الوراء، بدلًا من أن تكون تقدمًا إلى الأمام؛ لأنها تطرح شروطًا مسبقة”.
كما عدّ الجعفري أن “لغة بيان الرياض كانت مستفزة وغير مسؤولة، من الناحية السياسية، ولا تناسب تطلعات الشعب السوري فيما يتعلق بهذه المحادثات، وما دام الطرف الآخر يلتزم بخطاب (الرياض 2)؛ فلن يكون هناك أي تقدم”.
مصدر معارض قال لـ (جيرون): إن “الجعفري أثبت بكلامه للعالم أجمع أن نظامه غير قابل للنقاش حول أيٍّ من القضايا الجوهرية المتعلقة بمستقبل سورية”، مؤكدًا أن “وفد المعارضة يبدي من الجدية في التفاوض ما يكفي ليعكس للشعب السوري أنه، دون سواه، يريد إنهاء مأساة الشعب السوري، والدخول في مرحلة من الأمن والسلام”.
أضاف المصدر أن “الورقة التي قدمتها المعارضة السورية للمبعوث الأممي إلى سورية، حول المبادئ الـ 12، تعكس بشكل طبيعي المرونة السياسية والديمقراطية لدى المعارضة، من حيث حماية الأقليات والتركيز على حقوقهم، ومن حيث تأكيدها على سيادة الشعب السوري وقراره.. هذا ما لم نجده عند النظام الذي بات يتهرب من المفاوضات، على نحو مكشوف”.
أشار المصدر إلى أن “ما أراده النظام من تصريحات الجعفري هو إعادة العجلة من جديد، إلى ملعب المعارضة، كي تُقدم تنازلات حيال تصوراتها عن مستقبل سورية، ويُعول النظام على أن يقوم مكتب دي ميستورا، ودول أخرى، بالضغط على المعارضة، كي يقبل النظام العودة إلى الطاولة، يوم الثلاثاء المقبل”.
على صعيد آخر، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “الدولَ غير المدعوة من الحكومة السورية” بـ “مغادرة البلاد”، وأضاف أمس الجمعة: “الآن، يقول الأميركيون إنهم يريدون البقاء بضع سنوات في سورية، لمنع الإرهابيين من العودة، ونحن نعتقد أن جميع الدول غير المدعوة، من قبل حكومة دمشق أو قرار من الأمم المتحدة، يجب أن تغادر”.
اعتبر لافروف أن بلاده لا تسمح “لسورية بأن تقع في أيدي الآخرين، ونحن توجهنا إلى سورية، بناءً على طلب من الحكومة الشرعية في دمشق”، مشيرًا إلى أن روسيا تساعد “الجيش السوري، وأعتقد أننا حققنا نتائج كبيرة اليوم، حيث هزم تنظيم (داعش)، وأعتقد أننا يجب أن نركز على مساعدة أولئك الذين يحاربون الإرهابيين في سورية”. (ص.ف).
جيرون
[sociallocker]
جيرون