‘الغارديان: نقل السفارة الأميركية إلى القدس مثير للجدل’

8 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2017
6 minutes

[ad_1]

تحدثت الرياض عن تهديدات الولايات المتحدة لنقل مقرها الدبلوماسي من تل أبيب، ولكن هل سيصغي الرئيس؟

محمد بن سلمان مع دونالد ترامب في واشنطن، في وقت سابق هذا العام. تصوير: مارك ويلسون/ صور جيتي

من بين جميع قضايا الصراع الدائم بين (إسرائيل) والفلسطينيين، تظل قضية القدس الأكثر حساسية. حيث كانت المدينة المقدسة محور مساعي صنع السلام على مدى عقود. وإنَّ مقاربة دونالد ترامب لها تُهدّد بتحطيم إجماعٍ دولي طويل الأمد، بطريقةٍ تدميرية وخطيرة.

أخفقت إلى الآن التحذيرات الموجهة إلى واشنطن، من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، في توضيح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعترف، على نحو أحادي، بالقدس عاصمة لـ (إسرائيل) و/ أو تُنفذ الوعد المثير للخلاف الذي أطلقه ترامب في حملته، بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب. إنَّ الضغط من أجل منع القيام بذلك متصاعدٌ وواسع النطاق، والمخاطر كبيرة.

تصفُ (إسرائيل) بشكلٍ روتيني المدينةَ، بأماكنها المقدّسة اليهودية، والإسلامية، والمسيحية، باعتبارها عاصمتها “الموحدة والأبدية”. ولكنَّ تاريخها يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصورة الأكبر للصراع. قبل سبعين عامًا، مع النهاية العنيفة للحكم البريطاني، عندما صوّتتْ الأمم المتحدة على تقسيم فلسطين إلى دولتين: يهودية وعربية، عُرفَّت القدس على أنَّها كيانٌ منفصلٌ تحت إشرافٍ دولي.

تبيّن الحقائق الصلبة على الأرض خلاف ذلك، ففي حرب 1948 قُسمَّتْ -مثل برلين في الحرب الباردة- إلى قطاعين: غربي تحت السيطرة الإسرائيلية، وشرقي تحت السيطرة الأردنية، وبعد تسعة عشر عامًا، في حزيران/ يونيو 1967، استولتْ (إسرائيل) على القسم الشرقي، ووسّعتْ حدود المدينة وضمتها، وهو إجراءٌ لم يلاقِ قط اعترافًا دوليًا؛ ذلك أن الاعتراف يرتبط بمسائل أكبر، تتعلق بالأرض والسلام، وهو يتعارض مع المطالب الفلسطينية بأنْ تكون القدس الشرقية عاصمةً لدولةٍ فلسطينية مستقلة، في المستقبل.

إنّ وجهة النظر الدولية التي لا لبسَ فيها، وقد وافقت عليها جميع الإدارات الأميركية السابقة، هي أنَّ وضع المدينة يجب أنْ يُعالجَ في المفاوضات.

تولّدُ القومية والدين والأمن قضيةً مشحونةً بشكلٍ عاطفي. يعيش اليهود والعرب في القدس (حوالي 37 في المئة من المجموع) منفصلين إلى حدٍّ بعيد، بطرق حياةٍ متميّزة، كما تميّز ميزانيات البلديات ضد الفلسطينيين الذين يمكن إبطال تصاريح إقامتهم، ويقطع الجدار الفاصل بعض المناطق الفلسطينية عن بقية المدينة، إلى درجة أنْ أصبحت الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية جيوبًا محاطةً بأحياء اليهود التي أُنشأتْ بعد عام 1967، من دون اتصالٍ يُذكر مع بعضها البعض.

ما يزال جبل الهيكل/ الحرم الشريف، المتاخم للحائط الغربي، نقطةَ تفجرٍ كبيرة. في تموز/ يوليو، اندلعت احتجاجات واسعة النطاق؛ بعد أنْ قتل مسلحون عرب إسرائيليون شرطيين إسرائيليين، حيث قامت السلطات الإسرائيلية بتركيب أجهزة الكشف عن المعادن، بطريقةٍ تُفسَر على أنَّها انتهاكٌ للوضع الراهن. غالبًا ما تبدأ سيناريوهات الجحيم/ الكارثة بالتصعيد، من القدس.

حذَّر صائب عريقات، المفاوض المحنّك في منظمة التحرير الفلسطينية، من أنَّ التغيير في الموقف الأميركي سيعني أنّه “يستثني نفسه عن القيام بأيّ دورٍ في أيّ مبادرةٍ لتحقيق سلامٍ عادل ودائم”. وسلّط العاهل الأردني: الملك عبد الله، الضوء على خطورة أنْ “يستغل الإرهابيون هذه الخطوة من أجل الغضب، والإحباط، واليأس من أجل نشر أيديولوجياتهم”، بينما هددّت الحركة الإسلامية: (حماس) بانتفاضةٍ جديدة.

من الناحية النظرية، يمكن لترامب أنْ يعترف بالقدس عاصمةً لكلٍّ من (إسرائيل)، وفلسطين، ومن شأن ذلك أنْ يؤكّد على التزام الولايات المتحدة بحلِّ الدولتين. وهو أمرٌّ مشكوكٌ فيه منذ تنصيبه في كانون الثاني/ يناير، ولكنّه يبدو من المستبعد جدًا في ضوء تكثيف الحديث عن عناصر “صفقة القرن” لترامب لحلِّ الصراع.

لم يتم الإعلان عن أيّ شيءٍ رسميًا، لكنَّ التسريبات تشير إلى دورٍ رئيسٍ للمملكة العربية السعودية التي يُقال إنَّها تضغط على الرئيس الفلسطيني: محمود عباس، لقبول خطةِ سلامٍ تشمل السيطرة الفلسطينية على جيوبٍ مفصولة في الضفة الغربية –تتخللها مستوطنات غير شرعية إسرائيلية- مع ضاحية (أبو ديس) في القدس الشرقية، خارج الجدار الفاصل، كعاصمة، ويقال إنَّ صهر ترامب: جاريد كوشنر، رتب هذا مع وليَّ العهد السعودي: محمد بن سلمان.

يبدو أنَّ ترامب قد ربط علاقته مع “بن سلمان” على أنّه ملتزم بالإصلاح الداخلي، والمواجهة مع إيران، وضمان السلام الإسرائيلي-الفلسطيني. وإذا كانت واشنطن مهتمةً بوجهة نظر الرياض، فإنَّ البيان العام السعودي الذي أُعلن، يوم الثلاثاء 5 كانون الأول/ ديسمبر، والذي يعارض اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمةً لـ (إسرائيل)، قد يساعد على منع هذا التحرك الاستفزازي الذي لا داعي له، على الأقل في الوقت الراهن.

اسم المقالة الأصلي
Why would moving the US embassy to Jerusalem be so contentious?

الكاتب
إيان بلاك، Ian Black

مكان النشر وتاريخه
الغارديان، The guardian، 5/12

رابط المقالة
https://www.theguardian.com/us-news/2017/dec/05/jerusalem-embassy-move-can-the-saudis-stay-trumps-hand

عدد الكلمات
657

ترجمة
أحمد عيشة

أحمد عيشة
[ad_1] [ad_2] [sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون