‘فرنسا: لا بديل عن المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة ونظام الأسد سبب فشل المفاوضات’
15 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2017
أيدت فرنسا بقوة، اليوم الجمعة، المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف حول سوريا، وقالت إن مسؤولية فشل المفاوضات منذ نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني تقع بالكامل على عاتق وفد نظام بشار الأسد.
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ألكسندر جورجيني للصحفيين في إفادة صحفية يومية: “لا يوجد بديل عن حل سياسي يتم التوصل له من خلال التفاوض وباتفاق الطرفين وتحت رعاية الأمم المتحدة”. وكرر دعم باريس لدي ميستورا.
وندد المسؤول الفرنسي بأسلوب نظام الأسد الذي رفض المشاركة في المحادثات، وقال إن النظام “مسؤول عن عدم تحقق تقدم في المفاوضات”.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، قال أمس الخميس، إن جولة “من محادثات السلام السورية انتهت الخميس كانت فرصة ضائعة، لكن ربما تجرى جولة جديدة من المفاوضات في يناير/ كانون الثاني (المقبل) إذا أمكن التوصل لأفكار لتشجيع حكومة الأسد على التحاور”.
رفضٌ للمفاوضات
ومنذ بدء المفاوضات في جنيف عام 2012 تعنت نظام الأسد ورفض الشروع في مفاوضات جادة مع المعارضة، وهو ما أدى إلى دخول مسار مفاوضات جنيف في نفق مظلم.
وساهم التدخل العسكري الروسي في سوريا، وعدم ممارسة الولايات المتحدة جهوداً كافية لدفع هذا المسار إلى عدم حصول التقدم الذي ينشده السوريون في المفاوضات.
وخلال خمس مراحل من المفاوضات جرت على مدار هذا العام، ركز وفد النظام على موضوع الإرهاب، الذي أضافه على أجندة المباحثات حيث لم تكون مدرجة في القرار الأممي 2254.
وساهم الزج بمنصتي موسكو والقاهرة المقربة من مصر وروسيا، والتي تفتقد للقاعدة في المعارضة في مسار جنيف إلى تقوية ما يذهب النظام إليه، بزعمه أنه لا يجد طرف واحداً يفاوضه، ويدافع عن هذه الفكرة في كل اجتماع.
ولنزع هذه الحجة من يد النظام، عكفت المعارضة السورية على توحيد وفدها بالتفاوض مع منصتي القاهرة وموسكو في الرياض، وتشكيل وفد موحد معهما قبيل جنيف 8، ليأتوا إلى المفاوضات سوية.
مواصلة الهجمات العسكرية
وعلى الرغم من جهد المعارضة، فإن جنيف 8 التي استمرت 3 أسابيع على جولتين، بدءا من 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وانتهت أمس، لم تشهد خوض النظام للمفاوضات بشكل جدي.
كما أن النظام عمل على إعاقة عمل الأمم المتحدة، بإبقاء الوفود المتواجدة في جنيف، من بعثات أجنبية وأممية، لمدة خمسة أيام، دون الحضور والمشاركة في المفاوضات، خلال فترة ما بين جولتي جنيف 8.
واتهم رئيس وفد المعارضة نصر الحريري في مؤتمر صحفي أمس النظام بمواصلة هجماته على الغوطة الشرقية أثناء المفاوضات، في سعي لتخريب مسار جنيف، وهو ما يعني عدم الحاجة لجولة جديدة من المفاوضات، نظرا لسلوك وفد النظام.
وإزاء ممارسات وفد النظام وسلوكه في جنيف 8، فإن ذلك استدعي من المبعوث الأممي الخاص، ستيفان دي ميستورا، اتهام النظام للمرة الأولى بعدم جديته، وأنه مسؤول عن فشل المفاوضات.
وأكد أمس في المؤتمر الصحفي الختامي، أنه في الوقت الذي قبلت فيه المعارضة مناقشة الانتقال السياسي، والدستور والانتخابات، ومكافحة الإرهاب، والمبادئ 12، إلا أن النظام اكتفى بمناقشة سلة واحدة وهي مكافحة الإرهاب.
وشدد على أن الحجج التي أوردها وفد النظام “غير مقبولة”، و”غير منطقية”، مذكراً بأقوال المبعوثين السابقين للأمم المتحدة إلى سوريا، كوفي عنان، والأخضر الإبراهيمي.
[sociallocker] [/sociallocker]