متظاهرون يمزقون صور خامنئي وقاسم سليماني.. الاحتجاجات تتسع في إيران والحكومة تلجأ إلى العنف (فيديو)



السورية نت - مراد الشامي

تواصلت اليوم السبت الاحتجاجات في إيران رداً على تردي الأوضاع الاقتصادية والفساد، وخرجت مظاهرات في مدينة طهران، في وقت دخل فيه المتظاهرون يومهم الثالث في النزول إلى الشوارع بمدن عدة.

ويأتي ذلك فيما كثفت الحكومة من تحذيراتها للمتظاهرين واستخدمت القوة معهم خشية من اتساع نطاق المظاهرات.

وتسود حالة غضب لدى المحتجين على التردي المستمر لأوضاعهم الاقتصادية، ووجهوا انتقادات للحكومة على الأموال التي تدفعها مقابل عملياتها في العراق، وسوريا دعماً للأسد، على حساب الخدمات العامة ومستواهم الاقتصادي في بلدهم.

وشهدت مدن نيسابور وكاشمر ومشهد مظاهرات حاشدة، وتصدرت مدينة مشهد الاحتجاجات، وهي ثاني أكبر مدن إيران من حيث عدد السكان.

واللافت في مظاهرات الإيرانيين اليوم السبت، ما أظهره مقطع فيديو من شارع آزادي وسط طهران، حيث تسلق أحد المتظاهرين عاموداً عُلقت عليه صورة كبيرة للمرشد الأعلى "علي خامنئي"، وقام بإنزالها وسط تصفيق من بقية المتظاهرين.

صحيفة "الشرق الأوسط" في حسابها على موقع تويتر، نشرت مساء اليوم مقطع فيديو قالت إنه صور في ميدان انقلاب وسط العاصمة الإيرانية، وأظهر الفيديو عدداً من المتظاهرين، فيما كانت النيران تشتعل في حاوية للقمامة.

#إيران | ميدان انقلاب في وسط طهران قبل لحظات pic.twitter.com/1MI7xbhWAs

— الشرق الأوسط - إيران (@aaa_iran) December 30, 2017

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو التي يصورها متظاهرون إيرانيون عبر هواتفهم المحمولة، ومن بينها فيديو لمتظاهرين في مدينة شيراز يمزقون صورة لقائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني، الذي يقود عمليات عسكرية في سوريا والعراق.

المتظاهرون يمزقون صورة قاسم سليماني الذي مزق أطفال سوريا والعراق ويهتفون بصوت واحد: "الدبابة والمدفع والرشاش لا يخيفنا"
العراقيون والسوريون هم إخوانك فانشر الفيديو فهذا يسعدهم#يحدث_الان_في_ايران pic.twitter.com/MPU4zhCmaQ

— بن قفيط (@bin_kfit) December 30, 2017

وفي مدينة الأحواز نشر ناشطون إيرانيون مقطع فيديو أظهر تراشقاً بالحجارة بين متظاهرين وقوات الأمن، وتعد هذه المدينة من أكثر المدن التي تتعرض لاضطهاد من قبل الحكومة، التي تتبع فيها سياسات تمييزية ضد سكان عرب في المدينة، وسبق أن حظرت عليهم تعلم اللغة العربية.

كما يعاني سكان الأحواز من صعوبة في التوظفي، وتشير وكالة الأناضول إلى أن إيران جلبت آلاف المزارعين من السكان الإيرانيين إلى الإقليم، منذ 1928، وينتج إقليم الأحواز 70 بالمئة من النفط الإيراني.

ويقع إقليم الأحواز في الجنوب الشرقي من العراق، والجنوب الغربي من إيران، واقتلع المستعمر البريطاني الإقليم في 1925 من العراق، وضمه إلى إيران مقابل تقليص النفوذ الروسي في إيران، وسكان الإقليم من العرب العراقيين بينهم سنة وشيعة.

#إيران | اشتباك بالحجارة بين قوات الأمن ومتظاهرين في #الأحواز pic.twitter.com/odqX6M9h5M

— الشرق الأوسط - إيران (@aaa_iran) December 30, 2017

ماذا تقول الحكومة؟

تشعر طهران بالقلق من الاحتجاجات وحالة الغضب التي يعبر عنها الإيرانيون في شوارع وساحات المدن، وحذرت الحكومة من أنه سيتم التعامل بحزم مع أي تجمعات غير مرخص لها.

وبدأت وسائل الإعلام الحكومية حملة تشويه للاحتجاجات، معتبرةً إياها مؤامرة ضد "الثورة الإسلامية، إذ قال مسؤول العلاقات العامة في "الحرس الثوري" الإيراني، العميد رمضان شريف إن "الأعداء ومنذ إنتصار الثورة الإسلامية يسعون بشتى الحجج والأساليب إلى قلب نظام الجمهورية الإسلامية ولازالوا يتابعون هذا الهدف".

ونقلت وكالة "تسنيم" عن شريف قوله خلال اجتماع له مع مدراء الأقسام الإعلامية في محافظة خراسان الجنوبية (جنوب شرق) : إن "الأعداء يؤمنون بأن الثورة الإسلامية يمكن أن تشكل نموذجا تستلهم منه جميع شعوب العالم مما يفشل مخططاتهم ومن هنا فقد وضعوا قلب نظام الجمهورية الإسلامية في نصب أعينهم".

وحذر "الحرس الثوري" الإيرانيين من تكرار ما فعله بالمحتجين في العام 2009، حيث ذكرت وكالة "فارس" الإيرانية، أن "الحرس الثوري أكد على تعزيز الوحدة واليقظة والوعي الوطني لإحباط مؤامرات الأعداء، واستلهام العبر والدروس من فتنة عام 2009"، حسب قوله.

وكانت إيران قد شهدت في 2009 موجة احتجاجات ضخمة وأطلق عليها آنذاك اسم "الحركة الحضراء"، وحينها خرج قرابة 5 ملايين متظاهر إيراني، على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية التي لم يحقق فيها مرشح قوى المعارضة نجاحاً، ووجهت اتهامات للحكومة بتزوير النتائج، وقابلت قوات الأمن المتظاهرين بعنف مفرط أدى إلى مقتل العشرات وعدد كبير من المصابين.

وأمس الجمعة في أول رد رسمي منها على الاحتجاجات في إيران، دعت الولايات المتحدة الأمريكية كل الدول إلى دعم الشعب الإيراني علناً في مطالبه بحقوقه الأساسية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "هيذر نويرت" إن واشنطن: "تدين بحزم اعتقال متظاهرين سلميين"، وتابعت "نحض كل الدول على أن تدعم علناً شعب إيران ومطالبه بحقوقه الأساسية وبإنهاء الفساد"، مضيفة: "إن القادة الإيرانيين حولوا دولة مزدهرة ذات تاريخ وثقافة غنيين، إلى دولة مارقة تصدر العنف وسفك الدماء والفوضى".

يشار إلى أن  مركز الإحصاءات الإيراني إن نسبة البطالة بلغت 12.4 بالمئة في السنة المالية الجارية، وهو ما يمثل ارتفاعاً نسبته 1.4 بالمئة عن العام الماضي. وهناك نحو 3.2 مليون عاطل عن العمل في إيران التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة.

اقرأ ايضاً: قرار من علي مملوك يتسلط فيه على ممتلكات السوريين: لا يحصلون على تعويضات إلا بهذا الشرط




المصدر