القصف الروسي يسبب موجات نزوح كبيرة في ريفي إدلب وحماة

4 يناير، 2018

تشهد مدن وبلدات ريفي إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماة الشمالي، حركة نزوح كبيرة، باتجاه المناطق الأكثر أمنًا في (مخيمات أطمة) أقصى الشمال السوري، وذلك في إثر حملة عسكرية مكثّفة، يشنها النظام مدعومًا بالمقاتلات الروسية، محاولًا التقدّم نحو المحافظة، ويتّبع في سبيل ذلك سياسة الأرض المحروقة، مُستخدمًا فيها كافة أنواع البراميل والصواريخ العنقودية شديدة الانفجار.

تقطن 15 عائلة نازحة من ريف إدلب الشرقي، في أرضٍ زراعية قرب (مخيم الزهور)، في تجّمع مخيمات أطمة، وسط انعدام أبسط مقومات الحياة، حيث لا يوجد طعام أو مياه للشرب، فضلًا عن قلة عدد الخيام.

شرحَ نادر عبد الغفور، من نازحي ريف حماة، لـملهم العمر مراسل (جيرون) في إدلب، أسبابَ نزوحه وعائلته، قائلًا: “نحن من منطقة الغاب، كنا نازحين في ريف المعرّة الشرقي؛ وبسبب قصف الطائرات الروسية الكثيف، اضطررنا إلى النزوح مرة أخرى إلى مخيم أطمة، غير أن وضعنا في المخيم مأسوي، فالخيم قديمة وتالفة بفعل الشظايا، ولا يوجد طعام ولا ماء ولا خدمات صرف صحي”.

يطالب النازحون الذين أنشؤوا مخيمًا عشوائيا في هذه المنطقة جميعَ المنظمات الإنسانية بالنظر إلى حالهم، ويناشدونها تجهيز مخيمٍ صغيرٍ لهم يؤويهم وأطفالهم.

أحمد التاج، نازحٌ من ريف إدلب الشرقي، أكّد لمراسل (جيرون) في إدلب أن “وضعَ النازحين صعب جدًا، ولا يتوفّر لديهم مياه البتة”، وناشدَ التاج جميع المنظمات والجمعيات أن تلتفت إلى وضع النازحين، وقال: “هؤلاء المدنيون هربوا من القصف والموت، وهم بحاجة إلى من يمدّ لهم يد العون”.

من جانبه، أكد الصحفي خالد الجدوع من إدلب لـ (جيرون) أن “أعداد النازحين باتجاه المناطق الشمالية في إدلب ازدادت على نحو كبير، خلال الأسبوع الماضي، وتم إحداث مخيم في منطقة (كفرلوسين) استقبل نحو 100 عائلة، فيما توزّع قسم آخر من الأهالي في المخيمات الأخرى، وتوجّه بعض الأهالي من النازحين إلى منازل أقاربهم. ويزداد عدد الفارين من حِمم القصف باطراد؛ وكل يوم تصل مئات العائلات”.

بخصوص المنظمات التي تقوم بمساعدة النازحين، أكدّ الجدوع أن “هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (E H H) قدمت عددًا من السلال الإغاثية، غير أن ما قدمته لا يكفي لأعداد النازحين الكبيرة، وهم بحاجة إلى الطعام والخيم ومواد التدفئة. نحن بانتظار تحرّك بقية المنظمات”.

تقدّر منظمات محلية عدد النازحين، من ريفي إدلب وحماة، بأكثر من 50 ألف مدنيًا، يتوزعون في مختلف مدن وبلدات إدلب، وبخاصة مناطق الشمال الحدودية، ومعظمهم يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة، وهذا العدد مرشّح للزيادة، مع استمرار حملة القصف التي يشنّها النظام على المنطقة. س. أ.

جيرون
[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون