لليوم الثاني مسيرات مؤيدة للنظام في إيران بعد إعلان انتهاء الفتنة
4 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2018
شهدت ايران يوماً آخر من المسيرات المؤيدة للنظام اليوم بعد إعلان السلطات انتهاء التظاهرات التي شهدت سقوط قتلى واعتقالات وحولت الأنظار إلى معالجة المشكلات الاقتصادية التي غذت الاحتجاجات.
وبعد أسبوع من اندلاع الاحتجاجات لم ترصد وسائل الإعلام المحلية تحركات جديدة خلال الليل في حين أظهرت أشرطة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تحركات محدودة في بعض مدن المحافظات لم يتم التحقق منها على الفور.
وفي حين أعلن مسؤول أمريكي أن واشنطن تفكر في فرض مزيد من العقوبات على طهران، كانت السلطات الإيرانية تدرس خياراتها بما فيها التخلي عن التدابير التي لا تلقى رضا شعبياً في ميزانية الرئيس حسن روحاني الجديدة.
وعرض التلفزيون الحكومي مسيرات ضخمة مؤيدة للحكومة في طهران وتسع مدن صباح الخميس بما فيها أصفهان وأردبيل ومشهد التي انطلقت منها أولى الاحتجاجات في 28 ديسمبر/كانون الأول.
وهتفت الحشود تأييداً للمرشد الأعلى آية الله “علي خامنئي” قائلين: “كلنا وراء القائد” و”الموت لأمريكا”، “الموت لإسرائيل”، “الموت للمنافقين” في إشارة إلى حركة مجاهدي خلق المعارضة المحظورة في إيران.
وخرج عشرات الآلاف في مسيرات أمس في نحو عشرين مدينة خارج العاصمة دعماً للنظام وتنديداً بالاضطرابات.
وقال “علي أكبر ولايتي” مستشار “خامنئي” لوكالة الأنباء الطلابية (ايسنا) شبه الرسمية إن “شعب إيران الثوري رد على الفور على الأعداء وعلى مفتعلي القلاقل بخروجه إلى الشوارع”. وأضاف أن “المطلب الرئيسي للناس اليوم هو أن تتصدى الحكومة للمشكلات الاقتصادية”.
وأعلن قائد الحرس الثوري اللواء “محمد علي جعفري” الأربعاء “انتهاء الفتنة”.
وقتل 21 شخصاً خلال خمسة أيام من الاحتجاجات ضد الصعوبات الاقتصادية والتي تطورت إلى مسيرات ضد الحكومة وتخللتها هجمات على المكاتب الحكومية ومراكز الشرطة.
وقال اللواء “جعفري” للتلفزيون الحكومي إن وراء الاحتجاجات يقف “عدد كبير من مفتعلي الاضطرابات” وأنه تم توقيف عدد كبير منهم وأنهم سيعاملون بحزم.
تدخل أمريكي
أثارت الاحتجاجات وهي التحدي الأكبر الذي يواجه الحكم منذ مسيرات 2009 قلقاً دولياً حتى أن الولايات المتحدة اتهمت السلطات الإيرانية بممارسة القمع.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه أمس: “ننظر في كل الاحتمالات” بشأن منظمات وأفراد يمكن استهدافهم بعقوبات بداعي انتهاك حقوق الإنسان وعمليات رقابة أو إعاقة لحرية التجمع في إيران.
وأضاف أن ذلك “يتطلب معلومات، وهناك الكثير من المعلومات، لذا نعتزم البدء في تجميعها وسنرى ما يمكننا القيام به”.
وذهب الرئيس “دونالد ترامب” الذي أكد في تغريداته دعمه للمحتجين أن الولايات المتحدة ستقدم لهم الدعم في الوقت المناسب.
والسؤال اليوم هو هل سيواصل “ترامب” تجميد عقوبات على صلة بالبرنامج النووي علقت إثر اتفاق 2015 بين الدول الكبرى وإيران، و”ترامب” يفعل ذلك كل بضعة أشهر والموعد المقبل هو في 12 يناير/كانون الثاني.
واتهمت ايران “أعداء” خارجيين بالوقوف وراء الاحتجاجات وهي لطالما اتهمت الولايات المتحدة والدول العربية السنية وعلى رأسها السعودية بالتدخل في شؤونها.
واصطفت المؤسسات السياسية الإيرانية وراء الحكومة في مواجهة الاحتجاجات وأدان الإصلاحيون أعمال العنف.
ولكن كثيرين دعوا روحاني إلى التصدي للمشكلات الاقتصادية التي كانت وراءها.
ويشهد مجلس الشورى تحركات لوقف التدابير التي لا تحظى برضا شعبي في الميزانية المعلنة الشهر الماضي وتتضمن اقتطاعات في الدعم الاجتماعي وزيادة في أسعار الوقود.
وقال رئيس مجلس الشورى “علي لاريجاني” أمس: “في ما يتعلق بأسعار الوقود، لا بد أن نأخذ في الاعتبار وضع الناس لأن رفع سعر البنزين ليس بتاتاً في مصلحة البلد، هناك طرق أخرى (…) حتى لا تفرض ضغوط على الطبقات الشعبية”.
ووعد “روحاني” لدى توليه السلطة في 2013 بإيجاد حلول اقتصادية وتخفيف الاحتقان الاجتماعي لكن ارتفاع كلفة المعيشة والبطالة جعلت كثيرين يتذمرون من بدء التقدم.
وتعد المناطق الريفية الأكثر معاناة جراء سنوات من الجفاف وتراجع الاستثمارات.
وعبر الناس في العاصمة طهران عن تعاطفهم مع الاحتجاج على الصعوبات الاقتصادية ولا سيما على البطالة التي بلغت 40 بالمئة بين الشباب.
لكن بعضهم رأوا أن الأمريكيين يبالغون في قولهم إن الناس تواقون للحرية. وقال “حامد رحيمي” موظف المصرف البالغ من العمر 33 عاماً: “لدينا بعض الحرية في إيران. ما يمكن أن يعترض عليه الناس هو المشكلات الاقتصادية. إنهم يريدون أن تتحقق مطالبهم التي صوتوا من أجلها”.
اقرأ أيضا: كساد في أسواق الذهب بدمشق.. وسعر الغرام يرتفع 500 ليرة خلال أسبوع
[sociallocker] [/sociallocker]