بيان الباحثين الزائرين الدوليين في مركز حرمون- الضربات الإسرائيلية على مواقع النظام السوري



في 9 كانون الثاني/ يناير 2018 شنّت “إسرائيل” ثلاث غارات جوية، على منشآت عسكرية بالقرب من دمشق، بحسب النظام السوري وتقارير مستقلة. واستُخدمت الطائرات والصواريخ أرض-أرض في الهجوم. وأفادت وسائل الإعلام السورية أنّ صاروخًا واحدًا أسقِط قبل الاصطدام، بينما أصابت الصواريخ الأخرى قاعدة عسكرية، وتسبّبت في خسائر مادية.

جاء الهجوم، بعد أيام قليلة من عقد حكومة الاحتلال اجتماعًا للحكومة، لمناقشة الوضع على الحدود الشمالية مع لبنان وسورية. وعقب الاجتماع، أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، عن قلقه إزاء تزايد قوة إيران و(حزب الله) في سورية، قائلًا: إنّ “إسرائيل” مستعدةٌ لاتخاذ أي إجراء لوقف (حزب الله) من نقل “الأسلحة التي تغير قواعد اللعبة”، من سورية إلى لبنان.

ومع ذلك، فإنّ هذه التصريحات والهجمات الأخيرة لا تمثل أيّ تحولٍ في الاستراتيجية الإسرائيلية فيما يتعلق بسورية، حيث إنّ “إسرائيل” تستهدف (حزب الله) باستمرار، وتختار أهداف النظام السوري لأكثر من 6 سنوات. وشنّت السلطات الإسرائيلية حتى الآن أكثر من 100 غارة جوية في الأراضي السورية، ضدّ القواعد العسكرية للنظام السوري ومستودعاته. حينما قرّر بشار الأسد قمع الثورة السلمية عام 2011، وحوّل البلاد إلى ساحة إراقة للدماء، وتسبّب في انهيار الدولة وجميع مؤسستها تقريبًا، أصبحت سورية ساحة للقوى الإقليمية والدولية لتحقيق مصالحها. في هذا السيناريو الفوضوي، شعرت “إسرائيل” بأنّ لها الحق في مهاجمة سورية، كلّما رأت ذلك ضروريًا ودون أي عواقب لاحقة، ما يُعدّ عملًا عدوانيًا ضدّ دولة ذات سيادة بموجب القانون الدولي.

ما هو مؤكدٌ هو أنّ “إسرائيل” تراقب بعناية كلَّ تطور في الصراع السوري، مع استعادة النظام لأراضي جديدة في المنطقة الجنوبية لسورية، على طول خط وقف إطلاق النار الذي يفصل سورية عن الجولان السوري المحتل، الذي لا تزال تسيطر عليه “إسرائيل”. وعلى الرغم من أنّ نظام الأسد لم يُقدم على أي مشكلة حقيقية مع “إسرائيل”، منذ أكثر من 50 عامًا، فإنّ السيناريو الذي تشهد فيه إيران و(حزب الله) زيادة كبيرة في نفوذهما على سوية، يعتبران تهديدًا كبيرًا من قبل السلطات الإسرائيلية. إنّ السيناريو القائل إنّ للنظام السوري اليد العليا في إدخال إيران و(حزب الله) في الصراع أصبح أكثر احتمالًا الآن. وعلى الرغم من الاتفاقات التي جرى التفاوض عليها بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي تمنع (حزب الله) والميليشيات المدعومة من إيران من احتلال 25 ميلًا من خط المواجهة بين سورية و”إسرائيل” في الجولان، فإنّ ذلك لا يكفي لتهدئة مخاوف “إسرائيل”. ومن ثمّ، فإنّ دور “إسرائيل” في الصراع السوري، نتيجة لذلك، قد يزداد في الأشهر المقبلة.

ومع ذلك، من المهم التذكير بأنّ ما تسميه “إسرائيل” بـ “حدودها الشمالية مع سورية”، في الواقع ليس حدودًا بل خطًا لوقف إطلاق النار. وعلى الرغم من إعلان “إسرائيل”، ما يزال الجولان أرضًا سوريةً محتلة من قبل “إسرائيل”، وهو ما يعترف به المجتمع الدولي بأسره. وإذا جمّد الصراع السوري القضية، وحاولت “إسرائيل” المضي قدمًا في مطالبتها بالجولان؛ فإنّ عملية السلام الشاملة في المنطقة سيتعين عليها أن تضع حدًّا للاحتلال الطويل، الذي دام 50 عامًا من قبل “إسرائيل” للأراضي العربية، للجولان وفلسطين. في سورية، هناك 400 ألف نازح داخليًا من الجولان، وهم، مثل اللاجئين الفلسطينيين، لهم الحق في العودة إلى ديارهم.

يدعو برنامج الباحثين الزائرين الدوليين في مركز حرمون (IVRPH) الأطرافَ المعنية إلى احترام مبدأ القانون الإنساني الدولي، والامتناع عن أيّ أعمال عسكرية، يمكن أن تضر بالسكان المدنيين. وإضافةً إلى ذلك، يدعو البرنامج الأطرافَ المتحاربة إلى تجنب المزيد من التصعيد في المنطقة الجنوبية من سورية، ما يُمكن أن يضر بالسكان في المنطقة. وأخيرًا يذكّر البرنامج بأنّ الجولان ما زال يُعدّ أرضًا سورية واقعةً تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ إعادة الأراضي المحتلة إلى سورية يجب أن تكون جزءًا من جدول أعمال المجتمع الدولي، لتحقيق سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط.


برنامج الباحثين الزائرين الدوليين في مركز حرمون


المصدر
جيرون