الأواني المنزلية دروع واقية لحماية أطفال المخيمات من الرصاص العشوائي



لجأ عدد من النازحين، في مخيم أطمة الحدودي مع تركيا، إلى وضع الأواني المنزلية (طناجر، صواني) على أغطية أبنائهم أثناء النوم؛ خوفًا من أن يطالهم الرصاص العشوائي الذي يطلقه بعض المتهورين في المخيم.

ونشرت صفحة (مخيم أطمة للاجئين)، على (فيسبوك)، صورًا لعدد من الأطفال النيام، وقد وُضعت فوق رؤوسهم (طناجر طبخ)، وعلى أغطيتهم صواني طعام، تحت عنوان: “هكذا يحاول البعض حماية أطفاله من الرصاص العشوائي الذي يطلقه من تخلّف عن الجبهات، فرحًا بانتصارات مَن هم على الجبهات”. في إشارة إلى إطلاق النار العشوائي؛ ابتهاجًا بنتائج المعارك الدائرة في ريفي حماة الشرقي وإدلب الجنوبي.

قالت السيدة أم محمد، وهي أم لثلاثة أطفال من مخيم (الزهور 2)، لـ (جيرون): “أخاف على أطفالي من إطلاق النار العشوائي في المخيم، لذلك أصبحت أضع فوق أغطيتهم -حين ينامون- (طنجرة) على الرأس، و(صينية معدنية) فوق البطانيات”.

ووثّقت صفحة المخيم مقتل شاب من نازحي مدينة اللطامنة، اسمه عبد الحسيب سليمان (35 عامًا) في الثالث عشر من كانون الثاني/ يناير الجاري؛ من جراء إطلاق النار العشوائي؛ ابتهاجًا بمعارك حماة وريف إدلب.

فيما قالت السيدة أميرة ج، لـ (جيرون): إنّ “إطلاق النار العشوائي لم يتوقف، منذ نزوحنا من بلدتنا في ريف إدلب الشرقي إلى مخيم أطمة، قبل نحو ثلاث سنوات، دون وجود أي رادع أو وازع يمنع هؤلاء من القيام بمثل هذه الأفعال”. وأضافت: “قبل شهرين، كانت جارتنا جالسة أمام خيمتها، وإذ برصاصة تستقر برجلها اليمنى؛ ما تسبب لها بعجز دائم. المقذوف غالبًا ما يخترق الخيام هنا، وإن كان سقفها من (التوتيا)؛ ما قد يُسبب عجزًا دائمًا لمن يُصيبه”.

لا توجد إحصاءات دقيقة لعدد قتلى إطلاق النار العشوائي في المخيمات الحدودية، إلا أن مصادر (جيرون) المتقاطعة: مخافر الشرطة والمراكز الطبية ومديري المخيمات، قدّرت مقتل نحو 15 مدنيًا، وإصابة نحو 30 آخرين، في “حفلات” إطلاق النار العشوائي.

إلى ذلك، قال أبو خالد المرعي، مدير مخفر شرطة مخيم أطمة، لـ (جيرون): إنّ “إطلاق النار العشوائي في المخيم أوقع سبعة قتلى وعشرات الجرحى”، وأشار إلى أنّ ثمة عقوبات تُطبّق بحق الفاعل، كانت في السابق عبارة عن غرامة مالية (100 دولار)، وتصل في الوقت الحالي إلى سحب السلاح”، وأوضح أنّ “حالات القتل الناجمة عن إطلاق النار العشوائي تُحلّ بالعرف العشائري السائد لأهالي المخيم، بحضور عناصر من المخفر”.

عزا الناشط محمود أبو محمد أسباب انتشار السلاح العشوائي في المخيمات، إلى عدم وجود آلية للدخول والخروج منها، وقال لـ (جيرون): إنّ “إطلاق الرصاص بشكل عشوائي، غالًبا ما يكون تعبيرًا عن الفرح بانتصار الفصائل في معركة ضد النظام، أو في مناسبات (الأعراس، والتشييع)، وفي أحيان أخرى، يستخدم السلاح كحل لخلافات عائلية بسيطة، كـ (الوقوف على دور تعبئة المياه، أو مشاجرة بين أطفال تتحوّل إلى مشاجرة بالأسلحة النارية”.

وأشار إلى أنّ “مخافر الشرطة الحرة المنتشرة في المخيمات الحدودية، تعمل على توعية الأهالي من مخاطر إطلاق النار العشوائي، من خلال توزيع المنشورات في المدارس، وإقامة الندوات التوعوية”.

وعلى الرغم من خروج تظاهرات عديدة، تطالب بـ “إخراج السلاح من المخيمات”، وتأكد أنّ “مكانه الجبهات”، فإنّ عدم وجود إجراءات أمنية تضبط عملية الدخول والخروج (من/ إلى) المخيمات، تُبقي أي حل لهذه المشكلة مجرد وهم وسراب.


منار عبد الرزاق


المصدر
جيرون