الفصائل تثبت دفاعاتها.. معارك الغوطة تُعرقل مخططات تقسميها

19 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2018
5 minutes

تتواصل المواجهات العنيفة، بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام المدعومة بالميليشيات الأجنبية، على جبهات الغوطة الشرقية، وخصوصًا على أطراف مدينة حرستا، في محاولات يائسة -حتى الآن- من النظام لفك الحصار عن عناصره داخل إدارة المركبات العسكرية أحد أكبر معاقله في المنطقة.

يقول وائل علوان، المتحدث الرسمي باسم (فيلق الرحمن): إن “الوضع الميداني على جبهات الغوطة الشرقية جيد؛ حيث إن الثوار يصدون يوميًا عشرات المحاولات من قوات النظام وميليشياتها المساندة الهادفة إلى إحداث ثغرة في تحصينات المدافعين، والوصول إلى مبنى الإدارة من دون جدوى حتى الآن، بالرغم من الغطاء الجوي الروسي، وكثافة القصف المدفعي والصاروخي الذي لا يهدأ”، مشيرًا إلى أن قوات النظام “تكبدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح، بلغت مئات العناصر بين قتيل وجريح، منهم عشرات الضباط، بينهم خمسة برتبة عميد”.

أضاف علوان، في تصريحات لـ (جيرون)، أن “أهمية المعارك الدائرة على جبهات الغوطة تتمثل في أنها قطعت الطريق على مخططات النظام وحلفائه، الرامية إلى شن عمل عسكري ضخم ضد المنطقة، بعد فشلهم لأشهر طويلة في اقتحامها عبر محاور جوبر/عين ترما، حيث إن الأسد كان يحشد داخل إدارة المركبات من أجل عملية جديدة، إلا أن الثوار بادروا بمعركة دفاعية ليقطعوا الطريق عليه، وينهوا هذا اللسان الذي يخترق معاقل الثورة في الغوطة متمثلًا بالإدارة”.

طرحت المعارك المتواصلة منذ أشهر في الغوطة الشرقية -إضافة إلى التقدم الكبير الذي حققته قوات المعارضة- عددًا من الأسئلة، بخصوص الرسائل السياسية التي تحملها تلك المعارك، ومدى قدرتها على تغيير المعادلات والتوازنات الميدانية المرتبطة بخرائط الصراع في دمشق ومحيطها، بخاصة مع الزخم الكبير الذي منحته موسكو للنظام مؤخرًا، ودفعها لأن تعلن ما وصفته بـ “نصر على الإرهاب في سورية، وأن الوقت بات للحل السياسي”.

في هذا الصدد، يرى علوان أن “ليس من أهداف المعارك في الغوطة الشرقية تغيير المعادلات العسكرية والميدانية، وهي لا تشكل خطرًا كبيرًا على دمشق، بمقدار ما هي تحمي معاقل الثورة في الغوطة؛ إذ إنها تهدف إلى إزالة هذا الجيب الممتد إلى عمق المنطقة، أي تجريد النظام من قدرته على توسيع عملياته ضد الغوطة في المستقبل، كما كان يطمح، وإنهاء المخططات الرامية لتقسيمها والاستفراد بكل منطقة على حدة”.

شدد علوان على أن معركة (بأنهم ظلموا) متواصلة في مرحلتها الثانية الهادفة لإحكام الحصار على إدارة المركبات، وإنهاء هذا الملف، مضيفًا: “بالتالي؛ لا يمكن الذهاب إلى مرحلة ثالثة، قبل استكمال ما نحن فيه الآن، وتثبيت الدفاعات حول ما حررناه لمنع القوات المهاجمة من الاستفادة من أي ثغرة، في حال انتقل الثوار إلى هجوم جديد باتجاه معقل آخر من معاقل النظام في المنطقة”.

تابع: “(اتفاق خفض التصعيد) في الغوطة لم يُنفذ، وبالتالي لا يمكن القول إن هذه الاتفاقات انتهت، وأصبحت من الماضي؛ هي أساسًا لم تبدأ، ونحن نمارس حقنا المشروع في الدفاع عن النفس وحماية أهلنا، في الوقت الذي بقيت فيه الاتفاقات الموقعة حبرًا على ورق، من دون أي أثرٍ على الأرض، على الرغم من أن الفصائل العسكرية التزمت بكل ما تعهدت به، في حين أن النظام والروس ضربوا بكل تلك الاتفاقات عرض الحائط”.

كما عدّ أنه “لم يعد مقبولًا أن تطرح روسيا نفسها كراعية أو وسيط لعملية السلام في سورية، فهي شريكة النظام في كل ما يُرتكب من جرائم بحق الشعب السوري. موسكو دولة احتلال، وتمارس كافة أنواع جرائم الحرب في هذه البلاد، ومن هنا؛ فإن أي مؤتمر تدعو إليه هو محاولة للالتفاف على القرارات الدولية، وإعطاء الفرص من جديد لتعويم الأسد ربيبهم في سورية، ولن يكون مقبولًا، وكل من يسير في ركبه لا علاقة له بالثورة”.

في السياق ذاته، قال محمد سليمان دحلا، رئيس الأمانة العامة في الغوطة الشرقية، لـ (جيرون): إن “العبرة ليست بالجغرافيا التي تحكمها الثورة، وإنما جوهر الصراع هو الثبات على إرادة الحرية والكرامة، ورفض الاستبداد المتمثل بالأسد ورموز نظامه وأجهزته وميليشياته الإرهابية، والإصرار على تحقيق مطالب الشعب السوري -على الرغم من الدعم الروسي والإيراني اللامحدود للنظام المجرم- وعدم الرضوخ لإملاءات الاحتلال في فرض الحل السياسي على مقاسه، وهذه ربما أبلغ الرسائل التي تحملها المعارك المتواصلة”. (م.ش)

جيرون
[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون