‘تركيا: نسعى لتفادي الاشتباك مع قوات الأسد وروسيا وأمريكا في عملية غصن الزيتون’
23 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2018
قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تسعى لتفادي أي اشتباك مع قوات الأطراف الأخرى الموجودة في سوريا، خلال تنفيذها لعملية “غصن الزيتون” في مدينة عفرين، في حين أعلنت الميليشيات الكردية عن نفير عام لمواجهة الهجوم الذي يشنه الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية.
ونقلت قناة “خبر ترك” التلفزيونية عن أوغلو قوله إن “بلاده تسعى لتفادي أي اشتباك مع القوات السورية، أو الروسية، أو الأمريكية، لكنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها”.
وأضافت القناة أن أوغلو أكد أن “الإرهابيين في منبج يطلقون دوماً نيرانا استفزازية. إذا لم توقف الولايات المتحدة هذا فسنوقفه نحن”، مضيفاً: “هدفنا هو عدم الاشتباك مع الروس أو النظام السوري أو الولايات المتحدة، ولكن محاربة التنظيم الإرهابي”.
وشدد أوغلو في تصريحاته على أنه “يجب أن يتخذ أي خطوة لازمة”. وأضاف: “إذا لم أفعل، سيكون مستقبل بلدنا في خطر. لا نخشى أحدا في هذا ونحن مصممون (…) لن نعيش في خوف وتهديد”.
وأشار وزير الخارجية التركي في حديثه عن العلاقات مع أمريكا، إلى أن مستقبل العلاقات يعتمد على الخطوة اللاحقة التي ستتخذها الولايات المتحدة، وقال إن “تركيا التي نفذت عملية عسكرية دامت سبعة أشهر في شمال سوريا قبل عامين لطرد تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، ستستمر في القيام بكل ما تعتبره ضرورياً.
وأضاف: “سواء منبج أو عفرين أو شرقي الفرات أو حتى تهديدات من شمال العراق، لا يهم، إذا كان هناك إرهابيون على الجانب الآخر من حدودنا فسيمثل ذلك تهديداً لنا”.
منبج هدف محتمل
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد تعهد بطرد الميليشيات الكردية من مدينة منبج التي تسيطر عليها، وقال إن “وحدات حماية الشعب الشعب هي امتداد لجماعة كردية (حزب العمال الكردستاني)، تشن تمرداً في بلاده منذ عقود”.
وتقع مدينة منبج إلى الشرق من عفرين وتخضع لسيطرة مقاتلي الميليشيات الكردية، وكانت أنقرة قد طلبت مراراً من واشنطن نقل هؤلاء المقاتلين إلى شرق الفرات، وأكد تركيا أن أمريكا لم تستجب لدعواتها.
ووفقاً لتصريحات الرئيس التركي، فإنه من المحتمل أن تكون منبج هي الهدف المقبل للجيش التركي وفصائل الجيش الحر بعد معركة عفرين، إلا أن محللين أشاروا إلى وضع معقد سينجم عنه أي تحرك عسكري نحو المدينة، لكون الميليشيات الكردية الموجودة فيها مدعومة من الولايات المتحدة.
وتأمل الولايات المتحدة في الاستفادة من سيطرة ميليشيا وحدات “حماية الشعب” الكردية على شمال سوريا في منحها القوة الدبلوماسية المطلوبة، إلا أن أنقرة ترى في هذه الميليشيات خطراً على أمنها القومي، بسبب اتصالها مع حزب “العمال الكردستاني”، واستهداف المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا بالقذائف.
دعوة للنفير
وفيما دخلت معركة “غصن الزيتون” يومها الرابع، دعت الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، اليوم الثلاثاء، إلى “حشد كبير للدفاع عن منطقة عفرين”، وقالت الإدارة في بيان دون الخوض في تفاصيل: “ندعو كل أبناء شعبنا الأبي بالدفاع عن عفرين وكرامتها والمساهمة في كل الأنشطة المتعلقة بذلك”.
واليوم الثلاثاء، تمكنت فصائل من الجيش السوري الحر بدعم من القوات التركية، من السيطرة على قرية “الحمام” والتلال المحيطة التابعة لبلدة جنديرس غرب مدينة عفرين، وفقاً لوكالة الأناضول التركية.
وتعتبر جنديرس ذات أهمية استراتيجية، حيث تقع على رأس وادي يؤدي إلى مدينة عفرين، وهي المنطقة التي قالت وكالة الأناضول، إن الميليشيات الكردية تستخدمها في استهداف سكان مدينة ريحانلي الحدودية التابعة لولاية هطاي التركية.
ويُشار إلى أن تركيا، أعلنت يوم السبت 20 يناير/ كانون الثاني 2018، عن بدء عملية عسكرية ضد مقاتلي الميليشيات الكردية في عفرين، وأسمتها “غصن الزيتون”، وقالت إن هدفها من العملية “إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي (بي كا كا/ب ي د/ي ب ك) و(داعش) في مدينة عفرين، وإنقاذ سكان المنطقة من قمع الإرهابيين”.
وقال بيان لرئاسة الأركان التركية أن العملية “تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب، وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتقافية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية”. وأكد البيان أنه يجري اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين.
اقرأ أيضا: صَدَمَت المذيعيّن بسؤالها عن الأسد وسوريا.. فيديو لصحفية أجنبية تُربك قناة “سما” الموالية للنظام
[sociallocker] [/sociallocker]