سوتشي في خطر بعد الهجوم التركي
24 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2018
[ad_1]
ما يحدث اليوم في شمال سورية، يتوافق مع وجهات نظر موسكو وأنقرة إلى كيفية تنظيم السياسة الدولية. ويبدو أن بوتين وأردوغان يريان أن السياسة الدولية هي أقرب إلى غابة ديناصورات: الحيوانات المفترسة الكبيرة تأكل الحيوانات الصغيرة. وهما يتجنبان تداخل مساعيهما، ويتقاسمان مناطق الصيد. وعليه، زار رئيس الأركان العامة التركية ورئيس جهاز الاستخبارات التركية موسكو الأسبوع الماضي. ولا شك في أنهما حصلا على موافقة روسيا على الغزو. وعلى رغم كل ما يحصل، يصر الجيش الروسي على أن أنظمة الدفاع الجوي الخاصة به تُحكم السيطرة على المجال الجوي في سورية.
ويكشف انسحاب المراقبين الروس من عفرين قبيل الهجوم التركي أن الوجود العسكري الروسي ليس أكثر من ورقة في لعبة جيوسياسية غامضة إلى حد ما. وعلى رغم اتهام الأكراد روسيا بالخيانة، فإن وزارة الدفاع الروسية لم يسعها غير أن تلقي لائمة الهجوم على الولايات المتحدة، وعلى «دعمها المستمر القوات الموالية لها في شمال سورية».
ومن المدهش أن موسكو تغفل أن أبرز الأسباب للغزو الروسي سورية هو ضمان سيادة البلاد وسلامتها. لذا، أدان بشار الأسد إدانة شديدة «الهجوم العنيف التركي على مدينة عفرين». كما اعترضت إيران، الشريك الروسي الداعم نظام الأسد، على الهجوم التركي. وكل هذا يضعف حظوظ عقد مؤتمر الشعب السوري في سوتشي أواخر كانون الثاني (يناير) الجاري، والذي يعقد وفقاً للاتفاقات التي أبرمت بين موسكو وأنقرة وطهران.
وترى موسكو أن هذا الاجتماع يفتــــح الطريق أمام تسوية سياسية ووقــــف الحرب الأهلية المستمرة منذ ســــت سنوات. ولكن يبدو أن الألعـــاب الجغرافية السياسية الروسية والتـــركية في سورية تطيل أمد الحرب هناك وتكر سبحتها إلى ما لا نهاية.
(*) كاتب روسي
الحياة
[ad_1]
[ad_2]
[sociallocker]
جيرون