‘واشنطن بوست: تيلرسون يقول الحقيقة بخصوص سورية’
25 يناير، 2018
وزير الخارجية، ريكس تيلرسون. (توبي ميلفيل/ وكالة الصحافة الفرنسية عبر صور جيتي)
بعد أشهرٍ من التنافر، اتخذت إدارة ترامب خطوةً باتجاه سياسةٍ واضحة بشأن سورية، وحربها الأهلية. ففي خطابٍ لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، في الأسبوع الماضي، اعترف صراحةً بحقيقة أنَّ الرئيس ترامب، والرئيس باراك أوباما، حاولا التهرب، قائلًا: “من الضروري لدفاعنا القومي الحفاظ على وجودٍ عسكري ودبلوماسي في سورية، للمساعدة في إنهاء ذلك الصراع، ومساعدة الشعب السوري. . . لتحقيق مستقبلٍ سياسيّ جديد”. وللقيام بذلك، ستواصل الولايات المتحدة نشر عدة آلاف من الأفراد والجنود في البلاد، ومساعدة القوات الحليفة السورية لتسيطر على مناطق في الجنوب الغربي، بالقرب من (إسرائيل) والأردن، وفي الشمال الشرقي، على الحدود مع العراق وتركيا.
يعتبر إعلان السيد تيلرسون بمثابة قطيعةٍ ضمنية مع السياسة الأميركية، في السنوات القليلة الماضية، والتي تركّزت على السعي إلى التهدئة في سورية في المقام الأول، من خلال اتفاقاتٍ دبلوماسية مع روسيا. لقد نكث نظام فلاديمير بوتين مرارًا بوعوده، داعمًا الحملات الوحشية للحكومة السورية لاستعادة سيطرتها على البلاد بالقوة. فبعد أنْ وافقت موسكو قبل بضعة أشهرٍ على دعم “مناطق تخفيف التصعيد”، في أجزاءٍ عديدة من البلاد، تدعم الآن هجماتٍ جديدة ضدها. يوم الإثنين 22 كانون الثاني/ يناير، كانت هناك تقارير تفيد بأنَّ القوات السورية استخدمت مرةً أخرى أسلحةً كيميائية، ضد المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في ضواحي دمشق.
من المتوقع أنْ يُحمّل النقاد السيد ترامب مسؤوليةَ إطلاق “حربٍ لا نهاية لها” أخرى في سورية. في الواقع، اعترفت الإدارة ببساطة بالواقع: لا يمكن للولايات المتحدة منع عودة ظهور (القاعدة)، و(تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش)، ومنع إيران من بناء قواعد في عموم سورية، أو إنهاء الحرب الأهلية التي شردّت الملايين من اللاجئين نحو أوروبا، من دون الاحتفاظ بالسيطرة على القوات والأراضي داخل البلاد، تمامًا كما تفعل روسيا وإيران. ولن يؤخذ دور واشنطن على محمل الجدّ إلا عندما تكون عنصرًا فاعلًا على أرض الواقع، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تنفيذ خطة سلام للأمم المتحدة من أجل سورية، وهي خارطة طريقٍ تدعو إلى إجراء انتخابات ديمقراطية في جميع أنحاء البلاد، بينما تحاول روسيا ونظام بشار الأسد دفنها.
حتمًا، الموقف الأميركي الأكثر قوة هو التصدي لضغط الحكومات التي كانت تأمل في تقسيم سورية، من دون اعتبار للمصالح الأميركية. وإحداهما تركيا، التي تعترض على حقيقة أنَّ القوة المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سورية هي في المقام الأول كردية، بينما استجاب الرجل القوي رجب طيب أردوغان بشنِّ هجومٍ ضد جيبٍ كردي آخر على الحدود التركية. هذا الهجوم، أيضًا، الذي تدعمه روسيا بهدوءٍ، والتي ما تزال تأمل في دفع السيد ترامب نحو اتباع دافعه الأصلي للتخلي عن سورية.
وكما أشار السيد تيلرسون في خطابه، فإنَّ القيام بذلك معناه أنْ تكرّر الخطأ الذي ارتكبته الولايات المتحدة في العراق، عندما “سمَح الرحيل السابق لأوانه . . . للقاعدة في العراق بالبقاء على قيد الحياة، والتحوّل في نهاية المطاف إلى (داعش)”. لا أحد يرغب في رؤية القوات الأميركية متعثرةً ومتخبطة في الشرق الأوسط، عدّة سنواتٍ أخرى، أو في عودةٍ إلى عمليات نشر قواتٍ قتالية ضخمة، ولكن الإدارة استوعبت، بحقٍّ، الدرسَ بأنَّ المخرج يبدأ بالتزامٍ أميركي جدّي ومستدام.
اسم المقالة الأصلي
Tillerson tells the truth about Syria
الكاتب
هيئة التحرير، Editorial Board
مكان النشر وتاريخه
واشنطن بوست، The Washington Post، 22/1
عدد الكلمات
478
ترجمة
وحدة الترجمة والتعريب
وحدة الترجمة في مركز حرمون
[sociallocker]
جيرون